فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 944 - 2004 / 9 / 2 - 10:28
المحور:
الادب والفن
من يعيد البراءة كيما نكون في التطهّر والبكاء الشفيف
من يعيد الخطى الى (الردّاد) ..و(الحصوة )التي بكينا فيها الحسين
وبكينا..الصغير والسبايا..
من يعيد الطريق الى البساتين والنخل..وهو يبكي خطانا
ومن يعيد السكون الحميم عند الفرات الذي حمل الأصدقاء
و عبد الرحمن الداخل دون ان يلتفت الى غرق اخيه الصغير
..الفرات وطقطقة الجسر..
كل دوبة ملاذا ..وكل غروب موعد وحبيبة ونجوم
من يعيد ياحسن الأيام التي رسمت ملامح الشعراء:
حين يغتربون..وحين يأخذهم حلم البلاد المستحيلة..
من يعيد البيان الشيوعي ..ياحمزة الجنون ..والتأمل والكتابة.
ما تزال رائحة الطلع في بيتنا ..ورائحة الطعام
ما تزال القدور تملأ الشوارع الضئيلة والناس يطبخون
والفوانيس تضيء الدروب حتى الصباح..وتضيء القلوب
اوكأنا ما نزفنا .. ولا أدمت عيوننا الأنتظارات والفقد والخوف والموت
والترقب الجريح ..والانتظار على طرق السنوات ..والكوابيس
وكأنا نعيد التطهر والاعتذار والحب
وهي ابوضـخير المدينة في حزنها اذ رافقتنا..وفي حنو المكان
وهي ابو صـخير في بساطة المفردات وبساطة الحب والقصائد
وهي ..اذ نستعيد ..نحن اذن نستعيد المحبّة..
نستعيد الطفولة..في تطلعها .. في غابة الليالي
غابة الأنتظار والفقر ..والرضا ..غابة االبلاد
..وهي تغرق الساعة في ظلّها..
ترث الدم ..والحزن والأمـل المستحيل ..والحنان القتيل..
والذكريات ..والذي سيأتي
هذه ساعة الأعتراف ..ساعة الذهاب الى الوقت
حيث كنا هنا في المدينة ..وحيث يوما نكون.
ــــــــــــــــــــــــــــ بغداد
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟