أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الفرق بين القردة والسعادين عند اهل الكفر ورجال الدين




الفرق بين القردة والسعادين عند اهل الكفر ورجال الدين


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3121 - 2010 / 9 / 10 - 11:55
المحور: كتابات ساخرة
    


رحم الله شريف العلمي حيا او ميتا فقد كان الاصل في تأسيس اول برنامج "سين جيم" يخاطب الناس لا ليمتحنهم ولكن ليقدم لهم معلومة تعينهم في تفاصيل حياتهم اليومية وتشيع في نفوسهم حب المعرفة الممزوجة بابتسامة جميلة على الشفاه.
روعة برنامجه الاولى كانت في استقطابه الصغار قبل الكبار والعامة قبل الخاصة، والثانية كانت في توحد كل العرب من المشرق الى المغرب في مشاهدة برنامجه الذي ذاع صيته بين العجم والكفار وبعضهم كان مثل السعادين وهي تقلد الكبار اناسا كانوا ام حيوانات في كل حركة يقومون بها.
وبين السعادين والبشر قفزت ثلاثة برامج الى مزبلة القنوات العربية. اولها البرنامج السوري لسيد حسن الطلعة يدعى جورج قرداحي الذي اختاروه ليس لعلمه او محاورته او اسئلته التي كتبوا اجوبتها له بل لانه فقط يشبه المذيع الامريكي المشهور معد ومقدم برنامج السؤال. اما الثاني فكان من جماعة برنامج من سيربح المليون الذي ادخلت فيه نطفة فولد جنينا اسموه برنامج "امير الشعر" سيذاع قريبا ليغزو بالسيف على احمد شوقي ويستل منه لقبه الذي منحه له الاعلام المصري منذ اكثر من 100 سنة. اما الثالث فقد تشظى في القنوات العراقية مثل الفطر المسموم الى فطيرات صغيرة اطلقوا عليها جزافا اسماء مضحكة لا مجال لذكرها خوفا على مشاعر اهل اللحى الذين قبضوا ملايين الدولارات من الجارة العزيزة ليصرفوا على هذه البرامج بضعة دولارات لاغير.
فمثلا يطلع علينا احدهم وهو يسأل عن معنى آية وهو يرتلها بصوته معتقدا انها قمة في الابداع حين يسمع السائل ترتيله اياها، او مثلا يسأل كم مرة – وهو يرتل الاية ايضا - ورد اسم العنكبوت في القرآن الكريم وكأني بالمشاهد اذا عرف الجواب فيسدخل الجنة من اوسع الابواب ولا يدري ان ورود اسم العنكبوت مرة واحدة او مليون فالامر سيان لانه لايضيف ولا ينقص شيئا، اما ذاك الفطحل في قناة عراقية اخرى والذي يسأل عن اسم الفنان صاحب الموناليزا فانا على ثقة عمياء لو سالوه هو لتوسل بطلب خيارات ثلاثة ليجرب حظه في احداها.
هؤلاء كلهم يشتركون في قناعة واحدة وهي ان هذه البرامج تنضم تحت قائمة المنوعات التي تريح الصائم العراقي بعد صيام دام ساعات طويلة وما دروا ان سكان وراء السدة وهي منطقة منسية من مناطق بغداد تقع في ابعد نقطة من مدينة الثورة جعلوا من ايامهم كلها صوم في صوم ، ففي ايامهم العادية يتناولون فقط وجبة واحدة يتيمة في الليل يوميا ويستغلون رمضان ليجعلوا موعد وجبة الافطار هو الموعد الوحيد لتناول ما قسم الله، فهل مثل هؤلاء وراتب اغناهم لايتجاوز 600 دينار عراقي ،اي نصف دولار امريكي، يهمهم من هو الذي رسم لوحة الموناليزا او كم مرة ورد اسم العنكبوت في القران الكريم او متى نظمت اول دورة في الالعاب الاولمبية وما معنى كلمة البرزخ ومن هو فرعون او اهل الكهف أو...او.
لو بثت هذه البرامج من قنوات في الامارات او الكويت او السعودية لعذرناهم في ذلك فهم دائما على استعداد لتقديم الغث لا السمين لمشاهديهم دون حتى ان يتعبوا حالهم في اجراء استفتاء عن نسبة الذين يشاهدونها ولكن كيف نبرر لمثل هذه القنوات مخاطبتها للمشاهد العراقي عبر هذه البرامج التي يصنفها البعض دون مستوى الهيافة وقلة الاحساس بالمسوؤلية.
فالعراقي الذي يذهب الى عمله يوميا ولايعرف في اي منعطف او زقاق يموت فيه، والذي ينتظر في مسطرة العمال بحثا عمن يستأجره كحمال لساعتين او ثلاثة ولا يدري ان تكون بجانبه تحت المسطر عبوة ناسفة.
اعرف كثيرا من الصحاب يودعون زوجاتهم واولادهم يوميا حين يغادرون بيتهم في شأن من الشوؤن، وبعضهم حرم على نفسه ان يلبس ساعة ثمينة او يحمل من جيبه نقودا زيادة عن حاجته اليومية خوفا من سرقتها بعد انفجار جسمه على قارعة الطريق.
لست معنيا بما سيقوله معدي هذه البرامج فحتى الرب لايمكن له اقناعهم تيمنا بالمثل الصيني "انطح رأسك بصخرة خيرا من مناقشة جاهل" ولكنني معني بعد هذه الخطبة العصماء – اقصد خطبتي - بما حدث لجاري وهو يبكي وينوح كالمرأة الثكلى مستغيثا بالرحمن من كل ابليس وشيطان مطأطىء وهو يخفي دموع الغضب مخافة ان تفضحه بين الناس.
اعرف ذلك الرجل بحكم جيرتي له،فهو "ولا اخيره عليكم" من المسلمين الورعين الذي لايقبل الاغراء لكي يسرق او يكذب وسمعته بين جيرانه كسمعة ابو ذر بين قومه آنذاك، فما كان مني حين وجدته على هذه الحال حتى بادرته بالسؤال عما اصابه فقال:
ذهبت لاداء صلاة الجمعة في الجامع القريب كعادتي وفي كل مرة اغادر فيها الجامع احس بقلبي يتوقف وشراييني ترفض الدم القادم اليها، مرة يتحدث الخطيب عن اهوال النار وكأنه يقص علينا قصص الف ليلة وليلة ومرة يتحدث عن عذاب القبر وكأنه يتشفى بكل ميت من المسلمين او غيرهم ومرة اخرى يتحدث عن ابو بريص وكيف خلق ليكون حيوانا حقيرا تافها يسجل له الله 5 ألاف حسنة حين يقتله بضربة واحدة و10 آلاف اخرى حين يسحقه برجليه و20 الف آخرى حين يرميه بالنار لسبب بسيط هو هو احتراق بيت احد الائمة فما كان منه الا ان مد بوزه ينفخ فيها فيما كانت الضفدعة- اويلي على المسكينة- تنقل الماء من الشريعة المجاورة لتطفىء هذه النار.
وفي كل مرة اقرر فيها عدم الذهاب الى الجامع في ايام الجمع حتى يأتيني صوت الاذان فيدخل الى قلبي رهيفا ينعش فيه الروح فاتعوذ بالله من الشيطان الرجيم واجر قدمي بنصف رغبة لاداء الصلاة وراء هذا المعمم الاهبل.
ولكني في هذه الجمعة وانا على وشك الانتهاء من تبليغ السلام على آل محمد وصحبه الطاهرين وكل المسلمين في مشارق الارض ومغاربها حتى دعوت ربي ان يعذرني لعدم تمكني من العودة الى الجامع مرة اخرى وسماع هذا الخطيب الذي يورث لمن له ذرة عقل طنا من الجنون. ففي هذه الجمعة المباركة وهي آخر جمعة في شهر رمضان المبارك كنت احسب ان هذا الخطيب سيتحدث عن فرحة الصائم بقدوم عيد الفطر بما يحمله من بهجة للنفوس وضحكات الاطفال وهو يمدون اياديهم طلبا "للعيدية" او سعادة بنت الخامسة وهي تستيقظ صباحا وتجد كف يدها اليمنى محناة او تلك العروس التي تجد في العيد ارفع مناسبة لتقبل رأس ابيها او تبوس شيلة او بوشية امها بعد الانتهاء من دعائها لله ان يحفظ اولادها من كل مكروه ، او على الاقل ان يراعي مشاعر هؤلاء المصلين ويطلب من رب العزة ان يعن الامن والسلام في ربوع العراق.
وجدت هذا المعمم وهو يتحدث عن الفرق بين السعادين والقردة ويصنفها على هواه فذاك القرد ذو المؤخرة الحمراء خلقه الله سببا لرزق بعض البشر حين يدربوه على الرقص امام الناس مقابل دريهمات وذاك السعدون – عفوا مفرد سعادين – جعله الله سببا في زراعة الموز لتحل النعمة على الفلاحين والمزارعين حين بيعه، وذاك القرد الذي جعله الله ينط بين الاغصان في حركات بهلوانية ليحذوا المؤمنين حذوه ويتعلموا كيف يحافظوا على لياقتهم وصحتهم. اما الشمبانزي فقد خلق كريه الوجه عبوسا قمطريرا لايعرف الابتسام ليبث الرعب في نفوس البشر ليكونوا عبرة لمن لايخاف الله في الدنيا والاخرة.
وظل القوم في حيرة من امرهم وهم يسمعون هذا الهراء ولم يجرؤ احدهم على مغادرة مكانه خوفا من القيل والقال فامتثلوا للحكمة القائلة الصبر مفتاح الفرج ، وكان فرجهم حين عادوا مسرعين الى بيوتهم ينتظرون موعد الافطار حتى تحل لهم السب والشتيمة على اولاد الحرام.
واعاهدك بعد ان عاهدت الله بانك لن تراني اخطو نحو هذا الجامع او اي جامع آخر لاسمع هذه المزابل وهي تنشر رائحتها التي تزكم الانوف.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عركة لابو موزة بالسماء السابعة
- اعدائي السبعة تبا لكم
- طويلة العمر ليلى (2)
- المفلسون اخوان الشياطون
- ياأهل قريش ها اني اعلن اسلامي بين ايديكم
- كيف يكبر الصوص في بيت اللصوص
- سعودية اسرائيلية في قمة عربية
- حجا والحمار وأنا
- اية مقاومة..اية ديمقراطية..اية تظاهرات؟؟
- انا عراقي والسيستاني عراقي!!
- ما أندل دلوني يابابا ، درب المحطة منين
- المخابرات نوعان كما قال عبد المجيد الفرحان
- السهو والخطأ مرجوع للطرفين
- ارجوكم انحنوا معي الى الموقر عمرو موسى
- حزب شيوعي لصاحبه عبد الحميد الباججي
- اسباب انحسار الماء في نظر السادة العلماء
- الله يلعنكم ايها العلمانيين
- الايدز داء شرعي في النجف الاشرف
- لحوم حمير مجمدة في رمضان المبارك
- منو أنت؟؟


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الفرق بين القردة والسعادين عند اهل الكفر ورجال الدين