سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 939 - 2004 / 8 / 28 - 12:06
المحور:
الادب والفن
هاأنتذا حِــلٌّ بهذا البلدْ طقسٌ شــتائيٌّ ، ويومٌ أحَــدْ …
ما أقربَ الجنّــةَ !
إن البحيراتِ تَــراءى ، والنجومَ اللواتي غِـبْـنَ
يأتينَ
كما تأتي فتاةُ الدَّنَفِ الأوّلِ في الحُــلْــمِ ؛
انتبِــهْ !
ساقيةُ البارِ تحيّـيكَ …
فأنتَ الرجلُ الـمُـمْـعِـنُ في التهذيبِ حدَّ اللعنةِ ؛
الصِّـبْـيانُ يصطادون أعشاباً من القاعِ ،
وفي بحرالشمال اصطفّتِ الأسماكُ كالسّردين في حاويةِ القبطانِ
………………………
………………………
………………………
سِــيْـدُورِي !
إذاً…
هاأنتذا حِـلٌّ بهذا البلدْ
طقسٌ شـتائيٌّ ويومٌ أحَــدْ !
فجأةً .يـتَــنَــزّلُ المطرُ بقطراتٍ كبيرةٍ . المـطرُ صائتٌ ربّما للمرة الأولى في هذا البلد . لستُ أعرفُ ما أنا فاعلٌ . ســأخرجُ إلى ساحة القرية . ســأقولُ ( لنفسي ، فالناسُ في شُغُلٍ عني بشؤونهم ) مباركةٌ هذه العشية . مبارَكٌ ما تقوله أيها السيّــدُ . مبارَكٌ ما تسكتُ عنه أيها السيّــدُ . ومباركةٌ هي الأرضُ التي ترتضيك متسائلاً . لتنـتـقِعْ كتفاكَ بالغيثِ مدراراً . ولْـيَـقْطُرِ الماءُ من عينيكَ . إبكِ ولو تحت المطر …
هاأنتذا حِــلٌّ بهذا البلدْ
طقسٌ شــتائيٌّ ويومٌ أحــدْ !
من شواهد " لسان العرب " *:
عَدَسْ! ما لِـعَـبّـادٍ عليكِ إمارةٌ نجوتِ ، وهذا تحملينَ طليقُ …
هاأنتذا حِلٌّ بهذا البلدْ
طقسٌ شـتائيٌّ ، ويومٌ أحــدْ !
لندن 25/8/2004
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
• وعبّاد هذا : هو عبّـاد بن زياد بن أبي سفيان ، وكان معاوية قد ولاّه سِـجِـستانَ ، واستصحبَ يزيدَ بنَ مفرِّغٍ ( وهو قائلُ البيت ) معه ، وكرهَ عُبيدُ الله أخو عبّـادٍ استصحابه ليزيد خوفاً من هجائه ، فقال لابن مفرغٍ : أنا أخاف أن يشتغل عنك عبّادٌ فتهجونا فأُحِبُّ أن لا تعجل على عبّادٍ حتى يكتب إليّ ، وكان عبّأد طويلَ اللحيةِ عريضَها ، فركبَ يوماً وابنُ مفرغٍ في موكبه ، فهبّت الريحُ فنفشتْ لحيتَــه ، فقال يزيد بن مفرغ :
ألا ليت اللحى كانت حشيشاً فنعلفَــها خيولَ المســلمينا !
وهجاه بأنواع الهجاء ، فأخذه عبيد الله بن زياد فقيّــده ، وكان يجلده كل يومٍ ويعذبه بأنواع العذاب ويسقيه الدواءَ المسهل ويحمله على بعيرٍ ، ويقرن به خنزيرةً …
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟