أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجلة الحرية - لعبة عمر المختار














المزيد.....


لعبة عمر المختار


مجلة الحرية

الحوار المتمدن-العدد: 3100 - 2010 / 8 / 20 - 00:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لعبة عمر المختار

في أيام الطفولة البريئة كنا نحنُ الصغار لا نجدُ من اللُعب الكثير لان الحصار كان يقفل علينا كل أبواب المتعة ، فا إباؤنا يمضون ساعاتهم الطويلة في الكد المضني ليعودوا لنا في أخر النهار ببضع كليو غرامات من الدقيق والباذنجان ، ليسدوا به أفواهنا المفتوحة أبدا ، في تلك الأيام العصيبة كان علينا إن نمضي يومنا نحن الصغار باللعبِ في الدرابين الضيقة منذُ أولى ساعات الصباح الى الظهر ومن بعد الظهر الى المساء ، نعيش تلك الساعات بلهو تام لا يعنينا شيء سوى اللعب ، ولا نهتم سوى للضحك ، كل يوم نجبر أمهاتنا على إن يعطيننا مالاً لنشترك في شراء كرة قدم لنلعب بها في الشارع ، نشتري الكرة بفرح نلعب بها الى إن يحين المساء يبدأ صراعنا على عائديه الكرة ، فكل منا يريدها معه ، ينتهي صراعنا عليها بان يقوم أكبرنا سنناً بتمزيقها ورميها ، نقف ُ متفرجين ولكن الكل منا يشعر بالرضا لأنه لن يبات هذه الليلة مغلوباً .
وتعاد العملية كل يوم ، ويشتد صراعنا وتشد مطالبتنا بالمال من أهالينا المساكين ، ذات يوم عرض التلفزيون العراقي فيلم البطل العربي عمر المختار شاهدنا الفيلم بإعجاب وإثارتنا تلك الشحنات القوية والكاريزما التي تمتع بها الشهيد عمر المختار ، أدهشتنا تلك الإحداث ورحنا نتمثل تلك المعارك الدامية وكل منا يتمنى إن يصبح عمر المختار أخر .
في الشارع وعندما لم نجد مالاً لشراء كرة جديدة أقترح أكبرنا إن نجد لعبة بديله لهذا اليوم قائلاً : ما رائيكم إن نلعب لعبة عمر المختار ؟
أعجبت الفكرة الجميع وكلنا تمنى إن يكون هو من يجسد دور عمر المختار لكن مصطفى وهو أكبرنا إصر إن يكون هو البطل فيما نمثل نحن ُ الجيش الايطالي وبسطوته علينا رضخنا للأمر ، ودارت المعركة و"بلش بينا "ضرباً وتنكيلاً ،لكن وحسب سيناريو الفيلم لا بد للبطل إن يقع أسيرا وينفذ فيه حكم الإعدام شنقاً ، استسلم صديقنا للمجموعة وصار علينا إن ننفذ فيه الحكم وبفطرتنا التي لم تك تدرك خطورة هذه الفعلة تبرع احدنا بان سرق " واير الاريل "من منزلهم واتى به ليقوم احدنا بتنفيذ الحكم ربط الحبل بعتلة ناتئة من احد الجدران من احد المنازل وقرب منزل صاحبنا مصطفى واتى احدهم بعلبة صفيح واستلم صاحبنا للحكم ، وما إن " رفس " احدهم العلبة حتى تدلى صاحبنا مشنوقاً وبدأ الجميع بالضحك فيما بدأ وجهه يتغير ، في تلك اللحظة وبعناية الإلهية خرجت جدة مصطفى لتشاهد حفيدها مشنوقاً وسط حيرتنا نحن الصغار ، فهرعت لتخلصه وهو في الرمق الأخير من موت محقق ، هرب الجميع يتضاحكون ولكن سرعان من وصل الخبر الى إبائنا الذين عاقبونا على فعلتنا الشنيعة تلك ، ما اثأر هذه الذكرى هو إنني وبعد انقطاع طويل التقيت صديقي مصطفى الذي أصبح اليوم ضابطاً في الشرطة العراقية ، ما إن عرفني بعد هذا الانقطاع حتى بادرته بالسؤال عن تلك الفعلة ،ضحك وضحكت ، وقلت له ُ والله كدت إن تكون في عداد الموتى لو إرادة الله سبحانه ، وكدنا إن نكون في عداد المجرمين ولكن دون قصد .
أنها واحدة من حماقات الصغار و تعكس مدى تأثرهم المباشر بما يشاهدوه من الأفلام والمسلسلات ، وبهذا القدر يظل السؤال الكبير كيف يترجم أبناءنا كل هذا العنف ومشاهد القتل والسفك التي تبثها الفضائيات و أفلام dvd الكارتونية التي تقوم على العنف كموضوع أساس وأفلام الألعاب الخطرة .
هذا التساؤل يحتاج الى دراسات جادة وحقيقية لمعرفة التأثير الحقيقي لهذه الأفلام ، وإلا فالخطر قائم فعلاً، ما دامت رغبة التقمص غريزة أساسية في تكوين الطفل النفسي .
حيدر قاسم الحجامي



#مجلة_الحرية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قال أنّ المُبدع الخليجيّ بئر نفط؟!
- خطر الانقسام وخطورة التقسيم
- (( رمزية الكلب)) في ارض الزعفران
- تاملات قطه قصه
- ((حي السعد)) ماض مفقود وحاضر مؤلم ومستقبل مجهول-دراسة نقدية ...
- الاسلام السياسي في ميزان العصر
- 12 عام على رحيل (نزار الأنسان والشاعر) شهريار الشعر العربي ا ...
- قراءة في نصّ:مشاهدات مجنون في عصر العولمة للشّاعر حميد الحري ...
- لازال صدام حيا!!!!!
- قراءة اولى في ((ارض الزعفران)) المجموعة القصصية للقاص حميد ا ...
- مشاهدات مجنون في عصر العولمه
- 14 تموز حدث هام في تاريخ الشعب العراقي
- سيكولوجيا المال- البخل
- العدد السادس من مجلة الحرية 2009
- الإشكال العراقي
- مشروع مبادئ عمل وبرنامج حركة اليسار الديمقراطي العراقي-حيد-
- ((البات)) بين لعبة((المحيبس))ولعبة((الانتخابات))
- من ينصف ((ابو كلاش))
- رسائل الصحفي الطائر : الصح(في) والصح(حافي)
- فك الالتباس في تعيين عباس؟؟؟ الرسالة الثامنة من رسائل الصحفي ...


المزيد.....




- لأول مرة منذ 9 أشهر.. شاهد إجلاء مرضى فلسطينيين عبر معبر رفح ...
- السيسي لترمب.. لا لتهجير الفلسطينيين
- نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس يلتقي ترام ...
- -د ب أ-: منظمة الشباب التابعة لحزب -البديل من أجل ألمانيا- ت ...
- صربيا.. المحتجون يغلقون الجسور عبر نهر الدانوب في مدينة نوفي ...
- اكتمال تثبيت قلب مفاعل الوحدة الثالثة في محطة -أكويو- النووي ...
- بعد سحب منتجات كوكاكولا مؤخرا.. إليكم تأثيراتها على الجسم!
- هل تعاني من حرقة المعدة أو الارتجاع بعد شرب القهوة؟.. إليك ا ...
- مشاهد للقاء الأسير الإسرائيلي الأمريكي كيث سيغال مع بناته
- ظاهرة غامضة تتسبب في سقوط شعر جماعي لسكان إحدى ولايات الهند ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجلة الحرية - لعبة عمر المختار