باقة نصوص قصيرة جدا

حسن_العلوي المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 3117 - 2010 / 9 / 6 - 21:52
المحور: الادب والفن
    

1_رحم
الرحم الفارغ ذاك،الذي احتللته..
أقمت فيه زمنا،طلب مني الرحيل...
رفضت...!بإصرار..
تجندت الأعضاء جميعها،أعلنت حالة طوارئ..
المرأة التي أسكنتني صرخت...
صرخت أنا أيضا...
و في لحظة،وجدت نفسي أسفل سافلين...!
2_وردة
رفع الليل إزاره،تحول قطرات ندى..
قبل الوردة قبل الرحيل..و وضع على أكمامها انتعاشا..
استيقظت رائقة المزاج،سعيدة..
في الظهر،بعثت بنداها،لما جفت القطرات،إلى الشمس بحزن...
بالمساء،انطوت على نفسها،و امتدت يد ماجن،فقطفتها،ثم ألقت بها إلى الأرض بتأفف..
علمت لحظتها أنني مت...!
3_غفلة
أحسست بنشوة عارمة،و أنا اتابع ،بالمقهى،انتصار فرقي المفضل على غريمه و انتقاله إلى الدور النهائي..
عدت إلى المنزل فرحا..بالباب أمدتني زوجتي بقفة لأن المطبخ فارغ..
توجهت إلى السوق ألفيته حارقا..
عدت ببضع جمرات..
4_فكرة
نشر قصصه القصيرة جدا بمنتديات كثيرة...لما لم يجد تجاوبا..جمعها..
ثم،
أنشأ منتدى خاصا..،نشر به نصوصه و أغدق عليها من كرم مديحه..
تواردت عليه طلبات كثيرة تريد انتسابا...
5_سياقة
اشترى سيارة دفع رباعية فاخرة...
انطلق يسابق الريح و الناس...
كتب في مؤخرتها،لا تنس ذكر الله...
لكنه نسي قانون السير...!
6وجودية
طلب من تلميذ أن ينشئ جملة مفيدة،دالة و معبرة،فقال:
أنا لا أفكر..إذن أنا عربي..
خفقت القلوب..
7_حرائق
ارتفعت حرارة احلامه...
شغل المروحية...
استغذب الهواء البارد...
خلفه اشتعلت الحرائق...!
8_حصار و دسيسة
1_حاصرني ظلي حد الاختناق...
حين أردت القبض عليه،تسرب من بين أصابعي ساخرا...!
2_دخل إلى قاعة الاجتماعات يتبعه ظله الخفيف،و تعلو وجهه ابتسامته العريضة...
خرج يعدو كالسهم لما رأى الدسيسة قائمة...!
9_زمان
وقفت أتأمل صورة جدي المعلقة ببهو المنزل و ما حكاه لي أبي عن بطولاته في مقاومة المستعمر..
كان كالطود يحمل بندقية فوق كتفه و كأنه عاد توا من القنص..رأيته يسلمني إياها،و يدعوني لصونها..لحظتها قرع سمعي طرق الباب بقوة..
أعدت البندقية غلى الجد،و فتحت الباب للزوار الذين بحثوا عن أسلحة إرهابية..
حمدت الله على السلامة أمام أنظار جدي الساخرة..
10_قطار
التقى عربيان،واحد ترعرع بفرنسا،و الثاني بأنجلترا،بمقصورة قطار يعبر جغرافية الروح و تضاريس الجسد..
نظر كل منهما إلى الآخر طويلا..ثم قالا بتلعثم:
عربي..؟!
رفعا رأسيهما بالإيجاب..
ثم،
احتميا بلغة الإشارة و النجوم...!
11_البئر المهجورة
بئر مهجورة ,ليس بها قطرة ماء. استعطفت السحب أن تهطل المطر , لما امتلأت،فاضت بما في جوفها..
سال ماؤها يسقي الحقول و يشرب منه البشر و الدواب..
في صباح اليوم التالي،
كانت الحياة تعانق الموت...!
12_حصان جافل
سكنت الحسناء خيالي، صرت أسبح في بحرها العميق..لأنهض كل صباح مبلولا..
زوجتي ضربت علي حصارا..كنت أنام لوحدي منكسرا..
ما علمت أن حصاني غير المسرج قد قطع اللجام...!
13_و الشعراء في كل واد يهيمون
تغنى الشعراء بجمال الحسناء...لاحقوها بقصائدهم المادحة..تبرمت..ضاقت..ففرت منهم إلى روضة...هناك،تمسحت بالقبور..فاض القلب حرنا..و العينان دمعا..رانت على الجسد الكآبة!
خرجت تجر ذيول السنين..لم يعرفها الشعراء..ربما تنكروا لها...
و ظلوا عند الباب مرابضين...!
و لها من المنتظرين...
14_شكوى
فاض قلمه و هو يجتاز الامتحان صيفا..
قام بمسحه بورقة الأجوبة!
ثم،سلم الورقة..
بعد اسبوع،فض الظرف للتصحيح..
خرج طفل يشتكي يتما!
15_جريمة
كان سكيا حادة...شطر التفاحة نصفين...سالت عسلا...
قام يلعق الحلاوة...
لا أحد ندد بالجريمة!
16_غرض
كنت بالسطح منهمكا بسعادة في خلط الجبس بالماء... أصب الكل في قوالب بلاستيكية متنوعة لصنع لعب أبيعها حتى أتمكن من مشاهدة الأفلام السينمائية..
قدم أبي فسارعت بعرض موهبتي..غير أن تجهمه ألجمني..ثم راح يدوس بقدميه على ما أنجزته و هو يردد:أصنان..أصنام!
حين سكت عنه الغضب،مدني بنقود و حثني على الذهاب إلى المسجد،و سيمدني كل مرة بالقدر نفسه أذا لزمته..بانتظام..
كانت بيدي ورقة الدخول..
17_مفارقة
طلق امرأته.. ، لعن المتزوجين، حذر الرجال من النساء،
بينما قامتْ أمُهُ تفتشُ له في الحارةِ عن زوجة
18_قصيدة
كنت أفكر بقصيدة...
حين أطلت علي قائلة:أحبك بجنون...!
غمست يراعي في دواتها..
و كتبتها بالأحمر..!
19_حماقة
عانق الحرية بقوة..صاح ملء الهواء النقي:أنا عائد..قتلها!!
20_نصان
1_
من ذاك الذي،حين سألته،لم يجب؟
لقد أفحمني!
2_
وضع التاريخ خلف النافذة،كغادة داهمها هولاكو على طرف السرير،و هي تسرح شعرها...
أو،
كذكرى سلاح ما قتل عدوا،لكنه خان القضية!
أو،
كرسالة من عاشقةخانتها الطريق فلم تصل،لحبيب في ساحة الوغى،ينتظر رفع المعنوية...
وقع غيابه،و رحل!

#حسن_العلوي_المغربي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات