أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد الحافظ - محنة المُدرسين العقلانيين مع تلاميذهم















المزيد.....


محنة المُدرسين العقلانيين مع تلاميذهم


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3105 - 2010 / 8 / 25 - 18:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلّما أعجز عن إقناع أحدّ أبنائي بفكرةٍ ما , خصوصاً ما يتعلق منها بالنظرة الى الآخر المختلف وطريقة تعاملنا معهُ وقبولهِ, كونهُ هو المتفضّل الذي بادرَ و تقبّلنا أولاً رغم الفوارق الكبيرة في طريقة التفكير والحياة , أتذكّر جملة الصديق الأستاذ / د. عبد الخالق حسين , حينما قال لي ذات مرّة بما معناه :
لأوّل مرّة تقريباً نجد أن الجيل الجديد أقلّ إنفتاحاً وتفتحاً من والديهم ( في جيلنا ) , والسبب هم المشايخ النورانيين والقادة الديكتاتوريين الذين قادوا الحملات الإيمانية !
في الفصل الأوّل من الكتاب الأخير لعالم البايولوجيا التطورية الكبير / د. ريچارد داوكنز , وهو بعنوان أعظم عرض على الأرض / دلائل التطوّر
The Greatest Show on Earth: The Evidence for Evolution
{ ملاحظة / الترجمة التي إستخدمتها تعود للصديق / مازن فيصل البلداوي فشكراً وتحيّة لهُ }
يتعرض داوكنز , لمحنة المُدرسين المختصين , مع تلاميذهم , عند محاولتهم شرح أيّ فكرة علمية , خصوصاً إذا كانت تلك الفكرة تبدو أنّها تُسيء الى( تقدير) الأديان حقّ قدرها ,وتقلل من شأنها .
أو بالأحرى عندما تُسيء الى أقوال وأفكار رجال الدين ونشاطاتهم (المافيويّة ) في غسل عقول الناشئة على الدوام .
{ شاهدوا حلقة واحدة من مسلسل الجماعة أو قصة حب وستفهمون قصدي } .
يصف داوكنز رجال الدين بالجهلة الذين يتصدون لأيّ محاولة تغيير قائلاً :
هؤلاء الجهلة يتمتعون بدعم مالي وسياسي قوي ويحاولون دوماً تشتيت تركيز طلابكَ وصرف إنتباههم ,عبر تشكيكهم في كلّ ماهو ثابت علمياً وتأريخياً , وحتى المُدعّم بالأحافير والمخطوطات الأصلية الموّثقة { لماذا أتذكر زغلول النجّار ؟ } !
ويُضيف داوكنز مخاطباً المُعلم : إنّهم يسرقون وقتكَ الثمين من خلال أكاذيبهم السخيفة التي يشتتون بها عقول التلاميذ . ويعطي بعض الأمثلة كما يلي
المثال الأول / لو كنتَ تُدرّس مادة التأريخ الروماني واللغة اللاتينية ,
فبالتأكيد ستكون متحمساً للعودة الى أشعار / أوفيديوس الحزينة ذات الطابع الرثائي
وسوف تُشيد بروعة كتابة الأوديسا التي سطرّها / هوراتيوس عام 23 ق.م.
وربّما ستذكر ملامح القيادة عند يوليوس قيصر , أو تتكلم عن عنصر النشوة والمتعة عند الأباطرة المتأخرين .
وبالطبع ليس سهلاً على المدرّس أن يرتقي بتلاميذهِ تدريجياً في تلك المواضيع مالم يتوفر لهم التركيز الكافي والإندفاع والشوق لمعرفة ذلك الموضوع .
فكيف ستقوم بمهمتّك وقد سرقَ رجال الدين تركيز تلاميذكَ ؟
عندما أقنعوهم بأنّهُ ليس هناك شيء إسمهُ الرومان أوالحضارة الرومانية
وأنّ كل العالم قد ظهر بموجب ما تعرفّت عليه الذاكرة الحيّة .. اليوم
وأنّ اللغات / الإسبانية والإيطالية والفرنسية والبرتغالية والكاتالونية وسواها , وحواراتها التأسيسية , قد نبعت عفوياً وظهرت بصورة منفصلة ولا تمّتُ بأيّ صلة الى اللغة اللاتينية .
كيفَ ستشرح لتلاميذكَ وهم مغسولي الدماغ هكذا من رجال مدعومين بالمال والسياسة ؟
بالتأكيد ستجد نفسكَ مُضطراً ( مُسيّر وليس مُخيّر ) لتلتزم جانب الدفاع وتتراجع الى المنطقة الخلفية لتحاول أن تُثبت فقط لتلاميذك أنّ الرومان كانوا موجودين فعلاً .
وستشعر برغبة بالبكاء لو أحسستَ بعجزكَ على الإقناع في تلك المنطقة الضيقة .
***
يضيف داوكنز / لو كان مثالي عن مُدرّس التأريخ الروماني واللغة اللاتينية , يبدو خيالياً
دعونا ننظر الى مثال آخر أكثر واقعية .
المثال الثاني /
تخيّل نفسكَ مُحاضراً لمادة التأريخ الأوربي الحديث
وأنّ محاضرتكَ عن (( الهولوكوست )) , يتّم مقاطعتها مِراراً من جماعة مدعومة مالياً وسياسياً من مُنكري الهولوكوست ؟؟؟
لو كان مثالي الأوّل عن منكري الحضارة الرومانية والرومان إفتراضياً
فعلى عكسهِ نجد في المثال الثاني أنّ مُنكري الهولوكوست موجودين على أرض الواقع وهم بارعون في خلق ضجّة كبيرة ومدعومين من رئيس إحدى الولايات الحالية القوية , ومعهم على الأقل أسقف واحد من أتباع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية .
هم يقولون إنّ ( الهولوكوست ) , من إبتداع صنّاع الصهيونية وأنّ شيم وأخلاق المثقفين العصرية تقول بأنّه ليس هناك حقيقة مُطلقة فيما يخّص حدوثها , وأنّها تبقى ضمن إطار الإيمان الشخصي للفرد ويجب إحترام كل الآراء .
{ لاحظوا تلاعبهم بالألفاظ لأجل تمرير رأيهم }
{ ربّما تجنب داوكنز كعادتهِ ,الإشارة الى أحمدي نجاد ( المُسلم ) وإنكاره للهولوكوست }
***
وفي طريقهِ لعرض المثال الثالث يقول داوكنز ما يلي :
إنّ محنة مُدرّسي المواد العلميّة , ليست أقلّ سوءاً من محنة مُدرسي التأريخ القديم والحديث
فمثلاً عندما يحاولون شرح علم الأحياء ( البايولوجي ) ووضع عالم الأحياء في مكانهِ المحترم , والذي يستحقّهُ ضمن السياق التأريخي , فأنّهم يفعلون ذلك على عجلٍ وإستحياء , خوفاً من إتهامهم بالكفر والعبثية وخشية تعرضهم للتهديد بفقد وظائفهم .
وفي أحسن الأحوال, فأنّ الكثير من وقت هؤلاء الأساتذة يضيع مع كلّ دورة تعليمية , ناهيك عن تلقيهم رسائل التهديد والوعيد من ذوي الطلبة , وعليهم تحمّل الإبتسامات الساخرة والنظر الى الأيادي المُطبقة على الأسلحة الجارحة من بعض الأطفال , مغسولي الدماغ !
هؤلاء التلاميذ مزودون بكتب , مُصّرح لها من إدارة الولاية , مشطوبة فيها كلمة ( تطوّر )
وأحلّوا بدلها جملة .. ( يتغيّر مع الزمن ) هههههه
وهذا ما جعلنا نضحك من هذهِ الظاهرة الأمريكية الغريبة , فشرّ البليةِ ما يُضحك !
إنّ المُدرسين اليوم في بريطانيا وعموم أوربا يواجهون نفس المشاكل لسببين :
الأوّل / بسبب التأثير الأمريكي
الثاني / بسبب تنامي الحضور الإسلامي في الصفوف الدراسية
ولا يستطيع أحدّ من المدرسين أن يعترض على هذا الوضع فسوف يجابه بالإلتزام الرسمي بموضوع تعدد الثقافات , وسيخشى الجميع أن يُتهم بالعنصرية .
{ تذكرتُ مخالفات بعض المهاجرين الصريحة والكبيرة , وإتهام الموظف أو الشرطي بالعنصرية عندما يحاول تغريمهم مثلاً } .
تلك كانت بعض معاناة التنويريين العقلانيين من المدرسيّن مع طلبتهم في أوربا وأمريكا حسب وصف داوكنز .
فما هو الحال في بلادنا البائسة إذن ؟ الله يكون في العون

تحياتي لكم
رعد الحافظ
25 أغسطس 2010



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضانيات / الجماعة , أهم عمل فنّي لهذا العام
- رمضانيات / قاضٍ سعودي رحيم وحكيم !
- رمضانيات / أوباما والأرض المقدسة ودار قرطبة
- رمضانيات / عفاف السيّد , إمرأة ب 100 رجل
- مناظرة رمضانية ولقطات
- تهديدات المناخ ورغيف الخبز
- زعيم القرآنيين / أحمد صبحي منصور في ضيافة رشيد
- المشايخ الهباب.. وجينات الإرهاب
- لماذا الرعب من علم التطوّر ؟ داوكنز من جديد
- من وحي المفكرين / سيّد القمني وكامل النجار
- حالات شغلتني هذا الأسبوع
- عندما يعبث الغرب / قضية المقرحي مثلاً
- إختلاف المشايخ .. رحمة أم نقمة ؟
- دعوة لتخفيف الصيام في أشهر القيظ
- فيفا إسبانيا / مبروك كأس العالم
- هل الساسة العراقيون مخلصون لبلدهم ؟
- آن الأوان لدخول التكنلوجيا في تحكيم كرة القدم
- الفوفوزيلا وأصل الإنسان
- في الطريق الى مالمو
- الحوار المتمدن / وجوه الحقيقة المتعددة


المزيد.....




- -أنا بخير في غزة-.. سرايا القدس تبث مقطعًا مسجلًا للمحتجزة أ ...
- سرايا القدس تبث رسالة مصورة من الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهو ...
- شاهد..رسالة من الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود لنتنياهو وترا ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود تناشد فيه نتنياهو و ...
- شاهد.. الرهينة الإسرائيلية أربيل يهود المحتجزة لدى -سرايا ال ...
- تردد قناة طيور الجنة أطفال 2025 على نايل سات وعرب سات
- الشيخ قاسم: المقاومة الاسلامية التزمت بالكامل بعدم خرق الاتف ...
- هل الولايات المتحدة جادة في رصد -مكافأة كبيرة للغاية- على رؤ ...
- الشيخ قاسم: المقاومة الاسلامية تصدت بكل اطيافها لعدوان الاحت ...
- الشيخ قاسم: لا ننسى مساندة الجمهورية الاسلامية ودولة العراق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد الحافظ - محنة المُدرسين العقلانيين مع تلاميذهم