أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - إستبدلنا البرجَ من القوس إلى العذراء














المزيد.....

إستبدلنا البرجَ من القوس إلى العذراء


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 3107 - 2010 / 8 / 27 - 03:14
المحور: الادب والفن
    


ضَجُرت أصابعي أدواتَ الرسم ،ولكنها تلونت أول البدء باللون الأزرق وظننتُ بأن الفرصةَ قادمةٌ وحدقتُ بأعلى الأُفق وكانت السماءُ قد تطابقت وذلك اللون وعلى امتدادهما اللوني إمتد البحرُ والذي أكتسب لونَهُ من موجوداتٍ أخرى اقتبست ذلك اللون إقتباساً ، وحين توسعَ النهارُ وكشف ضوءهُ الأبعادَ التي لا تُرى تغير لونُ كفيَ وقد طلى الأصفرُ أظفاري ثم توزع منتشراً على هيئةِ أصدافٍ سمكيةٍ على مجالٍ واسعٍٍ من جسدي ليتصل بتلك الصحراء التي تقمطت بمسمياتها ونباتها البري وورودها الشوكية وثعابينها الصغيرة التي خرجت أناملها الزاحفة لتقبض على شئ ما من ذرات التراب التي أعادت الريح بعثرتها لينتقل هذا الاصطفاف اللوني إلى مرآتي وغطائي وجدران بيتي فتتحول تلك اللحظة وما تبعها إلى فضاء لا يرى على بعد مترين من العين حين راحت قوى الطبيعة تنشر أطناناً من ذلك التراب القادم من الصحارى البعيدةِ ووجدتني مرغما حين إظلّمَ ما حولي أن أقول مرحبا باللون الأسود إن شاء القدر ذلك وأهلا بالغياب وأهلا بمرارته وأهلا بمن لا يريد أن يلوح لي ويختفي ضمن لعبة الإكتشاف ، لذلك لم تطل عنايتي بتلك الألوان ولم تبق مدلولاتها تشير إلى ما كانت تشير إليه فلماذا البني الغامق لأعلى المرتفعات ولماذا الأزرق للبحار والمحيطات ولماذا الأخضر للسهول ما دامت مؤثرات النمو والخصب قابلة للانكفاء والتمرد وحرمان من تريد مما يرغب أن يريد أليس هناك طبيعة أخرى لم نصلها وبُعداً لم ندركه ونراه أليس هناك الكثير من العبارات التي تستطيع أن تتمدد خارج غرضها وقدراتها السمعية والبصرية والتخيلية أليس هناك حيزنا الروحي الذي لا يمتلئ أبداَ ولماذا ضمن لعبة الاكتشاف تلك يُطغي الصامت على المرئي ليزداد طول الطريق وتنحسر متطلبات الاستعداد لخلق أسئلة جديدة ، كل ذلك يجعل منا من نضجنا نضجا بطيئاً فنجد من نمسك بأصابعهم يغادروننا سريعاً ، يغادرون ولا يتركون حتى سرابا وراءهم وكان لا بد من العودة لما تركوه لنا من الأغاني كي ندقق ثانية بقصدهم وبمساحتهم التي تركوها لنا فنكتشف ما كان غائبا عنا لنلوم أنفسنا نلومها لِعُجالتها ونتقبل ما يُصحح وما يُحذف بل وما يُضاف ونجربُ ثانيةً إرسال الصور التي لم تستلم واستبدلنا البرج من العذراء إلى القوس وأمامهم إختفت الألوان من كفنا المقروءة وتيقنوا من بياضها وتيقنوا مما أشارت أصابعها إليهم، كان الغيابُ رغم قصره شوقا كونياً لكل ماوزعه الخالق على الأرض وكانت خطواتنا بعدهم بخشية وحيطة تدب على الأرض حتى لا يسمعنا غيرهم أحد وقلنا ما بهم ومن يومها القريب لم نرَ البحر والسماء بتلك الألوان التي رأيناها من الطائرة ولم نتحقق من المئات من المسطحات المائية ولم نسأل عن أسمائها بعد أن عادت الريح وجمعت الأتربة التي كانت قد نشرتها وخلطت علينا رؤيا الألوان راودنا شئ من الاطمئنان من أن الأشياء العاكسة ستأتي بصور قد تكون إحداها من نصيبنا لكننا لم نكن قد رأيناهم من قبل إلا مرة واحدة حين أرسلوا صورهم عن طريق السهو إلى منفذٍ في مكان مجهول .
رأيتهم يعبرون محطتي على الشاشة رحت أدق على خشب الصندل حين رأيت الملاك المخمر الرأس المحاط بهالة ضوئية لم يراها غيري وفي نفس الوقت راحت حيواناتي تتصافحُ وتحيط بالدائرة . هناك كان الوقت ليلاً والخطوط لم تكن مضاءة إلا خطي الذي يتصل بمقدمة مركبها الذي ظل يدور في دائرة ألواني و ، سألتها :
هل يجوز التيمم بالضوء ؟
قالت : حين لا ينتشر ،
لم أحرك الشاشة وفضلت أن تتحدد الحزم التي أتت من الثقوب وملأت مخدعي الذي تنقصه الوسادةُ دائماً على حين هدأت الطلاسم التي تركتها .ولم تكن هناك رُكامات من الأسى أو من الضنون لأن النافذة لم تغلق كلياً . أنا أرى الأزهار وأدوات الرسم وهي قد أخبرتني سابقاً بأنها تجيد التعبير عما ينقصني لذلك ومنذ ذلك اليوم الذي علق كفينا بأفق الغيب ساعة إختفاء الألوان لم تظهر وراءنا قطعةُ القماش السوداء ونحن نجلسُ أمام صندوقِ التصوير .


[email protected]



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلا بعدَ ضمان القوت
- هاي زوربا.. هاي زوربا
- سعدي يوسف يبحثُ عن جنةٍ أخرى منسيةٍ في برلين
- سفاهات مقصودة وجدل حكيم
- أعلنَ في الباطن الضوئي عن ذلك
- إسطوانات قرياقوس...وعمي يبياع الورد كُلي الورد بيش كُلي
- لا دلالة لبقاء المزيد من الماء المالح في العين
- ملجأ ما ينتمي إليه هذا العالم
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-10
- أبقى لنهايات العمر ثمرة ناضجة ونهاية سعيدة
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-9
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-8
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-7
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-6
- هُناك من ينتظر ..
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-5
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-4
- في اللحظات التاريخية المهمة ولدت الحداثة الشعرية-3
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-2
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-1


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - إستبدلنا البرجَ من القوس إلى العذراء