أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير طاهر - لن تغرقوا مافي مرمرة في بحار من الفساد














المزيد.....

لن تغرقوا مافي مرمرة في بحار من الفساد


سمير طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3109 - 2010 / 8 / 29 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إنكم لن تغرقوا الحقيقة في أعماق بحار من الدم"ـ هكذا صرخت بطلة رواية الأم لمكسيم غوركي في وجه رجال السلطة. وكانت تنطق ببديهية وليست بشعار ثوري. فلم تنجح أعتى الطُغَم في دفن الحقيقة الى الأبد، بل زالت الطغم ومكثت الحقيقة. وهذا أيضا ليس كلاما ثوريا وإنما وقائع نتفرج عليها في البرامج التاريخية والارشيفية في التلفزيون عن أنظمة زالت بعد أن ملأت الدنيا دعاية لشعاراتها المثالية مُخْفية جرائمها الجماعية.
الدم يراق والتبريرات الباردة تتمطى. وحين تخرق الوقائع جدران التعتيم وتصدم العالم بأن جريمة مروعة حصلت، يبدأ التعاطي والليْن لكسب الوقت، ويمر الوقت..، حتى إذا ما تصدر الأخبار حدث جديد يجري التركيز عليه في الاعلام بشكل مقصود، تكون الجريمة الأولى قد نسيت.
مافي مرمرة، إسم سفينة تحولت الى مذبحة وهي في الطريق الى غزة. المشاركون والشهود من العالم الغربي ولا تستطيع اسرائيل ازدراءهم مثلما يمكن أن يحدث لو كان المشاركون ـ مثلاً ـ عربا. لذلك فالمسألة هذه المرة أصعب. التبريرات الباردة لن تكفي هذه المرة فالشهود الغربيون رفعوا دعاوى قانونية ضد إسرائيل ودولهم طالبت أمين عام الأمم المتحدة بالتحرك. ما العمل؟ ما كان على أمين عام الأمم المتحدة سوى أن ينشئ لجنة للتحقيق في مجزرة قافلة غزة. ثم أبدت إسرائيل تجاوبا (وإن مشروطا) مع اللجنة، وهي من الحالات النادرة التي تبدي فيها ذلك. ترى ما سر تجاوبها هذه المرة؟
من بين أعضاء هذه اللجنة الأممية يثير الانتباه ان نائب رئيسها هو ألفارو أوريب رئيس كولومبيا السابق. الذي أثار انتباهنا الى هذه المفارقة صحفي كولومبي مقيم في السويد إسمه تيجران فيلر. كتب في مقالة في صحيفة سويدية ما يلي: تخيلوا لو أن الجيش الاسرائيلي قتل المشاركين في مركب مافي مرمرة وألبس القتلى زي حركة حماس ليُظهر أنهم أرهابيون! وأوضح فيلر مقصده بسرد جزء من تاريخ نائب رئيس لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في المجزرة (ألفارو أوريب) عندما كان رئيسا لكولومبيا، حيث كان يقتل القرويين العزل، الناشطين النقابيين والسكان الأصليين ثم يلبسهم زي حركة فارك المسلحة. ولم تكن هذه هي مأثرة أوريب الوحيدة فعهده الذي امتد ثماني سنوات متحالفا مع الميليشيات اليمينية كان مطبوعاً بالرعب والتصفيات بحق صحفيين وقضاة وناشطين مدنيين إضافة الى العدوان على جارته الاكوادور. وحين خرج أخيرا من الحكم كوفئ بهذا المنصب في لجنة التحقيق الأممية.
في رأيي ان هذه الفضيحة تعود في أصلها الى شخصية سكرتير الأمم المتحدة نفسه، يان كي مون. فهذا الرجل، الذي يعد من أضعف سكرتيري الأمم المتحدة عبر تاريخها، كان وزيراً فاسداً في حكومة كوريا الجنوبية. وحتى حين نال منصب سكرتارية الأمم المتحدة فانه جاء صاحباً فساده معه. أولاً اعتمد المحسوبية عندما غدا أكثر سكرتير للأمم المتحدة استغلالاً لمنصبه في تعيين أشخاص من بلده وتربطه معهم مصلحة أو علاقة. ثانياً ألحق الضرر (والفساد مُضِرّ بطبعه) بالعمل الاداري للمنظمة بسبب تغاضيه عن الفساد الداخلي وعرقلته الاصلاح، كما كشفت إحدى قدامى الموظفات في المنظمة الدولية في رسالة استقالتها. لهذا ليس مما يستغرب أن يعين ـ في صفقة ما ـ للجنة غزة شخصا يرضي إسرائيل ويجعلها تطمئن الى نتيجة التحقيق. كان هذا سر تجاوب إسرائيل مع تشكيل اللجنة. والفاسد كي مون يعطي الاسرائيليين وعداً بأن أحداً لن يزعج جنودهم باستدعائهم الى التحقيق (ولا ندري إن كانت ثمة وراء الكواليس تطمينات أخرى عن نتائج التحقيق)، وحين يكشف الاسرائيليون عن ذلك في الاعلام يسارع هو الى الانكار! وتتواصل المهازل...
لكن ما الذي يمكن أن يقدمه ألفارو أوريب لاسرائيل؟ وكيف سيلوي رقاب الحقيقة لكي يثبت أن ناشطين مدنيين عزلاً هم الارهابيون وأن الجنود المسلحين هم المجني عليهم؟! أو يثبت أن القتلى هم المجرمون والقتلة هم الضحايا؟! لقد دفن القتلى وبات متأخراً أن ينصح الاسرائيليين بإلباسهم ثياب حماس. أم انه سيلجأ الى لعبة الوقت فينتظر حدثا كبيرا يشغل العالم عن هذه القضية؟ أي فساد يمكنه أن يغرق الحقيقة الدموية التي إسمها مافي مرمرة؟
ان بحاراً من الفساد لا تستطيع إغراق الحقيقة. لكن البعض لا يريدون أن يتعلموا من التاريخ.



#سمير_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن موضوع الاحتلال في حوارية كاظم حبيب
- من الحرب الباردة إلى الحرب الخفية
- حول هزيمة اليسار العراقي .. شكراً لعبد الله خليفة !
- محاربة الارهاب بالفساد
- كلهم يستغلون دم مروة الشربيني
- الملتحي
- العراق 9 نيسان 2003
- العراق في وادٍ ومؤتمر ستوكهولم في وادٍ آخر
- هكذا تجري الانتخابات الاميركية!
- غباء الطغاة
- موقع لكشف الحقيقة
- أثر الأساليب التعليمية في شخصية الفرد العربي
- دعه يخطئ، دعه يتعلم !
- عن سعدي يوسف و الفلوجة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير طاهر - لن تغرقوا مافي مرمرة في بحار من الفساد