جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3120 - 2010 / 9 / 9 - 19:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مهما بلغت من العلمانية او الالحاد فمادام تنحدر من الشرق و شعر رأسك اسود و بغض النظر عن معتقداتك و ثقافتك و دراستك وميولك وحتى اذا كنت من المسيحيين الارثدوكس فانت بالاخيرتبقى مسلما غصبا عنك واذا نسيت من اين انت فلا تقلق لان هناك كثير من الناس تحرص على تذكيرك باصلك و فصلك في اكثر من مناسبة. هذه هي النظرة الغربية تعتبرك ضيفا مهما طالت الفترة التي قصيتها في الغربة فبالاخير نحن جميعا لسنا الا رعاة الجمل camel driver في الصحراء لايهم سواء ركبنا جمل اولم نركبه في حياتنا قطعا. تأكد ان الغربي الذي لا يحترم الاسلام لا يحترمك ايضا مهما ابتعدت عن الاسلام لان الخط الذي يفصل بين رفض الاسلام و العنصرية لرفيع حقا.
ماذا يبقى امامك اذن اذا لا تستطيع ان تتخلص من صبغة الاسلام؟ هذا الموقف الجاهل عند عدد كبير من الناس يخلق للجيل الثاني من الاجانب مشاكل جمة اهمها مشكلة الهوية الدينية. النتيجة هي ان هذه المواقف العدائية تدفع بنات و ابناء الشرقيين الى احضان المنظمات الاسلامية المتطرفة او على الاقل تحول باتجاه الهوية المسلمة.
هذا ماحدث و يحدث ايضا عندما تترك مجموعة من الناس ذات البشرة البيضاء من اصل الماني بولندا او روسيا او بلدان اوربية شرقية اخرى لانها تعرضت للعنصرية هناك ولكنها تصطدم في المانيا بانها لا تستطيع التخلص عن الصبغة الاوربية الشرقية و تبقى غصبا عنها بولندية او روسية او بلغارية... عندها فقط تكتشف ان اصلها الاوربي الشرقي يلازمها مهما حاولت و تقع في ازمة انتماء خطيرة لا تستطيع الخروج منها بسهولة.
المشكلة اكبر في المدرسة لان الطفل الاسود الذي ولد في المانيا ولم يقض ولا دقيقة من حياته في بلد افريقي يبقى افريقي طول حياته. كيف يستطيع هذا الطفل المسكين التعامل مع هذا الثقل النفسي؟ ماذا سيكون عليه في المستقبل؟ هل يترك المانيا في اقرب فرصة باتجاه بلد افريقي لا يتكلم لغته و لا يفهم عقليته؟ اين يستطيع ان يذهب؟ اين البيت؟
احيانا ينتابني شعور كالذي انتاب الدكتور ابراهام Dr Abraham في قصة الكاتب الانجليزي Somerst Maugham عن طبيب يهودي بارع متفوق في اختصاصه على الاخرين قام بزيارة لمصر لربما في اوائل القرن العشرين و لكن قبل المباشرة في وظيفته و عندما رأى شمس الشرق و حياته الهادئة البسيطة اتخذ اهم قرار في حياته و هو ترك الجاه والمال والمنصب و عدم الرجوع الى انجلترا. و لكن اليوم لا تختلف الحياة في الشرق عن الغرب فاين المفر اذن؟
www..jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟