|
من يجب ان يستقيل اولا وزير الداخلية ام رئيس الوزراء
عبد فيصل السهلاني
الحوار المتمدن-العدد: 3099 - 2010 / 8 / 19 - 23:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من يستقيل اولا وزير الداخلية ام رئيس الوزراء شهداء باب المعظم يتسائلون شهد العراق خلال المرحلة الاخيرة ما قبل الانتخابات الوطنية لمجلس النواب العراقي في 8/3/2010 ،حالة نسبية من الاستقرار، والى حد معين انحسار العمليات الارهابية التي كانت تفتك بصورة عشوائية بأرواح العراقيين دون تمييز ، بل كان هدفها قتل اكبر عدد ممكن من الشعب العراقي . ان العامل الاول في هذا الاستقراريعود للجهود العظيمة التي يبذلها ابناء القوات المسلحة العراقية من النساء والرجال ،وعناصر الامن، وكل العراقيون ، وحتى لا نبخس جهود الاخرين ومما لاشك فيه ان للحكومة الى حد معين دورا في هذا الامر ، ولكن ان نحسب كل ذلك هو فقط بجهود الحكومة ، ذلك هو الهراء بحد ذاته ، كما حاول البعض وخاصة قيادة الحكومة والتي تبنت نفس اسلوب السلطات السابقة ، او نفس النفس الذي تستخدمه الانظمة العربية غير الديمقراطية وذلك بنسب كل الانجازات لها، وان تدعي ان هذه الانجازات هي فقط من جهود الحكومة وماوراءها. بعد انجاز مهمة الانتخابات الوطنية في آذار من هذا العام ،ولتعثر تشكيل الحكومة، بعد فشل القوائم الحزبية الفائزة في تشكيلها، لعدم قدرتهم على تجاوز المصالح الشخصية والحزبية والطائفية وغيرها من الثقافات الفرعية التي تشهدها العملية السياسية حاليا ،والتي هي دخيلة على المجتمع العراقي زرعت في رحم النظام السابق ولكن القيادات الجديدة استغلتها لانها حققت لهم امتيازاتهم الحزبية والشخصية، استغلت القوى المعادية للبناء الحديث هذا الاختلاف بين القياديين في العملية السياسية وقامت بعدة عمليات ارهابية مدمرة ،راح ضحيتها عدد كبير من ابناء العراق، كان يجب التوقف عندها ، وعدم البحث فقط عن شماعة القاعدة وازلام النظام السابق ، بل علينا نحن الذين نقود ان نتحمل المسؤولية الاولى ، وان نكون عند حسن ظن الشهداء والذين ضحوا في سبيل وصولنا الى هذه المقاعد، وحسن ظن العراقيين الذين اوكلوا مهمة الحفاظ على ارواحهم واموالهم ومستقبل ابنائهم الى هذه القيادات، وهذا البرلمان . ان هذا التدهور في الامن والفقدان الكبير للارواح العراقية البريئة ، خلال هذه الايام يتحمله الجميع ولكن كل من موقعه ،من منطلق إن العملية السياسية جاءت من اجل المواطن العراقي ، احترامه ، تحقيق امنه، كرامته، حقوقه الشخصية ، حرية اختياراته ، تحقيق مستقبل آمن وحقيقي له ولأبناءه، عراق ديمقراطي قوي ونموذج للبناء الديمقراطي في منطقة سمة انظمتها التسلط والفساد والتمسك بالكرسي ، والدموية ، وعدم احترام الرأي الاخر، ان المسؤولية الاولى تقع تماما على عاتق من كلفهم البرلمان العراقي بإنجاز هذه الملفات ، وهي بالدرجة الاولى مجلس الوزراء المسؤول عن الامن والخدمات وحماية العراق . وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء ووزيري الداخلية والدفاع ، ورؤساء الاجهزة الامنية والمخابرات والاستخبارات في البلد وكل الاجهزة المتعددة بالعراق الان مع الاسف ، المسؤلة عن ملف الامن . ولكوني ارتبط بعلاقة صداقة خاصة ،حيث نحن الاثنين كنا في ائتلاف واحد هو ( إئتلاف وحدة العراق ) ناهيكم عن العلاقة المتميزة التي ارتبط بها والاخ جواد البولاني وزير الداخلية الحالي، ليس من منطلق تحميل الرجل هذه الاخفاقات ولكن من منطلق معرفتي كونه رجلا وطنيا وبعيدا عن منطق المصالح الشخصانية الضيقة ، وان اتمنى له ان يكون نموذجا لكل من جعل الكرسي هدفه ،(وصديقك من نصحك )،ان انصحه إعلاءاً لمكانته السياسية والوطنية ولتأريخه ،رغم معرفتي بحجم المشاكل التي عانى ولا زال يعاني منها خلال اداء واجبه الوطني هذا من خلال التدخلات الحزبية والشخصية وملابسات التوافق في الحكم، في عمله ايضا وهو الان في هذه اللحظات التي اكتب فيها هذا الموضوع شبه مبعد عن أداء واجبه، لذلك اجد ان من الافضل لتأريخه ان يتخذ قراراشجاعاً ويقدم استقالته ،وبهذه الحالة يقدمها للشعب العراقي ،للشهداء ، للعملية السياسية الوطنية الديمقراطية، حتى وإن فقد بعض الامتيازات ،الصفة التي تلاحق الاخوة المسؤولين في هذا الزمن العراقي الردئ، الدفاع عن الكرسي حتى آخر عضو في حزبه او آخر مواطن في وطنه. وان لايقدمها لرئيسه بل لشعبه ، علما ان هذا القرار الشجاع من اولويات الاخ نوري المالكي رئيس حزب الدعوة الاسلامية رئيس مجلس الوزراء، علما ان هنالك فرق بين هذا وذاك لان المسؤولية الاولى تقع على عاتق الرجل الاول في العراق، انا اعتقد ان استقالة رئيس الوزراء تأتي هنا ليس بطولة وفقط بل موقف اخلاقي ايضا واعتذار للشعب العراقي بسبب الفشل في اداء الواجب المكلف به من قبل العراق وشعبه ، وسوف لن ينسى الشعب العراقي هذه المواقف لاصحابها. تحية لشهداء العراق الخزي والعار للقتلة والدعوة للقيادات السياسية ان تنهض بمسؤولياتها بصدق وإخلاص وإلا .........فتأريخ العراق يشهد لهذا الشعب صبره ولكن لوثباته وانتفاضاته تأريخ حافل والعالم شاهد كله على ذلك، ولن يرحم الفاشلين والمتخاذلين والمتحاربين على المقاعد والمناصب والمصالح، والاكثر من ذلك كله ان لا ندفع الناس على التأسي على الامس ، وتلك اكبر مصيبة ستواجه الجميع. وليؤسس الاخ جواد البولاني لحالة كانت مفقودة في العراق ، ويسجلها التأريخ له بأمتياز لصاحب هذه المبادرة التأريخية والاخلاقية والوطنية. ولنرى من سيبادر ويسجل اسمه في تأريخ المجد والقادة الكبار . السهلاني عبد فيصل
#عبد_فيصل_السهلاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رئيس وزراء التسوية حكومة تسوية
-
رسالة الى زعماء العملية السياسية في بغداد
-
مؤتمر الشعب العرااقي الانتخابات الوطنية
-
الانتخابات البرلمانية مسؤولية وطنية أم انتهاز فرص
-
رسائل عيد رمضان
-
خطوات في الزمن الصاعد ضوء في طريق التيار الديمقراطي
-
بيان لقوى ديمقراطية
-
نبوءة فريدمان زيارة دي كشيني للعراق
-
مرة أخرى يفرض العراقيون إرادتهم
-
بطل من بلادي علي خليل (ابو ماجد)
-
فشل الاحزاب الاسلامية فشل بامتياز
-
تيار الوسط الديمقراطي الخاسر الوحيد في مؤتمر اربيل
-
من يتحدى من
-
رسالتين
-
رسالة الى اصداقاء
-
رسالة للدكتورميثم الجنابي
-
الطالباني والشبوط والديمقراطية
-
الزحف نحو المصالحة الاجتماعية والوطنية
-
الانتحارية(الرشاوي) ونقابة المحامين في الاردن
-
مشروع التحالف الوطني الديمقراطي للمرحلة الحالية
المزيد.....
-
لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
-
ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب
-
10 شهداء في مجزرة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ببلدة طمون بال
...
-
إسرائيل تعترف باستهداف فلسطينيين في غزة رغم اتفاق وقف إطلاق
...
-
تحول تاريخي في سوريا.. تشكيل إدارة جديدة وإنهاء ستة عقود من
...
-
كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش
...
-
الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال
...
-
توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
-
الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
-
تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|