أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبدالوهاب حميد رشيد - العراق.. النكبة المنسيّة..















المزيد.....

العراق.. النكبة المنسيّة..


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3122 - 2010 / 9 / 11 - 18:33
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


لماذا فشلت محنة العراق في جذب اهتمام وتحريك مشاعر العالم العربي؟
جسّد الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق نقطة تحول مثيرة بالنسبة للعالم العربي، لكن الانسحاب الأمريكي الجزئي مؤخراً، أثار اهتماماً كبيراً ولا سيما في المنطقة. ويعود ذلك جزئياً بأنه لا يُشير إلى نهاية واضحة للاحتلال، لا لبس فيه، ولا هو واضح من استمرار سيطرة الولايات المتحدة. لكن الصمت يُعبر أيضاً عن الواقع المرير الذي يشعر به الكثيرون من العراقيين.
سقوط بغداد العام 2003، رسم حالة مقارنة مع خسارة فلسطين وتشريد شعبه العام 1948. وفي حين أن الاحتلال الأمريكي للعراق لم يؤد أو يستهدف استعمار البلاد، وتغيير اسمها وهدم مدنها وقراها!! (إزالة الدولة بشكل آخر: القتل.. التهجير.. التقسيم الطائفي- الإثني.. الفساد/ النهب!!).. لكنه قاد إلى إزالة دولة قوية من المعادلة السياسية الإقليمية باتجاه إضعاف العالم العربي، ولصالح إسرائيل (و) إيران، مقابل ضربة حاسمة ضد العروبة pan-Arabism.
وعلى المستويين الرسمي والشعبي.. فشل العرب في التواصل ودعم الشعب العراقي..
في أعقاب الغزو/ الاحتلال مباشرة، وقع العرب في حالة ارتباك. برزت بعض المشاعر الشعبية، واتجهت بعض الحكومات لمقاطعة حكومة الاحتلال في بغداد، مع أنها جميعاً خضعت أخيراً للأوامر الأمريكية في الاعتراف والتعامل مع الحكومة.. الدُميةّ.. (بل أن الأنظمة العربية منذ بداية التحضير للغزو توزعت بين متعاونة في أغلبيتها بتقديم المساعدات للجيش الغازي، وبين أقليّة مرعوبة صامتة..)..
العراق- البلد الذي قدّم الدعم والمساعدة للآخرين، صار فجأة عبئاً اقتصادياً على جيرانه في سياق هروب مئات اللآلاف من مواطنيه، خاصة، إلى سوريا والأردن. كما فقدت البلاد مكانتها كمركز تعليمي ومركز ثقافي للمثقفين العرب والفنانين والشعراء والروائيين.
ترك هذا التحول المأساوي في مواقف الأطراف العربية، شعوراً قوياً لدى العراقيين بأنهم صاروا كمثل ذاك ممن فقد ثروته ليجد أن أهله واصدقاءه قد تنكروا له بدلاً من مساعدته..
مقارنة العراق بحالة فلسطين Comparisons with Palestine
كما أن مساهمة المقاومة الوطنية العراقية في إحباط تحقيق أهداف الاحتلال في المنطقة بشن حروب أخرى، لم يحظ سوى بدعم (اعتراف) ضئيل. نقطة لم تغب عن الرئيس الأمريكي السابق- بيل كلنتون- عندما أقرّ في العام 2006 بأنه لولا وقوع الجيش الأمريكي في الشرك العراقي، لكان قد واصل غزواته تجاه بلدان أخرى في المنطقة..
ومع انحسار الخط الفاصل بين المقاومة الوطنية العراقية ضد الاحتلال وبين جرائم العنف الطائفي والقاعدة (كان واضحاً أن جرائم قتل المدنيين هي وليدة الاحتلال وأن هدف المقاومة هو جيش الاحتلال)، بدأ العرب بالابتعاد عن المعضلة العراقية بخطى أسرع.. وحتى في ذروة المقاومة، فشلت المقاومة في تحريك الموقف العربي لصالحها (بل فشل العرب في مواقفهم معها)، على خلاف الموقف العربي الإيجابي من المقاومة الفلسطينية وعلى مدى عقود.
هذا يعكس تباين الاتجاهات مع تباين أزمنتها. ذلك أن الخمسينات شهدت اتساع ظهور القومية العربية التي شجّعت ودفعت باتجاه التضامن مع الفلسطينيين. وعلى الرغم من فشل القوميين العرب، وليبلغ الذروة بهزيمتهم في حرب الأيام الستة العربية الإسرائيلية العام 1967، فقد وجدت المقاومة الفلسطينية جواً يملؤه القومية العربية الثورية ومناهضة الاستعمار. وعلى النقيض من تلك الفترة، جاءت المقاومة الوطنية العراقية خلال حقبة الهيمنة الأمريكية الكلية على الدول العربية التي تراوحت بين الخضوع التام لهذه الهيمنة وبين الخوف من غضبها..
ولكن، في حين أن القضية الفلسطينية ربما ضمنت مكانتها في العقل العربي، جاء رد فعل الأنظمة العربية على غزو/ احتلال العراق مجرد استمرار حالة العجز نفسها التي ميزت المنطقة العربية منذ العام 1948. فبعد كل التباكي على على خسارة كافة أنحاء فلسطين، أثبتت الأنظمة العربية أنها عاجزة كلية وغير مستعدة للوقوف في وجه إسرائيل.
تدخل دول الجوار An Interfering neighbour
التخل الإيراني في العراق، زاد من تشويش الصورة وبطريقة قاد العديد من المثقفين العرب إلى فشلهم في تقديم تحليلات نقدية بنّاءة وكافية. وفي سياق دعم إيران لحزب الله والعديد من حركات المقاومة المشهودة والفعالة في المنطقة، استمر العديد من المثقفين/ المفكرين العرب غير راغبين في إجراء تحليلات موضوعية عن الآثار السلبية للتدخل الإيراني في المقاومة الوطنية العراقية.
كمثل الولايات المتحدة التي غذّت عوامل الصدع الطائفي على أساس أنه يشكل جهداً في تحرير طائفة (الأغلبية) من هيمنة طائفة (الأقليّة)، فقد أثارت إيران أيضاً الانقسامات الطائفية من خلال رعاية طائفية مباشرة لأحزاب طائفة (الأغلبية) في البلاد.
يشعر الكثير من العراقيين أن إيران استخدمت الحكومات الطائفية- الجعفري/ المالكي- لمكافحة جميع أشكال المقاومة الوطنية العراقية، لكن فوز علاوي في انتخابات آذار/ مارس شكّل الدليل على الرغبة العراقية لنبذ الطائفية.
وفي حين ظهرت كتابات عربية عن علاوي باعتباره دُميّة أمريكيه، (باعترافه- لا باعتباره عميلاً لأمريكا ودول غربية أخرى، كما هو حال بقية زملائه ممن دخلوا العراق على الدبابة الأمريكية..) فقد أطلق الكاتب العراقي عبدالإله البياتي على نتيجة الانتخابات "انتصاراً ضد الطائفية"، وقال ينبغي النظر إليها لا بوصفها فوزاً لعلاوي، بل للتحالف الذي يمثله.
البعثي السابق الذي أدار ظهره لرأس النظام العراقي السابق، وقدم نفسه زعيماً علمانياً، فاز في الانتخابات نتيجة دعم شعبي واسع. وعلى الرغم من قول هؤلاء المقربين من المقاومة بأنهم لم ينسوا أنه في العام 2004 قدّم دعمه وتأييده للضربات الأمريكية على الفلوجة، فإنهم يتفهمون لماذا قد يعتبر البعض هذا الشخص، وهو من طائفة (الأغلبية) وذات العلاقات الوثيقة مع الأنظمة العربية، أفضل ما متاح لمنع تفكك البلاد على أسس عرقية وطائفية.
ولكن مع الحكومة الجديدة التي لم تشكل بعد، رغم مرور ستة أشهر على الانتخابات، يبدو أن العالم العربي بقي متردداً الدخول في أي نقاش جدّي حول مستقبل البلاد. ولعلّ محنة العراق أمر مؤلم للعرب للاعتراف بها أو أن الأزمة معقدة على فهمهم (البليد) لها.. لكن المعركة من أجل استقلال العراق لم تنته بعد، وعلى العرب أن يتحركوا كي يمارسوا دورهم قبل فوات الأوان..
وإذا لم يفعلوا، تكون الولايات المتحدة قد حققت واحداً من أهداف الحرب.. إضعاف التضامن بين الدول العربية.. وسيستمر العراقيون بشعورهم- كما حدثني أحدهم مؤخراً (كاتب المقالة): "يظهر كل ما نفعله لا يثير شعور العرب، ونحن نشعر بأننا بعيدون عن العالم العربي."

ممممممممممممممممممممممـ
Iraq: The forgotten nakba Why has the plight of Iraq failed to capture the imagination and interest of the Arab world?,Lamis Andoni,uruknet.info, September 7, 2010.
Lamis Andoni is an analyst and commentator on Middle Eastern and Palestinian affairs.

The views expressed in this article are the author s own and do not necessarily reflect Al Jazeera s editorial policy.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلّ واحد.. دولتان..
- بغداد- دمشق.. طريق اللاعودة..
- الإنسحاب الأمريكي من العراق.. قصة خيالية..
- ما لم تسمعه عن العراق!!
- إسرائيل ستهاجم إيران!.. هل أن إسرائيل ستهاجم إيران؟
- حرب العراق.. أجبرت الملايين الهروب من منازلهم..
- العراق.. الكارثة مستمرة..
- لعراق: بناء للنصف بدون سقف
- الجيش العراقي لن يكون جاهزاً قبل العام 2020!
- تسريبات ويكي ضد الولايات المتحدة.. والولايات المتحدة ضد أوبا ...
- معاناة الفلوجة
- بعد انكشاف المزيد من جرائم الحرب.. ماذا نفعل الآن؟
- لن تُغادر كافة القوات القتالية المحتلة.. العراق..
- هنا العراق..
- اختفاء المسيحيين من العراق
- بقايا الصابئة في العراق يستقبلون بحزن سنتهم الجديدة..
- جيل بلا مستقبل.. مستقبل بلا أجيال.. معاناة لا نهائية لأطفال ...
- مؤرخ يحذر من انهيار مفاجئ للإمبراطورية الأمريكية
- أيها العراقيون.. استفيقوا.. لا نيّة للامريكان ترك البلاد!
- ما الحياة الطبيعية في ظل الاحتلال؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبدالوهاب حميد رشيد - العراق.. النكبة المنسيّة..