أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - النقد السياسي للدولة














المزيد.....

النقد السياسي للدولة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3119 - 2010 / 9 / 8 - 16:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الدولة التي لا تنتقد فهي كاملة،لا نقائص فيها،فهي خارج التاريخ،ولن تكون إلا حلما أو فكرة،
وكل دولة تجاهلها المجتمع،فهي لامحالة تجمع للغلط،نقدها،أي التفكير فيها غدا مستحيلا،وجودها مفارق،غير مفهومة،فهي إما تيوقراطية،إلاهية،في نظر الناس ونفسها،أو توليتارية لدرجة ابتلاعها كليا للمجتمع،أو بوليسية بتحول المجتمع إلى حارس لأبواب سلطاتها،ومنفذ فعلي لسطوتها وعنف وجودها الأمني حتى ضده هو نفسه.
لكن النقد الذي يعتبر سياسة،هو ما تحركه المصالح،أي ذاك الساعي لتحويل ممارسيه إلى مشاركين في سلطة القرار أو تنفيذه،أو تعديل قانون التنافس لإيجاد منفذ لأتباعهم أو حلفائهم،لكن النقد النظري للدولة،حتى إن متح من السياسة،فغايته المعرفة السياسية،وكشف المفارقات،هذه وظيفته،متعته،لا يريد بها الإنخراط في أية سلطة أو التحريض ضدها،إنها نظرة خاصة جدا،ونادرة الوجود في حقل الصراعات السياسية،فهي ليست ضد أحد،لكنها حتما لا تنتظر من السلطة إلا فهم نفسها،في تقليديتها أو حداثتها،والتعبير عن ذلك نظريا وعمليا،في السياسة والإقتصاد وحتى الثقافة،بذلك تكون الدولة حددت لنفسها مسارا عقلانيا،وبنت رهاناتها خارج منطق الممكن كما رسمه لها الساسة الذين يقامرون بالقرون لربح لحظات بجانبها،للتباهي،أو اقتسام رمزيات السيطرة،كامتداد لأصول يريدون لها أن تدوم،مهيمنة،مبالغة في هيمنتها،فكم من النقاد للدولة كانوا أكثر خدمة لها من التابعين،الذين يخفون الأزمات بصراخ التباهي في المنتديات وهم موقنون أكثر من غيرهم،أن الوضع يتطلب تدخلا عاجلا،لإعادة التوازن عندما يكون الإختلال دالا وبالغا،هنا الفكر السياسي يكون أكثر أهمية من السياسة نفسها،كأنه الملاحظ،الكاشف عمما لا يظهر للمتنافسين وهم في حمأة صراعاتهم،ونزالاتهم،التي تنسيهم وتشغلهم عن التفكير عمقيا واستراتيجيا في إعادة التوازن أو على الأقل إدراك أبعاده،فالإنتصارات الصغيرة قد تكون مؤشرا على هزيمة مدوية،المتأمل في السياسة وحده القادر على إدراكها وتحديد خطورتها،ليس بحدس،أو تخابر،إنما هي الثقة في الفكر كوعي له القدرة الدائمة على رصد المؤشرات البعيدة،وتحليلها بعيد عن ضجيج الساسة المهووسين بمعارك آنية.إن الفكر عفيف في مساراته,خجول حتى وهو يرى المهرولين خلف المآثم مبتسمين,لايضره شيء,المتأمل ليس كائنا يلاحق أمجاد الساسة,أو يعاتبهم,أو يشي بهم كما يفعل الصحفي أحيانا,المتأمل في السياسة,يعنيه بلده ككل الناس والمواطنين,غير أنه لايلح في مقابلة السلطة,أو الصراخ في وجوه البوابين وحراس الكلمات النبيلة والصادقة,إنه ليس ريحا عاتية تعصف أو تهدد بدلك,هو فقط صوت خافت تكاد لا تسمعه إلا إن أمعنت فيه النظر ودققت,لاتنقصه الجرأة,لكنه منشغل بما تؤول إليه الحضارة,التي بدون دولة لا حياة لها ولا وجود,ربما لهدا السبب يبدو المثقف هو مشروع يحاول أن يكون هدا الفكر,وهدا هو سر صراع الساسة ضده وخوفهم الفطري منه,يتجنبونه ويتحاشون الإنصات له إلا لماما,عندما تفرض السلطة دلك,بل حتى هي إن ابتليت بصمم المعرفة تتحامل عليه,وتشعر بالقرف من كثرة تأملاته وصمته الصارخ وحتى تحديراته عندما التي تبدو دائما للساسة مملة,سلطة كانوا أو حتى معارضة,الفكر مدرك مند زمن لعدوانية السلطة عندما لا تجد من يصارعها كما تريد هي,هي لا تستطيع العيش بدون أعداء,لكنه تبحث عن خدام,والمتأمل في السايسة مؤمن بالصداقة حتى إن كانت سرا,لكنه لايصادق أشخاصا,بل أرواحا مرحة,تنصت وتحاول رصد الغايات وحساب الخسارات,فلكل اختيار ثمن,لاتدفعه الدولة أو السلطة,بل حتى المجتمع نفسه,السلطة ربما يحتاج إلى هدا النوع من النقد أكثر من المجاملات لتصير سلطة العقل والنماء,وهي لن ترضي المجتمع مهما اكتسبت من الصفات الحميد وحققت من المصالح والحاجات,لأن المجتمعات متحركة وسريعة الميولات وربما ناكرة لكل جميل بدت لها فيه السياسة والسياسيون.
حميد المصباحي.عضو



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحضارة بين العنف والتسامح
- الشيوعية في العالم العربي
- الأصالة والمعاصرة وفكرة البديل السياسي
- الحداثة سلطويا في المغرب
- الحزب والناخب
- الحزبية والحضارة
- غزة محاصرة,شعرزجل مغربي
- العلمانية والدين واليسار
- ثقافة السياسة
- حكومة القلق الفاسي
- تحايلات وتحالفات
- الحملات الإنتخابية
- اليسار المغربي
- التاريخ السياسي في المغرب
- الحزب في المغرب والحداثة
- المجتمع والسلطة في المغرب
- مغربي المفارقات
- الثقافة بين الرفض والإذعان
- سياسة الحقيقة وسياسة الحقيبة
- سياسة المثقف


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - النقد السياسي للدولة