أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - السياسي العراقي بين الاحساس بالازمة وفهمها ؟














المزيد.....

السياسي العراقي بين الاحساس بالازمة وفهمها ؟


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3109 - 2010 / 8 / 29 - 22:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الازمة المستعصية التي تعيشها السياسة العراقية بعد مضي خمسة اشهر على اجراء انتخاباته العامة اماطت اللثام على جملة من الصفات التي ترتبط بالخطوط العامة لعقلية السياسي العراقي وكيف يفكر في الازمات التي تمر به ، وهو بلا شك طرف اساسي فيها بل هو محورها الرئيسي وعمودها الفقري ومن تُعلق على حبائله كل النتائج السلبية التي يمكن ان تتفجر في وجه الشعب العراقي نتيجة عدم ايجاد حل للمعضلة الحالية .
هذه الصفات التي تُشكل عقلية السياسي العراقي يمكن ان تكوّن في مجملها سمات بارزة وجلّية للسياسة العراقية في الوقت الراهن بعد حصول التغيير عام 2003 ، وهو تغيير أتسم كما يراها المراقبون بالجذرية ، اذ شمل مختلف مرافق الدولة العراقية بسياساتها واقتصادها وبنيتها التحتية وليس هو مجرد تغيير في رأس النظام الحاكم .
كما ان هذه الازمة تكشف في الان نفسه مايفتقر اليه السياسي العراقي ومايحتاج اليه في خضم الازمات السياسية العاصفة التي تمر بالبلد وكيف انه مازال لحد الان في مرحلة ليست ناضجة من الادراك الحقيقي لواقع الديمقراطية وشروطها وتطبيقاتها بعد تجربة جديدة من الابحار في الديمقراطية، وذلك من خلال اجراء اكثر من انتخابات ديمقراطية في البلد وعلى مستويات عامة ومحلية.
وفي مقابل هذا الحديث حول ضعف النضج الديمقراطي للسياسي العراقي من قبل بعض المراقبين والمحللين السياسيين، ارى اننا لو فرضنا ان هذا الوعي الديمقراطي السياسي في العراق كان على مرحلة عالية من النضج، فان الفهم الحقيقي للديمقراطية لايكفي لحل المشكلة والازمة التي يقف العراق على عتبتها منذ خمسة اشهر .
اذ ان الكثير من سياسيّي العراق الجديد لايفتقرون للفهم الحقيقي للديمقراطية ، فالكثير منهم عاش في الغرب وعرف من خلال الممارسة على ارض الواقع كيف تكون الديمقراطية وكيف تتشكل بنيتها وتصطبغ الدولة بمؤسساتها ويرتسم المجتمع بنكهتها ومنهجيتها الشفافة وبرغم ذلك فانهم عندما عادوا للعراق لم نجد منهم الحس الديمقراطي الذي كنّا نتوقعه او نأمله وهم يمارسون العمل السياسي .
وبعيدا عن الاسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة، أجد أن فهم الديمقراطية من قبل السياسي العراقي لايكفي للخروج من هذه الازمة، بل ينبغي وجود بديل أخر عن الفهم هو الشعور الذي يجب ان يتملكه هذا السياسي، اذ ان هذا الشعور والحس العالي بالمسؤولية وبجسامة تداعيات الموقف الحالي وحساسية المنعطف الخطير التي يمر بها تاريخ العراق السياسي المعاصر هو الكفيل بحل الازمة واعطاء الحلول الناجعة لهذ البلد الذي يحاول رسم خريطة جديدة لمستقبل دولته التي يغوص تاريخها في عمق التاريخ وتعاني في حاضرها من تحديات ومشكلات كبيرة تواجه بناء مستقبلها المجهول.
طبعا هذا الاحساس والشعور بالمسؤولية التي نرى ضرورة تواجدهما لدى السياسي العراقي لاينفك عن العمل وترجمة هذا الشعور الى سلوك وعمل حقيقي فعّال نستثمر من خلاله هذا الشعور الذي هو حالة سايكولوجية داخلية في الانسان الى واقع وسلوك خارجي ، وبهذا يتحول شعور السياسي العراقي الى حركة ايجابية يتم من خلاله حل وفك شفرة الازمة الحالية .
الشعور بالمسؤلية تجاه المواطن وبحاجاته المختلفة وبقدسية دمه التي يريقها الارهابيون مستغلين الحالة المعلّقة التي يعيشها العراق جراء التأخر في تشكيل الحكومة هو اهم من فهم الديمقراطية والياتها والحديث عنها في المؤتمرات وأمام وسائل الاعلام المتنوعة، وهو الامر الذي يفتقر اليه العديد من المشاركين في العملية السياسية والا لتشكلت الحكومة منذ عدة اشهر ولبدأت رحلة الاعمار والبناء .
العلاقة بين الاحساس بالازمة من جهة وفهمها من جهة ثانية ليست بالضرورة متداخلة ومترابطة ويؤدي كل منها نحو الاخر ، لانه قد يفهم السياسي الازمة ولايشعر بها وبتداعياتها على الاخرين، كما قد يشعر السياسي بحيثيات الازمة و" انينها " من غير ان يفهم الاطر النظرية والاسس الفكرية المختلفة للديمقراطية والتداول السليمي للسلطة وكل المفاهيم المتربطة بها .
ولذا فالشعب العراقي المكلوم بجراحه لاينتظر من سياسيّه التنظير عن الديمقراطية واهميتها وتشكيلاتها وتاريخها، بل ينتظر ويترقب منهم ان يكون لهم شعور بمعاناتهم الطويلة واحساس بجراحاتهم الكبيرة حتى يتسنى لهم العمل الفوري من غير تردد من اجل التسامي فوق المصالح الضيقة والشخصية والحزبية المتبلّورة في سلوكهم والتي تتناقض مع شعاراتهم واقوالهم وخطاباتهم التي اصبحت رثة وبالية ومملة باميتاز .







#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة عبارة - لم يتم التطرق للقضايا الخلافية - !
- رسالة اوباما السرية للسيد السيستاني !
- هل بقى للديمقراطية- خاطر- في العراق ؟
- ماذا خسر العالم برحيل المرجع فضل الله !
- رحيل المرجع فضل الله والعلاقة بين المجلس وحزب الدعوة !
- من يخشى اتفاق علاوي- المالكي ؟
- الحل في رئيس وزارء مستقل تماما !
- محاولة اندماج التحالف الشيعي الثانية ولعبة عمار الحكيم غير ا ...
- رسائل المالكي...علاوي...الهاشمي !
- لم لاينضم العراق الى اقليم كردستان؟
- لماذا حضر الخاسرون مأدبة طالباني ؟
- سيزيف حاضرا في لقاء المالكي– علاوي !
- انتصارات ساحقة للعرب بالحمص والفلافل !
- شيعة العراق ترحب بزيارة العريفي!
- مدارس طينية في عراق 2010 !
- لماذا تحتاج أمريكا لإيران ؟
- التيار الصدري....واعادة قراءة ذاته !
- زوجات لم ينتخبن ازواجهن !
- قناة الاسلام...تسيء للاسلام !
- رئاسة الوزراء تحت اقدام الامهات !


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - السياسي العراقي بين الاحساس بالازمة وفهمها ؟