أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - خرافة نظرية المؤامرة على العرب














المزيد.....

خرافة نظرية المؤامرة على العرب


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3107 - 2010 / 8 / 27 - 15:41
المحور: كتابات ساخرة
    


سرعان ما ينبري المفكرون القوميون وفقهاء السلاطين لتبرير العجز في الاستحقاقات الحداثية والعصرنة والتمدن المطلون ولرد تخلف العرب وانهزامهم التاريخي وفضيحتهم الحضارية وتبوئهم المراكز المتقدمة، وكل الحمد والشكر لله، على قوائم الدول الفاشلة، والمهترئة، و"الخربة" المنخورة والفاسدة الصدئة والمهددة بالحروب الأهلية والانفجار والزوال من الوجود، إلى نظرية المؤامرة التي يعلقون عليها كل مآسيهم، ويبررون وفقاً لها كل ما هم عليهم من هوان وضعف وهزال. وبذا يستلذ ويستعذب العرب هذا التبرير ويكتفون به وأنه لولا هؤلاء المتآمرون "الملاعين" لكانوا سيسابقون سويسرا والدول الاسكندينافية في الديمقراطية والرفاه والتمتع بحقوق الإنسان والعدل والمساواة وأن هناك مؤامرة كبرى ومستمرة، وطبعاً من دون توضيح طبيعتها وآلياتها، تستهدف هؤلاء العرب والمسلمين وبقاءهم ووجودهم ودينهم ولذلك تراهم على هذا النحو البائس والمتواضع. مع العلم أن الخلافات العربية- العربية هي أعمق بكثير من الخلافات العربية الإسرائيلية أو الأمريكية والدليل أن معظم الدول العربية تعترف بإسرائيل وحدودها مفتوحة معها، ويدخل مواطنو تلك الدول العربية إلى إسرائيل بسهولة ويسر، وهناك اتفاقيات سلام ثنائية مع معظمها وسفارات وتبادل سفراء، فيما لا ينطبق هذا الأمر على معظم العلاقات العربية العربية حيث يسود التوتر والتوجس والحرد والتمنع وقطع العلاقات ويمنع المواطنون العرب من دخول الدول العربية وإن دخلوا يتعرضون لشتى أنواع المهانات والإذلال والممارسات العنصرية، بينما نرى الجاليات العربية والإسلامية في الغرب وأمريكا، تتمتع بحقوق وامتيازات وحريات لا تحلم بها في بلدانها العربية والإسلامية.

وحقيقة الأمر والواقع وكل الدلائل والقرائن المتوفرة لدينا تثبت عكس زعم الخطاب العروب والدعوي الصحوي، ذلك أن العرب "المحدثين"، ومن يمثلون رأس حربة "الإسلام"، وحماة الديار المقدسة، ورافعي لواء التأسلم والأسلمة ، ومن يلهجون بالخطاب الناري الدعوي الصاخب ويبيعونه للدروايش والمساكين وعابري السبيل ويتاجرون بمشاعرهم هم أوثق وأقوى حلفاء الغرب وأوروبا الغربية وإسرائيل في العالم وهؤلاء هم بالذات من يقول عنهم الخطاب "إياه" أنهم المتآمرون على العرب، فلا يعقل وليس المقصود أن من يتآمر على العرب والمسلمين هي النيبال، وقبائل الأدغال الإفريقية، وجيبوتي وساحل العاج، وعلاقات العرب والمسلمين مع "أشرار" العالم و"الشياطين" هي سمن على عسل. وأثرياء العرب، وفقراؤهم، ولصوصهم، يضعون كل ثرواتهم التي حصلوا عليها حلالاً زلالاً من بلدانهم في بنوك الغرب بالحفظ والصون، وتساهم القوات الغربية والأطلسية واستخباراتها بحماية معظم الأنظمة العربية، وهناك قواعد عسكرية لحماية الأنظمة العروبية والإسلامية، وهي من أكبر القواعد العسكرية المعروفة في العالم. ويزود الغرب الدول العربية والإسلامية بالأسلحة وتعتبر المورد الرئيسي لها، وصفقات الأسلحة الغربية لكل من مصر والسعودية ودول الخليج وباكستان هي من أكبر الصفقات في العالم. والحلف العربي-الإسلامي – الأطلسي الذي أسقط النظام الشيوعي في كابول والعلماني البعثي في العراق(الذي لا يقارن من الناحية الكهنوتية بنظام الملالي القهري الطوباوي الحالي)، وكذا الأمر بالنسبة للحرب العراقية الإيرانية، هو أكبر من دليل فاقع على أن بعض العرب والمسلمين، وبالتحالف مع الغرب هم من يتآمر فعلاً على الآخرين، وحين يكف بعض العرب والمسلمين عن التدخل في شؤون الآخرين وإشعال الحرب والفتن فلن يكون هناك ربما أية مشكلة أو حرب في العالم. والسبب في حرب العراق وأفغانستان هي "مؤامرة" القاعدة على أمريكا والغرب من خلال غزوتي نيويورك وواشنطن، ومن خلال تهديديهم المستمر بإفناء القردة والخنازير والمشركين والكفار الآخرين الذين يشكلون 75% من سكان الكرة الأرضية. فلا أحد يتجرأ على تهديد الناس وشتمهم وسبهم والدعاء عليهم وتمني الموت والهلاك لهم سوى العرب والمسلمين في خطبهم النارية التي يحلمون بها بتدمير الحضارة البشرية وإقامة الخلافة وبعث الدولة الخالدة واحتلال روما علناً وجهاراً نهاراً ومن يتآمر ويضمر لفناء الناس وإبادتهم مثل العرب والمسلمين ولقد أظهر الغربيون والأمريكان خاصة، الذي يقول عنهم العروبيون والقوميون أنهم أعداء "الأمة"، هذه الأيام في قضية بناء مسجد قرطبة، الذي تموله وتقف وراءه جهات عربية ثرية معروفة، تسامحاً غير مسبوق ورغبة في تأمين كافة مستلزمات العيش الكريم والحب والاحترام للعرب والمسلمين ودينهم وعقيدتهم، على عكس ما يقوله الخطاب إياه، كما وتعتبر لندن مرتعاً للعرب والمسلمين وقبلة لهم يؤمونها حين يشعرون بالغيظ والألم والضيق من بلدانهم العربية والإسلامية. ولم يعرف التاريخ البشري حلفاء للغرب متواطئين معه مثل العرب، وخاصة العرب الذين يرفعون راية الأسلمة والتدين، ويصدرونها للناس ويؤججون بها الخطاب والصراع ويشعلون نيران الفتن والحروب بها.

قد يكون هناك، في الحقيقة، مؤامرة علنية ضد إيران وبمعية العرب أنفسهم الذين يقولون أنهم ضحية مؤامرة، إيران تلك الدولة القوية في المنطقة التي أثبتت وجودها وجدارتها في المنطقة وسط محيط عربي هزيل لا يغري أحداً بالتآمر عليه. فالصراع الأمريكي الغربي على الخليج وقرار المنطقة، الذي سيكون فيه العرب جائزة ترضية يتقاسمها مصالح الطرفين، والتحالف الغربي العربي ضد إيران، هو الأمر الأكثر وضوحاً وبروزاً وسط هذا الضجيج والصخب الدعائي العروبي والصحوي، أما العرب، فلا أحد بشأنهم، ولا يحسب لهم حساباً، أو يتآمر عليهم، وكل الحمد والشكر لله، وكما يقول المثل الياباني: " لا أحد يركل قطاً ميتاً".



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبودية الرومان وعبودية العربان2
- عبودية الرومان وعبودية العربان
- هل يشهر ميشيل كيلو إسلامه؟
- في سجال الدراما التلفزيوينة
- هو ليس بإله يا صديقتي
- الهلال والنجمة كرموز وثنية؟
- أوقفوا عرض مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي
- اللهم إني فاطر
- لماذا يصومون؟
- غوانتانامو العقل
- أين مسلسلات الخيال العلمي العربية؟
- اللغة العربية في برنامج الاتجاه المعاكس: إشكالية اللغة والحض ...
- حديث أبي هريرة وهرّته: هل الأنظمة العربية في النار؟
- المخابرات السورية هي الحل
- لماذا لا يتقن العربي والمسلم لغته؟ 2
- لماذا يعجز العربي والمسلم عن إتقان لغته؟ 1
- مازوشية النقاب: كيف ستتزوج المنقبة؟
- السيد وزير التربية السورية المحترم
- خطر الجهاد على الأمن واالسلم الدوليين
- الله لا يشبعكم يا رب


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - خرافة نظرية المؤامرة على العرب