أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عركة لابو موزة بالسماء السابعة















المزيد.....

عركة لابو موزة بالسماء السابعة


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3120 - 2010 / 9 / 9 - 11:35
المحور: كتابات ساخرة
    


استعرت من جيراني القريبين امس الاول عددا من الكراسي وطاولة صغيرة وجهزت ادوات القهوة المرة واستكانات الشاي وحبات التمر المسمسم استعدادا لاستقبال اصدقائي المقربين الذين عرفوا من اصدقاء آخرين بوفاة اخي الكبير في بغداد وخروجي من المستشفى بعد ان نجح الاطباء في اكتشاف "الليك" او البنجر" في القولون الذي رفض لشهور عديدة تقبل دم جديد.
لم تمر علي سابقا مناسبتين معكوستين في الاتجاه والموضوع ،ففي المناسبة الاولى علي ان استقبل المعزين باأخي الذي كان يقرأ لي اشعارا لاحمد مطر قبل ان يموت بساعات قليلة، والثانية استقبال التهاني للتخلص من القولون المزروف.
كانت بالفعل مفارقة تبعث على السريالية حين استقر القوم على الكراسي المستعارة عابسين،مقطبي الجبين،غارقين في مسحة الاسى والحزن وهم يقرأون سورة الفاتحة على روح الفقيد، ثم وبعد دقائق وبلمسة سحرية شاعت نكاتهم وضحاتهم المجلجلة لتنتشر في ارجاء الصالة الصغيرة لاتنقصهم اخبار لحى الانس والجان في قديم الزمان وعزرائيل في بلاد الاشاعة والاقاويل وكيف تخلص نائب المدير من انكر ونكير.
لست ميالا الى احاديث الانا فهي مكروهة ممجوجة بين العرب والاعراب ورغم ان صاحبها يسعى للشهرة كما يسعى القرني اليها برجليه وقدميه هذه الايام الا ان مآلها التهكم وبعد الشقة عن الناس.ومن هنا لا استطيع ان اسرد لكم نفاصيل المناسبتين لانهما كما قلت غاية في الخصوصية و"الاناوية" جمع ألانا.
اقول حين استقر القوم ولعبت في رأسهم القهوة العربية المرة والتمر المسمسم تحدثوا في كل شيء وكان بعضهم يحكي كما القرود حين تنط من شجرة لاخرى غير مستقرة على جذع شجرة ما، ومن بين ذلك الصخب الجميل خيل لي اني اسمع اغنية الاشارة في مسلسل "ليلى 2" وهي تندب حظ ليلى بدموعها المنسابة اربع اربع على خديها نابزة شامي كابور حين يتذكر فقط اول لقاء مع حبيبته في القطار الخشبي الصاعد الى بنغلور، فتعوذت بالله من الشيطان الرجيم وقلت لنفسي "استح ياولد ولاتهيم بخيالك المريض وانت امام اصدقاؤك المقربينٍ"، غابت الاغنية وحل محلها صوت الصديق الضيف وهو يرد من تلفونه النقال. ولم يكد ينتهي حتى رأيت القوم يتقافزون نحوه ويسألوه عن مصدر هذه الاغنية التي جعلها رنة الموبايل الخاصة به.ولاني بطىء الفهم جدا واحتاج الى بعض الوقت لاستوعب كلام الاخرين خصوصا واني كنت اعاني من نزيف ضعيف في جدران القولون والذي تسبب في نقص الهيوغلوبين في الدم فقد اكتشفت ان صديقنا اياه قد اشترى هذه الاغنية من احدى شركات الاتصالات ليسمعها كلما طلبه احدهم على هاتفه.
هممت ان اعرف منه مزيدا عن هذه التقنية الجديدة حين قاطعني صوت وديع الصافي وهو يغني "الليل ياليلى يعاتبني ويقول لي سلّم على ليلى" ، ادرت وجهي نحو مصدر الصوت لاجد صديقا آخر وهو يتحدث بيتلفونه وعرفت من خلال الهمس الذي دار بسرعة بين القوم انه جعل هذه الاغنية رنة خاصة وكأنها جاءت ردا على رنة اغنية "العين تدمع ياليلى" في المسلسل المذكور آنفا. وازدحمت علامات الاستفهام في نافوخي وتلاطمت امواجها حتى كدت اختنق لولا صوت فريد الاطرش جاءني من على مبعدة وهو يصيح"انت وحيد وانا وحيد" فادرت وجهي لاجد صاحبا آخر يرد من هاتفه النقال، ولم يكمل كلامه حتى جاء صوت المجموعة المصرية"من الأخر، من الأخر" وهي ايضا اغنية الاشارة في برنامج رمضاني مفرح وفهلوي اسمه "حيلهم بينهم" كما عرفت بعد ذلك. حاولت اشغال نفسي باعداد فناجين اخرى من القهوة ليشربها القوم بعيدا عن هذه "المسخرة" النقالية ولكني ما ان ملأت الفنجان الاول حتى صاح صوت غريب "كن محمديا، كن محمديا، كن محمديا".
كادت دلة القهوة ان تسقط من يدي لولا ان سارع صاحبي القريب مني ليمسك يدي بقوة اعادتني الى اليقظة سريعا.
لم اتعوذ من الشيطان الرجيم هذه المرة لانه اكد عدم احترامه المطلق لهذه"العياذة" بل وسخريته منها منذ آلآف القرون بل نظرت الى القوم بعين مكسورة كما تنظر البنت الى امها صباح اليوم الاول من زواجها فضحك صاحب هذه الرنة ولم يعلق.
سألت صاحب الرنة الاولى مستفسرا فقال:
لااكتمك ياصديقي فانا معجب باغنية الشارة في هذا المسلسل لسببين الاول ان صوت المغنية يثير في نفسي احاسيس وآهات لم احسس بها منذ زمن طويل والثاني لم اجد من يشجعني في البكاء في هذه الغربة غير صوتها الساحر" ولكم شلون عليها صوت يخبل".
وقال الثاني: في هذه الرنة يرد وديع الصافي على ليلى معاتبا اياها من خلال الليل واعتقد انها رنة معقولة رغم ان الصافي صاحب الصوت الجبلي يستلف الان مايأكله من البقالة القريبة من بيته حاله حال جميلة بوحيرد.
قال الثالث: اما رنتي ايها الاخوة فهي كما تعلمون نابعة من حبي للضحك والمقالب وهي اغنية الشارة في مسلسل "حيلهم بينهم" الذي يرفع شعار الغباء اهم عنصر من عناصر الكوميديا في الساحة الفنية العربية.
انتبهنا جميعا الى صاحبنا صاحب الرنة المحمدية منتظرين كلمته الفصل في ذلك فقال: والله ايها السادة لا يمكن ان تصدقوني ولكنه اليوتيوب اللعين الذي كنت اتجول في خباياه ليلة امس فراعتني صورة ملتح تغطي وجهه سحنة تشبه سحنة الروبوت القادم من المريخ لينتقم من الامريكان الكفرة في افلام هوليوود وحين فتحت الملف سمعت صوته الابح وهو يقول من على منبر وثير في احد الجوامع في الغرب: اقسم لكم ان ذلك ماحدث بالضبط، فقد جاءني احد المواطنين الامريكان يعلن اسلامه على يدي وحين سألته عن السبب قال لقد جاءني المسيح في المنام ليلة امس وصاح بي، كن محمديا، كن محمديا، كن محمديا وها أنا الان جئت اليك لالبي رغبة يسوع الرب.
ثم صاح صاحبنا ذو الوجه المنسوخ الله اكبر، الله اكبر لقد ظهر الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا. ثم قال كلاما بعد ذلك لم اسمعه فقد كتبت تعليقي في المربع المخصص للتعليقات مايلي:ولك المسيح ماعنده شغل وعمل بس يأمر واحد مسيحي يروح للاسلام، لعد هو شنو ناطور خضرة".
سكت الكل عن الكلام فيما دلفت انا الى غرفة نومي بسرعة لاعود هاتفا بالقوم:
اتذكرون اغتيال المطربة التونسية الرائعة ذكرى؟؟
هزوا روؤسهم نفيا كأنهم في الصف الاول ابتدائي.
اتعرفون سبب اغتيالها؟؟
هزوا روؤسهم مرة اخرى نفيا.
اغتالها الوهابيين انتقاما لمليكهم المفدى حين غنت آخر اغانيها التي انتشرت بين الاعراب كما ينتشر"خبز العباس" بين اهالي جنوب العراق في يوم كريم من ايام السنة.
صاحوا كلهم بصوت واحد وكأنهم يرددون نشيد موطني ،موطني.
اسمعنا ماقالت كلمات الاغنية:
مين يجرا يقول هذا مش معقول
بنثور ونبكي ع الكعبة وقبر الرسول
قالولي الدمعة بتهدد امن الاسطول
ابكي في صدرك هنينا ،لاتقلق راحة راعينا
راعينا حاكم مش حاكم حامي اسطول
واهم شي مش فاهم اسطول بيحمي البترول
ننصحكم حجو للبابا والفاتيكان
اسهل من مكة والكعبة واكثر امان
مكة حاميها حراميها، خلي في صدرك باقيها
مين يجرا يقول للحاكم كرسيك يزول
ماانت فاضي بينا مسطول دماغك مفصول
مين يجرأ يقول اخوتنا عن بيت الله منعتنا
مين يجرأ يقول اخوتنا عن حج البيت منعتنا
قالو لنا الدمعة بتهدد امن الاسطول
قلتلهم جدي ما فاتحها بالسيف
قالولي الغربي بيحميها وانت اللي ضيف
لا النصر يجينا من قصرك ولا نحلم بيه
والحج ان كانا بفضلك ملحوق عليه
لا انك ابوذر ولاك سيف الله المسلول
بأي صفة عن اطهر بقعة مسوؤل
مين يجرأ يقول لك ارحل، ياخا الاسلام لاتزعل
خلينا نطهر مادنس جيش الاسطول.(انتهت الاغنية)
فاصل :
وعلى ها الرنة طحينك ناعم
_______________
خبز العباس هو تقليد خاص بالفقراء وهو عبارة عن لفة خبز بداخلها نوع من الخضار يسمى الكراث يتبادلها اهالي الجنوب فيما بينهم.
يمكن ايجاد الاغنية مسجلة على موقع اليوتيوب بكتابة" الاغنية التي قتلت ذكرى"وبعد انتهاء الاغنية سترون صاحب اللحية يخرج عليكم بهذه الكذبة الرعناء.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعدائي السبعة تبا لكم
- طويلة العمر ليلى (2)
- المفلسون اخوان الشياطون
- ياأهل قريش ها اني اعلن اسلامي بين ايديكم
- كيف يكبر الصوص في بيت اللصوص
- سعودية اسرائيلية في قمة عربية
- حجا والحمار وأنا
- اية مقاومة..اية ديمقراطية..اية تظاهرات؟؟
- انا عراقي والسيستاني عراقي!!
- ما أندل دلوني يابابا ، درب المحطة منين
- المخابرات نوعان كما قال عبد المجيد الفرحان
- السهو والخطأ مرجوع للطرفين
- ارجوكم انحنوا معي الى الموقر عمرو موسى
- حزب شيوعي لصاحبه عبد الحميد الباججي
- اسباب انحسار الماء في نظر السادة العلماء
- الله يلعنكم ايها العلمانيين
- الايدز داء شرعي في النجف الاشرف
- لحوم حمير مجمدة في رمضان المبارك
- منو أنت؟؟
- والله انا سلفي غصبا عنكم


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عركة لابو موزة بالسماء السابعة