مصطفى العوزي
الحوار المتمدن-العدد: 3100 - 2010 / 8 / 20 - 22:50
المحور:
الادب والفن
تتزين الروح ببهاء اللحظة ، لا مجال لشيئ أخر سوى أدعية تتسرب بصوت منخفض و متقطع أحيانا ، قطرات الماء الصافي لازالت تتساقط من أعلى الرأس ، بلل الشعر يظل على حاله الى غاية الشروع في أداء فريضة الصلاة ، مع جماعة الايمان يضمني الصف الطويل المتزاحم على رحمة الله سبحانه و تعالى ، تغمرني السعادة الربانية بمجرد سماع القرأن الكريم ، جماعة الإيمان و أنا أيضا نحب هذا المسجد لسببين ، أولهما صوت الإمام و ترتيله الجميل و المبجل لكلام الله تعالى ، و ثانيهما القرب من مركز المدينة حيث يسهل علينا بعد أداء الصلاة إختراق الشوارع و السوق الشعبي لنتبضع كما هي العادة قبل العودة إلى البيت كما تقرر عند منتصف الليل ، يسري الخشوع و تسري السكينة و الطمأنينة إلى قلبي بتلقائية ألفتها منذ مدة أعجز عن تحديدها بالتدقيق ، أ قصيرة هي أم طويلة ، الله وحده أعلم ، بالعد البشري العادي تبدوا طويلة و بعد النفس قصيرة هي ، يستمر التزاحم و تستمر السكينة في الهبوط و لم عدد من العباد ، لنجد أنفسنا بعد الصلاة في جو و فضاء أخر ، نتسابق إلى السلام على بعضنا البعض ، هذا أعرفه قديما و هذا أخ في الله عرفته لوقت قصير ، و هذا لم أعرفه إلا للتو ، كان تقاسم هذا البيت الطاهر سببا في نشوء صداقة بيننا ، فيها أحب أن أكون طرفا من رجلان تحابا في لله اجتمع عليه و تفرقا عليه ، و هكذا هي ، نعانق من ألفنه زمنا ليس بهين و فجأة غابت الصور و الأوجه و اللقاءات ، فتأتي مواعيد العبادة و التقرب من الله ، و نلتقي من جديد ، هذا من أصدقاء الدراسة ، و ذاك جار جنب أوصني الخالق بالإحسان إليه ، و تلك أم صديق و حبيب مات في حادثة مفجعة ، فأصبحنا جميعا أبناء لها نشد أزرها و نحفظ سرها و ندعوا لها ، و منها ننتظر دعوات وبركات تحفظنا في المحيا و الممات .
#مصطفى_العوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟