جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3103 - 2010 / 8 / 23 - 14:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كل شخص يخضع نفسه بمحض ارادته و يتجه الى اتجاه سياسي وحزبي و ديني و وطني وقومي و عائلي معين سواء خير او اجبر يكتب على نفسه الحكم المؤبد ليتجمد او ينصهر في تيار معين ضيق. التجمد اوالجماد او الانصهارهو الموت عند اتخاذ القرارات و حرية اتخاذ القرارات تضعنا امام اختيارات صعبة كقائمة الطعام في المطعم و لكن الفرق هو ان اتخاذ قرارمعين يعني حبسنا وحبس طاقاتنا و سرقة حريتنا لانها تحرمنا من الاختيارات الاخرى.
الحرية حقا مخيفة و مرعبة تجعلنا نسبح في الفضاء دون قبلة و مكة. ليس لدينا خوف لان الخوف جزء لا يتجزء منا. و لكن هل نحن بحاجة الى قبلة ونحن قذفنا في هذا العالم من ام و اب و من جدتين و جدين و هكذا تستطيع ان تصعد الى الاعلى و الى ما لا نهاية لتصيب بدوخة الانانية و الهوية على قمم جبال الاسلاف؟ كم سنة او عقد او قرن تستطيع ان ترجع الى الوراء؟ اليس من الافضل التخلي عن الاصل و الفصل؟
كيف يستيطع الانسان ان يعرف ماهي الحرية و كيف يتعامل معها اذا لم يتمكن لحد الان ان يتعرف على ذاته و و يعرف ما معنى (أنا) التي يرددها مئات المرات باليوم الواحد. ماهي الانانية؟ هل هي رد الفعل الذاتي في فترة معينة من الزمن؟ اتعلم انت لا تعيش الا في نفق تحت رحمة الحواس التي تتخللها عيوب و قصر البصر و النظر؟
اضافة الى ضعفه و نقصه الحول و القوة تهدد ذاتية ووجود الانسان مخاطر و تحديات شتى منها:
• قصر مشواره و بقاءه على الحياة لانه ليس هناك وجود خارج دكتاتورية الزمن.
• احتمالية نفي وجوده في أية لحظة من حياته القصيرة لان الانسان لا يعرف متى يموت رغم علمه اليقين بانه سيموت لامحالة.
• ما يزيد الطين بلة هو نسيانه المستمرو الا لما اطلق عليه انسان اصلا.
• يزداد تعاسته عندما يكتشف ان الحرية التي يحبها كثيرا و يعتقد بانه قادر على الحصول عليها لاتوجد اطلاقا. يقول الفيلسوف الالماني Heidegger ان الانسان ليس له وجود sein/sorge لوحده اي ان حياته تعتمد على حياة الاخرين mitsein/fuersoge و الاشياء التي حوله besorgen. كيف اذن تستطيع يا صديقي البقاء على قيد الحياة دون امرأة؟ الست في حاجة اليها اذا اردت الخلف و المتعة الجنسية و تبتعد عن العزلة القاتلة ؟ كيف تستطيع العيش دون وجود النبات و الحيوان و الجماد و الماء و الهواء و النار و التربة من حولك؟ ولكن اعتمادك على الاخرين و حاجتك اليهم يضع حدا لحريتك ويضعك امام عراقيل ومشاكل جمة لا تعرف كيف تحلها. ففي الحالتين محكوم على مصيرك بالنفي. الم ياتي (مصيرك) من اليوم الذي (صرت) فيه على هذه الارض؟
ما اروع الطبيعة لانها استطاعت ان تقضي على كبرياء الانسان و غروره بسحب حريته منه و جعله يعتمد على الاخرين مصيريا.
لقراءة القسم الاول راجع الرابط الاتي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=218199
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟