أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حامد كعيد الجبوري - الشهيد أحمد عيد














المزيد.....


الشهيد أحمد عيد


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3110 - 2010 / 8 / 30 - 18:14
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عام 2007 م وجهت لي دعوة رسمية لمناسبة 6 كانون عيد الجيش العراقي من أمر اللواء العميد الركن عبد الأمير ولا أعرف أسم والده بمحافظة بابل ، اعتذرت حينها من تلبية الدعوة فأتصل الرجل بي مباشرة ليرجوني على المشاركة باحتفالهم ، قلت له أنني لا أود المشاركة لأن القادم الجديد الأمريكي والعراقي يسمي الجيش العراقي بالجيش المنحل ، وأن حضرت لهذه الاحتفالية فسأقول قولتي الحق أمامهم ولا أخشى سلطة أحد ، أجابني الرجل لأني أعرف جرأتك بالطرح لذا أدعوك للمشاركة وهذا أولا ، وثانيا أنك ضابط وبرتبة عقيد ومحال على التقاعد فقل ما تشاء ، وبخاصة أن علمت أن وزير الدفاع عبد القادر العبيدي سيحضر لهذا الاحتفال ،لذا قررت المشاركة فيه ، وحقيقة الأمر أني أعتقد أن الجيش العراقي أسس لغايتين أساسيتان غير حماية الدولة العراقية ، الغاية الأولى قمع حركة كردية أن حدثت ، وثانيا انتفاضة شيعية أن حدثت أيضا ، ولا يعني هذا أن الجيش العراقي لم يحقق شئ لوطنه ومواطنوه فهذا الطرح يجانب الحقيقة تماما ، وأمامنا ثورة تموز الخالدة ، ناهيك عن اشتراك وإشراك الجيش العراقي بمهام وطنية أخرى كحرب 1948 م و 1967 م و 1973 م – سواء كانت هذه الحروب مجيرة اوغير مجيرة لصالح فلان أو فلان - والتي شاركت بها مع زملائي ضباط الجيش العراقي ، وذكرياتي بهذه الحرب – التحريك – طويلة جدا سأحاول كتابتها لا حقا ، تحركت وحدتنا من معسكر المحاويل الى الجبهة الشرقية للحرب – سوريا- ، ليلة الحركة أعلنت قيادة الجيش دعوة مواليد 1946 للالتحاق لتجانيدهم ، وحين وصولنا قضاء الفلوجة لنعبر جسرها متجهون صوب الرمادي وجدت أحد أفراد فصيلي الجندي (أحمد عيد ) منتظرا لنا برأس الجسر ، عرفني وعرفته واستوقفني قائلاً ، سيدي أريد أن ألتحق معكم لوحدتي ، قلت له هل معك كتاب من التجنيد بذلك ، قال لي أمس صدرت الأوامر ولم أذهب للتجنيد ،قلت له هذا غير جائز عسكريا ومن سيتحمل مسؤولية أي شئ يحدث لك ، قال لي هذا لا يكون وسآتي معكم قبلت أم رفضت ، اتصلت بآمري المقدم المصلاوي الشجاع سالم الحاج عيسى ، وقولي شجاع لأنه هكذا فعلا ، إذ سيق لمحكمة عسكرية لانتمائه المزعوم للحزب الشيوعي العراقي ولم يكن الرجل شيوعيا ، بل أصر على أنه وطني مخلص ، فحكم عليه بسنتين حبس ، وهذا طبعا ليس بدولة البعث المقبور ، وكان الرجل صديقا وآمرا لي لتلاقي أفكارنا رغم فارق الرتبة حيث كنت حينها برتبة ملازم ، توقعت منه وهو العسكري المحترف أن لا يوافق على التحاق الجندي أحمد عيد ، ولكنه قال لي دعه يصعد مع فصيله وأخبر لاسلكيا الضابط الإداري النقيب عبد زيد سيد حسين بذلك ، وهكذا ألتحق معنا البطل الشهيد أحمد عيد ، وثقوا أنني لا أعرف لهذه اللحظة أي شئ عن أحمد عيد ، عشيرته ، متزوج أم غير متزوج ، وهل هو أبن الفلوجة أم الأنبار ، وأهم من ذلك كله لا أعرف هويته الطائفية لأننا لا نبحث عن هذه المعتقدات الجديدة القاتلة للشعب العراقي ، وصلت وحدتنا دمشق فرأينا الطائرات الإسرائيلية – فانتوم - تقصف المواقع السورية ، ورأينا صواريخ السام السوفيتيه- سابقا - تتعقبها لتسقطها ، فينطلق المواطنون لجلب طياريها أسارى ، وحادثة أجد ضرورة لذكرها حيث انقلبت سيارة المارسيدس –لوري – وهو محمل بالعتاد – القنابل – بالشارع العام ، والذي وقف على جانبيه المواطنون السوريون ليرحبوا بالجيش العراقي وهم يحملون الطعام لجنودنا ، وحين إنقلاب السيارة صوتت أحدى النساء السوريات بأن ولدها الصبي تحت قنابل السيارة المقلوبة ، هرع الناس وما هي إلا لحظة واحدة لأجد السيارة قد وقفت على إطاراتها الأربعة بقوة عضلات الشباب المتجمهرون حولنا ، حيث أنها كانت متكئة على صناديق العتاد ، وكنت أظن أن الصبي قد مات تحت صناديق العتاد إلا أن زغاريد النسوة علت لأن الصبي كان بكهف من هذه الصناديق حتى أنه لم يخدش جسمه بشئ ، فانطلقنا لأرض المعركة وخصص لنا جزء من مرتفعات الجولان وبالتحديد تل عنتر الذي سقط عليه الدم العراقي ، وأول شهيد سقط الزميل وأبن مدينتي الملازم عصام العذاري ، وملازم حمودي وملازم مشتاق وآخرون ، دعيت لواجب الرصد على قمة تل عنتر مع آمري المقدم سالم الحاج عيسى وحين نهاية الواجب بتحرير تل عنتر عدت لمقري لأجد شخصا موسدا الأرض مغطى ببطانية عسكرية ، ولأنه طويل نوع ما فأن قدماه الحافيتان خرجتا من أطراف البطانية ، قلت هل هو أحمد عيد ؟، نعم أنه أحمد عيد ، لم أبكي عليه ، ذهبت لجثته ، أزحت عنها البطانيه فوجدت الشظية الحاقدة الإسرائيلية قد مزقت صدره واستقرت بين ضلوعه ، أنحنيت بل جلست قريبا لوحهه وقبلته بين ناظريه وقلت له وداعا أيها البطل.
ملاحظة : لم نحاسب عسكريا على التحاقه معنا واستطعنا إنجاز معاملة استشهاده لتحصل عائلته على حقوقها .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان العراقي ومجالس المحافظات و الدور التشريعي
- (عرب وين طنبوره وين)
- هل تسرق الثورات ؟
- رفض بيع وشره
- مشاهدات حيه
- فَرفحتلك
- لهوسات العراقية وقصصهاالقسم2
- وللهوسات قصصها (1-2)
- عبد الكريم قاسم ، ذاكرة لا تنساه / 2
- عبد الكريم قاسم ، ذاكرة لا تنساه / 1
- المُخلِّص الأمريكي
- ابيت اللعن
- ( أثياب حيه )
- ( إشكال بقو )
- مفيد الجزائري والثقافة العراقية
- نسمات حليه
- ضحى يحيى برتو وأحادية التوثيق
- الومضة الشعرية والبراعة في سباكتها
- الرحيل المبرمج
- الخرسان وقوة البيان


المزيد.....




- ندوة حول: أهم مميزات الوضع الراهن بالمغرب وبالدار البيضاء وم ...
- م.م.ن.ص// معركة الكرامة: تراكم نضالي لتعزيز مشاركة المرأة ف ...
- با ل? ?يز?کي ي?کگرتووي خ?باتدا بو?ستين ب? پوچ??کردن?و?ي ه?مو ...
- عاش الثامن من أذار، يوم نضال المرأة العالمي
- بمناسبة 8 مارس، الأسيرات الفلسطينيات: صمود يتحدى الأسر وتحري ...
- دلالات مبادرة أوجلان وانعكاساتها على أكراد سوريا ومصير قسد
- رئيس اتحاد عمال مصر: اقتصاد المنصات بين الفرص الواعدة وتحديا ...
- بيان صادر عن الهيآت السياسية والجمعيات المغاربية بأوروبا وكن ...
- اليسار اليهودي الأميركي يعتبر أهداف نتنياهو الحربية وهمية
- لنقف في صف نضالي واحد لإسقاط  تعديل قانون الأحوال الشخصية ول ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حامد كعيد الجبوري - الشهيد أحمد عيد