احمد سعد
الحوار المتمدن-العدد: 943 - 2004 / 9 / 1 - 11:06
المحور:
الادب والفن
أمس الأحد، التاسع والعشرون من شهر آب اللهاب، استضافت مخيلتي لمشاركتي قهوة الصباح أبا حنظلة، شاهد وشهيد العصر والموقف، الذي قتل لكنه لم يمت! فصباح أمس صادفت الذكرى السنوية السابعة عشرة المشؤومة لاغتيال الفنان الفلسطيني العبقري المبدع، الجريء الشجاع، ناجي العلي.
بإصبعه الوسطى الممدودة نحو مشاهده الكاريكاتورية المرسومة، كان حنظلة ناجي العلي – الشخصية التي ابتدعها – يعبر أصدق تعبير عن معاناة الفلسطيني في مخيمات الشتات واللجوء العسكري وعن قضايا الفلسطيني وهمومه ونضاله التي في مركزها الاصرار على حق العودة. بأصبعه الوسطى كان حنظلة يوجه الانتقادات اللاذعة والجريئة ودون محاباة لكل من يعادي الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية، وقد "حظيت" انظمة الخمة العربية، "أولاد الشليتة" كما كان يطلق عليهم بكثير من سهام النقد الشجاع المجسدة بالعديد من الكاريكاتيرات التي تدين رجعيتهم ومواقفهم المتخاذلة والمتواطئة.
كان ناجي العلي حريصًا على وحدة هوية الانتماء القومي للشعب الفلسطيني ومناضلا ضد دعاة الفرقة والطائفية، وكاريكاتيره "انت مسلم ام مسيحي ام درزي..." وجوابه، "انا عربي يا جحش" يعكس موقفه.
صباحك سيبقى منورًا يا ناجي العلي، فيد الغدر التي اغتالتك لن تستطيع ابدًا كتم صوتك المدوي من خلال كاريكاتيراتك الناطقة. يد الغدر لا تزال طليقة تغتال وتغتصب الدمقراطية في وضح النهار، تدوس بأرجلها على حرية الرأي وتضع اصحاب الرأي الآخر في غياهب سجون انظمة "اخوات الشليتة". ولكل ليل آخر.
صباحك منور يا ناجي العلي ونحن على ثقة ان حنظلة سيكبر في زفة العرس في "الشجرة" واخواتها، بعد زوال ظلام الليل الدامس.
#احمد_سعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟