أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-20-














المزيد.....


الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-20-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3105 - 2010 / 8 / 25 - 17:00
المحور: الادب والفن
    


أحيل ملف القضية على أنظار السيد وكيل جلالة الملك وتم تقديم مجموعتنا التي لم أكن أعرف أن عدد
الأشخاص بها يصل 14 فردا. وقف طابورنا أمام المسؤول القضائي الذي كان يستعرض المحاضر التي
كانت مكتوبة باللغة الفرنسية. ثم صار يستعرض الأسماء واحدا تلو الاخر. توقف عند ذكر إسمي قليلا
ثم تابع مرددا مكان الحي الذي أسكنه . لم يسأل أحدا منا ثم أمرنا بالخروج ثم إلتحق بنا وتجاوزنا ووقف أمام رجال الأمن المكلفين بحراسة السجناء وبنقلهم إلى المعتقل ثم أمرهم بالإنصراف . كان
ذلك يثير الإستغراب وتساءلت مع نفسي إن كان سيطلق سراح الجميع . قلت : هذا غير ممكن .
كان السيد الوكيل قد دخل مكتبه عندما سألت الدركي ( المشبوه ) الذي كان وراء إقحامي في هذا
الملف . عن سبب تصريف رجال الأمن . فقال لي بأن القضية سوف تحال على محكمة الجنايات . فانتابني
الدعر والخوف الشديد وحسبت الأمر مجرد مؤامرة وصدقت ظني وركبني غضب شديد وصرخت بأعلى صوتي محتجا قائلا : إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته . لماذا أنا هنا ما دام المتهمون الحقيقيون قد إعترفوا بجريمتهم ؟ خرج موظفو المحكمة ليروا ما يحدث وتجمع الجمهور وأنا أصرخ
بملء فمي محتجا ضد الوضع المفروض علي . وفجأة لمحت السيد الوكيل يخرج من مكتبه ورمقني من بعيد ثم رفع سبابته في اتجاهي وهو يخطو نحوي إلى أن اقترب مني ثم صاح في
وجهي قائلا : أنت .. - وتوقف قليلا - ثم أضاف : أنت ليس لنا معك أية متابعة . فارحل من هنا
إلى حال سبيلك . ثم تابع : أما هؤلاء ( مشيرا إلى المجموعة ) الكل إلى السجن .
صدمني ما سمعت لأنني كنت أظن نفسي ضحية مؤامرة لن أفلت منها ومآلي هو السجن .
قلت موجها كلامي للمسؤول القضائي : شكرا لكم ياسيدي . قاطعني قائلا : لا داعي للشكر
وكرر جملته ثانية : نحن ليس لنا أية متابعة ضدك . قلت : هل آخذ آلتي الراقنة معي ؟ قال : نعم
خذ آلتك والله يعاونك .
رفعت آلتي الكاتبة نحو صدري فسألني أحد حراس القوات المساعدة إن كنت أمنحه سجارة
فقدمت له العلبة كاملة وأشرت عليه بالإحتفاظ بها . ثم حملت الآلة الكاتبة والجمهور ينظر إلي
وبينما أنا أعدو وسط الجموع نحو الخارج إذا بصوت المؤذن يعلو سماء شفشاون عبر مكبر الصوت من مسجد قريب . بدا لي الصوت مرتفعا أكثر من اللازم :
الله أكبر . الله اكبر . لا إله إلا الله
أشهد أن محمدا رسول الله
كان هذا آذان صلاة العصر . وقد جاء متزامنا مع إطلاق سراحي مباشرة وقد صنعت هذه الصدفة
العجيبة حدثا بدلالة لها واقعية أعطت بعدها الميتافيزيقي للوضع الذي خرجت منه سالما وشاكرا
الله عز وجل على سلامتي .
السماء كانت مكفهرة خلال ذلك المساء . والرياح تزمجر في الأعالي والعبوس يخيم على
فضاء شفشاون بشكل ملفت . وبدت لي السماء مع صوت الآذان كما لو أنها تنتقم لي من
الظلم الذي لحقني من مؤامرة حاكها أنذال واحد منهم أقرب الأصدقاء إلي والآخر دركي والأخير
معتقل في الملف. لابد أن تكون خيوط المكيدة قد حيكت بين الدركي والصديق داخل حانة
من حانات شفشاون .
ورغم أن السيد الوكيل هو من أطلق سراحي فقد كنت خائفا من أي طارىء قد يحدث لأعود من جديد إلى الزنزانة فقد كنت في وضع حساس للغاية وأنا أحمل الآلة الكاتبة كما أحمل نعشي
على كتفي كما تقول الأغنية المشهورة .
الطريق كانت خالية من دوريات الدرك وقد ساعد ذلك على إطمئناني فرحل الرعب عني.
دخلت بيتي فكان ذلك مفاجئا عانقت إبني الأكبر الذي كان هو الوحيد لدى أسرتي آنذاك . فقد كان
عمره لا يزيد عن بضعة سنين معدودة . وقد أخبرتني أسرتي بأنني عندما كنت بالمعتقل كان هو
يقول للأسرة ( لقد ذهب بابا لحال سبيله ) إنها جملة معبرة ومفيدة في آن :
( بابا مشى بحالو ) .

أتذكر عندما كنا بالمحكمة سألت ذاك المعتقل الذي إتهمني بتحرير شكاياته المجهولة :
لماذا إتهمتني أنا بينما من كتبوا لك هم كتاب عمومين من مدينة شفشاون ؟
أأكون قد أسأت إليك يوما ما دون أن أعلم بذلك ؟
قال الرجل : -بلكنته الجبلية -
( ماشي دخاطري أبلادي ) .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -19 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-18-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -16-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-14-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 13 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -12-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 10 -
- صراخ
- مجرد إحتمال - مهداة إلى مصطفى مراد -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-8-
- الوليمة
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 7 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 6 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 3 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -


المزيد.....




- مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب ...
- انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني- ...
- الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج ...
- -شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
- مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا ...
- هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
- الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي ...
- رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع ...
- فيلم -الهواء- للمخرج أليكسي غيرمان يظفر بجائزة -النسر الذهبي ...
- من المسرح للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، من هو زكريا الزبي ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-20-