أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-21-














المزيد.....

الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-21-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3112 - 2010 / 9 / 1 - 00:05
المحور: الادب والفن
    


--------------------------------------------------------------------------------

كنت قابعا بمكتبي أتصفح جريدتي اليومية المفضلة . دخل رجلان في متوسط العمر . بعد التحية طلب مني أحدهما أن أحرر لهما عقد بيع شقة في بناية موجودة على هامش المدينة . وضعت أمامي بطاقتي الرجلين وبعد إطلاعي على وثيقة التملك التي أدلى بها البائع إنهمكت في تحرير العقد على
آلتي الراقنة . ولما انتهيت من التفاصيل والثمن ومرجعية الوثيقة وضعت في أسفل العقد إسم البائع
وإسم المشتري وتلوت عليهما كعادتي موضوع النص .وقع الرجلان معا وتسلمت مستحقاتي
وانصرفا شاكرين .
بعد ساعات معدودة دخل المشتري ثم خاطبني بفضاضة قائلا : لما لم تسجل بالعقد الحجرة الموجودة بسطح البناية والمحسوبة على الشقة المبيعة ؟
قلت : كان عليكما أن تطلبا مني ذلك . ثم أن مرجعية الوثيقة لا يوجد بها أي شيء غير الشقة.
قال لي آمرا وبحدة : أضف للعقد تلك الحجرة المتواجدة بالسطح . قلت هذا مستحيل . كيف يعقل
أن أضيف للعقد شيئا في غيبة البائع والعقد مصادق عليه بدون حجرة السطح . وحاولت إقناعه
بأن ما يطلبه مني غير قانوني بالمرة . ويجب عليه إحضار المعني بالأمر أولا لنتفاهم وأستمع إليه.
لكن الرجل كان متعجرفا فوق العادة وشتمني فشتمته فانقض على الآلة الأخرى ذات الحروف
اللاتنية التي كنت أستعملها في الكتابة بالإسبانية لفائدة بعض الزبناء ورماني بها وكاد يصيبني
في رأسي لولا اتقائي إياها بدراعي فسقطت أرضا . إستويت واقفا ودفعت به خارج المكتب لقد كنت
في حالة غضب شديد . تجمع نفر من المصلين تزامن خروجهم من مسجد الزقاق - الصغير - مع الحادث
وتدخل بعضهم لفض النزاع . وبينما أنا أشرح للناس الواقعة وأسباب الخلاف فوجئت بالرجل وهو
يشير بمفاتيح بين أصابع يده على حين غرة فكاد يصيبني في عيني ولولا يقظتي لكان قد فقأ إحدى عيني . جعلني ذلك أفقد أعصابي فمددت يدي اليمنى وسحبته من وسط الجموع وضربته بقبضتي إلى وجهه فكانت ضربة محكمة بالصدفة وقاضية ثم كافية أيضا لردعه . إصطدم بباب منزل
العائلة الشفشاونية المقابل لمكتبي ووقع مشجى على ظهره . كان ذلك قد حسم المعركة لفائدتي
وانتهى كل شيئ. لم تعد لدي أية قابلية للعمل وبعد ساعة أو يزيد قفلت باب المكتب وانصرفت.
غدا صباحا وجدت إستدعاءا زرقاء في انتظاري كما أخبرني أحدهم أن البوليس حضر ثم انسحب
عندما وجدوا المكتب مقفولا .
حضرت إلى دائرة الأمن بحي باب العقلة وبدلا من الإستماع إلي وإليه وتحرير محضر من أجل
إحالته على المحكمة المختصة في مثل هذه النزاعات . وجدت الأمر مختلفا وأحسست بتواطؤ
سافر وفاضح لفائدة المعتدي . كان رجل الأمن يخاطبني بفضاضة وبشكل غير لائق ولا حتى قانوني
البتة . كان لا يريد الإستماع إلي وألغى حقي في الإدلاء بتصريحي . فصرخت في وجهه : أأنت
دفاعه ؟ ثم أضفت بصوت مرتفع ملؤه الإحتجاج : عليك أن تستمع إلي أنا أيضا . لكن المسؤول الأمني صفعني وطلب بطاقة هويتي . كدت أنفجر من الغيض . أخرجت بطاقة طالب ووضعتها أمامه
كانت بطاقة كلية الآداب والعلوم الإنسانية . وقلت له هذا ما لدي . فرمى بها وهو يصرخ بهيستيريا
نحو الممر خارج المكتب . فكرت حينئذ بأنني لو كنت في سلك الأمن لكنت رئيسا له لأن الشهادة
التي لدي تخول لي ذلك . وبالضبط هذا ما اغاضه وجعله يرمي بها نحو الممر . فانطلقت نحو التقاط
بطاقتي وهرعت نحو الخارج فسمعت نداءا علي كي أرجع لكنني تابعت سيري بسرعة وخرجت
من دائرة الأمن وربما لاحقني أحدهم لكنني اندسست وسط سوق باب العقلة المجاور واختفيت.
أسرعت في الخطو نحو المحكمة الإبتدائية التي لم تكن قريبة وفي ذهني نصيحة السيد وكيل
جلالة الملك الذي كان قد أمر نا بصفتنا كتابا عموميين بالإتصال بمكتبه عند أي طاريء ( بابي مفتوح
لكم في أي وقت تحتاجون فيه لذلك ) .
وجدتني أخيرا وجها لوجه أمام المسؤول القضائي . حكيت له الحادث وكذا الصفعة التي تلقيتها
من طرف رجل الأمن بمخفر الشرطة وقلت له بأنني لم أستطع الإدلاء بأقوالي بسبب التواطؤ
المكشوف الذي كان مهيمنا على الموقف . فكر قليلا وابتسم برقة بعثت الطمأنينة في قلبي وقال:
عليك أن تعود إلى دائرة الأمن وعليك أيضا أن تهدىء من روعك وتتجنب التصعيد معهم . في حين هم عليهم أن يستمعوا إليك ويسجلوا ما تدلي به بدقة والبقية علينا . قلت له بأن المحضر سوف
يكون على غير ما صرحت به . قال لي المسؤول القضائي بأن المحضر إذا كان مختلفا عما صرحت به عليك حينئذ أن تطلب منهم أعادة كتابته وهذا حقك .
قفلت راجعا نحو الدائرة الأمنية لكنني استغربت للحالة التي وجدتها عليه كان كل شيء مختلفا
تغيرت المعاملة وأصبح أحد رجال الأمن يخاطبني بأخي والرجل الذي أساء إلي إختفى من المكتب وعوضه مسؤول آخر يتكلم بلطف وود . في حين كان خصمي المعتدي علي يرتعش
وفرائصه ترتعد ويطلب العفو ويقول بأنه مستعد لكي يسدد ثمن الآلة الكاتبة وتعويضات تخصني .
فهمت حينئذ أن السيد الوكيل كان تدخله هاتفيا فعالا جدا فأحسست بالطمأنينة والراحة النفسية
وكرجل نبيل يتمتع بحس الرجال فضلت العفو ولم اتقاضى سوى ثمنا بسيطا لإصلاح آلتي
وانصرفت إلى مكتبي وأنا افكر في ذلك المسؤول القضائي النبيل لقد كان رجلا عادلا إستطاع
أن يرجع الأمور إلى نصابها .

- يتبع -



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-20-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -19 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-18-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -16-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-14-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 13 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -12-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 10 -
- صراخ
- مجرد إحتمال - مهداة إلى مصطفى مراد -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-8-
- الوليمة
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 7 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 6 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 3 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-21-