أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مكارم ابراهيم - الحقيقة في كيفية تنمية الحافز















المزيد.....

الحقيقة في كيفية تنمية الحافز


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3122 - 2010 / 9 / 11 - 21:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحقيقة في كيفية تنمية الحافز..........بقلم كريس ماكدونالد
وترجمة مكارم ابراهيم
ماذا يتطلّب منك قبل أن تبدا بشئ ما؟
قبل بضع سنوات قرات مقالة للطبيب الامريكي اوريسون سويت ماردن حول الحيوان المائي سرطان البحر واعجبتني فيهاهذه الفقرة التي كانت الهاما لي. لقد كتب يقول:
" إن سرطان البحر الذي ينحصر بين الصخور وتنقطع عليه سبل الحركة فانه لايملك شيئا من الذكاء الذي يجعله يتحرك ويمشي باتجاه البحر ,بل تجده يبقى في مكانه ولايتحرك وينتظر البحر ان يأتي اليه. واذا لم يأت ِ البحر إليه فإنه سوف يموت حتما".
إن سرطان البحر ليست لديه القدرة والامكانية على تصورأنه ممكن ان يكون وضعه افضل من الوضع الحالي وانه بامكانه التحرر من وضعه الحالي وتغييره الى وضع اخر.الخبر السار باننا لسنا سرطان البحرلأننا نملك الامكانية التي لايملكها سرطان البحر. فنحن لاننتظر الحافز أن يأتي الى حياتنا لينقلنا من وضع سئ الى وضع افضل. ولكن الخبر السئ اننا في كثير من الاحيان نتصرف مثل سرطان البحر.
لقد سؤلت ولمرات عديدة ماهو الحافز او الدافع للانسان, ولكن نادرا ماسؤلت عن الإرادة للانسان , تخميني هو أن كثيرا منا يعتقد بأن الحافز أو المحرض يأتي الينا يوما ما هكذا لوحده وبقوة ويحملنا بكل ثبات نحو هدفنا. وهذا يعني بالنتيجة ان عملية التطور ليست عملية ممتعة, ولكن من المؤكد والمعقول أن منطق الطبيعة يؤكد أن الحياة لابد أن تكون ممتعة.
بين حين وآخر اتابع البرنامج التلفزيوني عالم الحيوان كي أذكر نفسي بأن الطبيعة لم تعدنا بأي شئ بهدف المتعة. ففي بعض الأحيان تاتي موجة بحرية وتنقذ سرطان البحر من انحصاره بين الصخور ولكن معظمهم يظلون ينتظرون ولكن دون جدوى. ومع الاسف الشديد فان هذا سيكون مصيرنا اذا لم نتحرك وجلسنا ننتظر الحافز أن ياتي يوما ما الينا مسرعا ليحملنا الى هدفنا. كلا فالحافز لاينشئ بهذه الطريقة.
أن أصل كلمة حافزاومحرض باللغة اللاتينية تعني حركة ,وأعظم مقولة قرأتها كانت للعالم البرت أنشتاين حين قال: "لا شيء يحدث حتى يتحرك شيء ما." وهذه هي العبارة التي ارددها لنفسي يوميا ولمرات عديدة وقد غيرت مجرى حياتي.
إن معظم مشاريعنا تبدا عندما يتولد فينا الحافز والدافع وهذا يحدث عندما نكون في فترة حركة وليس في فترة السكون والانجماد. لذلك فانه علينا في بعض الاحيان بالتحرك وهذا يتطلب الإرادة.
لقد اخبرني والدي في احدى المرات بان قوة الأرادة وكذلك السلوك اليومي أوالعادة هما العاملان اللذان يؤثران على دفع الحافزبقوة ليقطع مسافات طويلة في مساره باتجاه تحقيق الهدف. وقد كان والدي على حق.
والسؤال هنا كيف يمكننا تنمية وتطوير قوة الارادة لدينا؟
برأيي الشخصي فان الإرادة على ثلاثة أنواع نوع بسيط أي من السهل تجميعه ونوعين أخرين معقدين ومن الصعب تجميعه.
ففي يوم من الأيام بينما كنت في مدرسة لللغات كنت أشعر بملل وبدأت العب بالكلمات وحينها اكتشفت أذا وضعت حرف ج في كلمة الإرادة احصل على السؤال هل اريد؟

النوع الأول من قوة الإرادة هو النوع الذي الذي نستخدمه في مشروعنا عندما نسال أنفسنا : هل أنا أريد؟" والجواب سيكون قطعا "نعم!"
إن القصص التي ينبغي ان تلهمنا هي تلك القصص التي تتناول الاشخاص الذين تحركوا بفعل الطاقة التي تزودوا بها من هذا النوع من الارادة, ولكن ماهي الصلة بين المشاريع التي قام بها رجال الاعمال في تلك القصص وبين الاعمال التي ننجزها في حياتنا العادية اليومية؟
لقد كنت أشعر بشئ من الغرابة عندما كان يطلب مني ان ازور بعض مواقع العمل لالقاء محاضرة عن قصة كفاحي في سباق الدرجات الهوائية في جميع انحاء امريكا.
فكانوا يقولون لي لو اننا فقط نستطيع ان نجعل موظفينا يمتلكون نفس عزيمتك وتصميمك في كفاحهم على مستوى العمل. وجوابي لهم كان: كلا شكرا لانه في سباق الدراجات الهوائية فان كل جزء في جسمي كان يصرخ "نعم أريد" عندما أطرح على نفسي السؤال: هل اريد؟ وهذا النوع من قوة الارادة هو ليس نفس نوع قوة الارادة التي ينبغي علينا استخدامها من اجل انجاز المهام اليومية المتراكمة في قائمة الاعمال. فالاعمال هنا تتطلب نوع آخر من قوة الارادة.
أما النوع الثاني من الإرادة هو النوع الذي ما نحتاج اليه عندما نسأل أنفسنا : هل أريد أنا؟" ويكون جوابنا : "ليس بالضبطا" في حين انه كان علينا أن نسال انفسنا ذلك : "هل ينبغي علي فعل ذلك؟" والجواب حينها يكون : "نعم وبتافف"وهذا النوع من قوة الإرادة يتطلب الكثير من الطاقة والتي يجب أن نحافظ عليها بشكل مستمر الى أن نطور وننمي السلوك والعادة الجديدة"

أما النوع الثالث لقوة الإرادة هوعندما نسأل أنفسنا : هل أريد أنا؟" والجواب يكون هو : "نعم اريد!" ولكن عندما نسأل بعد ذلك : "هل ينبغي علي فعله ؟" حينها تكون الإجابة : كلا لاينبغي علي فعله . لذلك : عندما اسال نفسي هل أكل هذه الشوكولاته؟" وجوابي يكون نعم! كان علي ان اسال نفسي"هل ينبغي علي ان اكل هذه الشوكلاتة وجوابي حينها يكون؟" كلا لاينبغي علي! ". أو مثلا "هل ادخن هذه السيكارة" والجوابي حينها يكون "نعم اريد" ولكن علي أن اسال نفسي هل ينبغي علي أن أدخن هذه السيكارة" حينها يكون جوابي "كلا لاينبغي علي".

إن آخر نوعين من قوة الإرادة من الصعب حشدها وتجميعها. لكن الخبر السار هو أن البحوث العلمية أظهرت أنهما تعملان قليلا مثل العضلات. أي أنه بامكننا تعزيزها بالتمرين المستمر. وربما هذا هو الشئ الذي دعانا اليه عالم النفس وليم جيمس حينما قال : "علينا جميعا ان نقوم يوميا بما لا يقل عن أمرين نحن نكره ، فقط لمجرد التمرن عليهما".
ولكن لسوء الحظ ان الحصول على قوة الارادة التي يطلق عليها" ذاتية التعديل والتنظيم" مصادرها ليست عديدة او لامتناهية. فلقد أوضح عالم النفس الاجتماعي رووي باوميستير أنه كلما زاد استهلاكنا لهذه المصادر في اليوم الواحد كلما نفذت بسرعة. لذلك قد تكون فكرة جيدة ان نحدد وفي وقت مبكر من بداية النهار المهام والاعمال التي تتطلب منا هذه الانواع من قوة الارادة, وبهذه الطريقة فاننا سوف نوفر الوقت ولانبدده في مقاومة الاغراءات التي نتعرض لها كقطعة الشوكالاتة والحلويات المغرية في السوبرماركت او السيكارة .
إن عضلة الارادة ببساطة تتعب عند استعمالها, واذا اجهدناها ولفترة طويلة بدون إعطائها فترة راحة فانها سوف تضعف بدل ان تصبح اقوى. لذلك فانه لايمكن اسخدام العضلة بشكل مستمر ودون انقطاع او استراحة بل علينا تمرين العضلة تدريجيا وببطئ.
غالبا عندما نبدا بتغيير عادة ما او سلوك ما في عاداتنا لنتحرك من وضع سئ الى وضع افضل فاننا نبالغ مثلا بطريقة الحمية الغذائية فلاناكل سوى الاكل الصحي ونمارس الرياضة بشكل مبالغ فيه, فبهذه الحالة أننا بدأنا عدة مشاريع في نفس الوقت وكل هذا يتطلب منا قوة الارادة الصلبة أي الصعبة التجميع , والنتيجة تكون باننا نتعثر ونتوقف في منتصف الطريق قبل بلوغ الهدف, ونشعر بالعجزالكامل وتتدمر ثقتنا بالنفس ونقول ان عزيمتنا توازي عزيمة دودة الارض . لكن هذا هراء !المشكلة هنا اننا حملنا اوزان ثقيلة جدا من بداية التمرين وهذا سبب اجهاد كبير لعضلة الارادة.
لذلك فانه من الافضل ان تبدا دوما بمشروع واحد فقط وبشكل بسيط وتدريجي الى ان تصبح قوة العادة اوالسلوك الجديد هي المسيطرة على العمل. ولكن عليك في نفس الوقت ان تكون على استعداد لتقبل أن هذا الأمريتطلب بعضا من الوقت. لإن مسالة تنمية الشخصية تشبه مسالة الكفاح والصراع الطويل. وغالبيتنا لانعترف باننا لانشارك بل نبقى متفرجين. ولكننا لسنا سرطان البحر بل لدينا سيطرة كبيرة على كيفية تنمية وتطوير طريقة حياتنا وكما قلت آنفا ليس علينا أن ننتظرالحافز بان ياتي الينا.

”All other creatures just have to wait for shit to happen, we can make shit happen!”
"جميع المخلوقات الاخرى لاتتحرك بل تنتظر حدوث شئ ولكن يمكننا ان نخلق الحدث"
ترجمة المقالة بتصرف مكارم ابراهيم
11 سبتمبر ايلول 2010



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن امتلاك العبيد والإماء في حرب افغانستان؟
- اصل الكون بين نظرية بيغ بانغ والنظرية المكية
- انخفاض الولادات بشكل ملحوظ في البلدان النامية بهدف مكافحة ال ...
- دمتم متخلفين............
- المرأة بين المطرقة والسندان
- اخر الاكتشافات العلمية العربية والاسلامية........
- المواقع الاباحية وتاثيرها على انحطاط اخلاق المسلمين
- هل النفط هو سبب حرب امريكا على العراق؟
- الاغنية السياسية الى أين؟
- أغيثونا!
- المظاهرات بداية الثورة على الفساد
- الانتماء الحزبي
- كتاب ألف ليلة وليلة اصبح الان خطرا ومثيرا للجدل
- مناقشة أقوال الاستاذ طارق حجي............
- عندما تكتب امرأة!..................
- المارثون في الدنمارك متى سيقام شبيهه في العراق؟
- الشخصية العراقية بين علي الوردي ومكارم ابراهيم
- مااسباب ازمة الرسوم الكاريكاتورية ؟
- احترام حرية الفرد يجب ان تشمل الجميع
- كم وصية جاء بها الاسلام ؟


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مكارم ابراهيم - الحقيقة في كيفية تنمية الحافز