أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل فضة - سريالية بدون عاطفة














المزيد.....

سريالية بدون عاطفة


فاضل فضة

الحوار المتمدن-العدد: 944 - 2004 / 9 / 2 - 10:35
المحور: الادب والفن
    


قد تكون السماء واحدة، لكن الأرض تدور في بحرها، والعقول أيضاً تدور في فضاء هذه السماء المغبّرة بالسحاب الذي لايعرف التوقف إلاّ في حالات الضغط والحصر، فيأتي الفرج في تدفق الحياة أي المطر.

وقد يكون القلب واحة للمشاعر، تلعب به بشرقيتها المتموجة ردوداً عاطفية وتحليلاً فيه من التشنج قسراً لإفراغ طاقات لامجال لإفراغها في وقت طويل ممل لانشاط منتج به.

وقد يؤدى كل هذا الإغتراب الأنساني عن عقل الهدوء وعقل التحليل الصافي والنتائج الأصفى المدعّمة بثقافة المكتسب، وثقافة الإنسان المنفتح على غيره بشكل مطلق، لاحدود بذلك للمجتمع وقيوده المحروسة من تعلبات التاريخ ونظرة بالأصل لاعلاقة لها مع تطوّر الحياة بكل إغصانها، الخضراء أو الصفراء أو عريها المتحرر من كل شئ.

قد يؤدي الضيق إلى الغضب، والموج في العقل الذي نسي التمتع بنسيم لامثيل له، قد يغادر إلى مساحات العنف التائه. وقد يؤدي الحصر الملازم لأجيال متعاقبة إلى تعطل بوصلة الحياة في مساحاتها اللامحدودة، وإلى العودة إلى النظر إلى السماء الضيقة في أفق المدى الخاص في تجربة زمنية محددة، أو تاريخية لم تكتمل.

قد يؤدي الضغط إلى الإنفلات والتشرد لجذور الفكر الإنساني الذي ولد الكثير منه في بلاد الشرق، بأحرفه الأولى، ولونه الأحمر، وغرف منازله، أو في قوانينه السابقة لزمنها.

لذا وفي تراكم الضجيج الأعمى، وفي صراخ الباحثين عن إطلاق طاقاتهم الغير مفرغة في مكانها السليم، لابد لإستمرار الظلام في مكان لم يعرف مناخ الظلام الطبيعي لهدوء طقسه، ولابد للعيون أن تعميها غشاوة الطاقات المتراكمة بدون سبب. ولابد لبدائية العقل الذي لم يتعلم المشاركة والمصداقية وحب الأخر. لابد للكيان الإنساني أن يبقى في حصار غابة أو حرش أو بيئة عذراء تعمل بها قوانين الغاب والعنف والأجترار به.

لابد للأنسان أن ينسى زمنه، كونه نسى عدّاد السنين، أو تناسي أن الحياة لاتتوقف.

إنها حكاية سريالية قديمة وجديدة، وقصة لم تكتمل إلا بالأنتحار المستمر حتى الدمار.
إنها حكاية الذين لايحبون الحياة والإنسان والعيش المسالم.
إنها حكاية التيه في الإصرار على المعرفة.
هذه المعرفة المدمرة، كونها تمانع الدخول إلى عقولنا المتمردة دائماً عن واقعها.

يقال إن الإنسان الذي يستطيع تحليل مشاكله بدون التفاعل معها بالمشاعر، فإنه سيكون قادراً على تقديم الحلول المناسبة لها. أما الذي تتسرب المشاكل إلى عقله وإحاسيسه فإنه لن يستطيع أن يتعامل معها بشكل عقلاني وسليم، لإنها قد تهدّ كيانه، وتتعبه كثيراً.

وكم يصرّ كثير من السياسيين في بلاد الشرق، التعامل مع الأشياء كمشروع لوحة فنية، أو قصيدة لشاعر أكتوى في معاناته، ليبدع في النهاية شعراً، وقصيدة فقط، وليس حلاً وواقعاً، لعالم اصبح معظمه رقمي وبيولوجي وفضائي.
عالم عقلاني أكثر من اللزوم.

إنها لوحة ايضاً، سريالية، لكنها ليس عاطفية، ابداً.



#فاضل_فضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كندا وطن الإنسان
- سعادة السفير الجديد
- احباط أخر الليل
- عندما تحرقنا الشموع
- المشهد السوري - أول التفكير
- المشهد السوري - المعارضة
- المشهد السوري - تحولات تاريخية عالمية وركود محلي
- المشهد السوري - المشاكل
- المشهد السوري - المقدمة
- تساؤلات سورية
- في هذا الزمن المتناثر
- حكايات واقعية من بلاد الأغتراب 2 فنزويلا
- أكبر من الحكاية
- بعض الخطاب السوري بين الإصرار والتكرار
- ماقبل الطامة الكبرى
- حكايات واقعية من بلاد الإغتراب
- بيننا وبينهم فروقات ليست طفيفة
- عندما يحاكم صدٌام حسين
- عندما يتناثر الرماد
- بين الحذاء والنعل العسكري


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل فضة - سريالية بدون عاطفة