محمد محقق
الحوار المتمدن-العدد: 3097 - 2010 / 8 / 17 - 11:39
المحور:
الادب والفن
تسلل اليأس إلى حياته العاطفية ، حين أدرك أن المشاكل بينه وبين شريكة حياته في تصاعد مستمر وأن لا حل لها ، فعاش خلال هذا الوضع أياما عصيبة وشعر بالوحدة تجثم على قلبه ، فأجمع أفراد عائلته للتدارس بشأنها عسى أن تجد له مخرجا يلم به شمله ، فنضحوه أن يكون أكثر تسامحا وعقلانية في التعامل مع مثل هذه الخلافات الشائعة بين الأسر ، وأن لايكترث للنقد المفضي للإحباط.
وفي ليلة ممطرة كعادته انزوى في ركن الغرفة ، مرتديا معطفه الصوفي فجلس أمام الشرفة يتأمل الأمطار المتساقطة ، فدهش حين رأها واقفة تنظر إليه ، انتابته فوضى من المشاعر المتناقضة ، ظل مشلولا لايبارح مكانه ، يرقبها بقلب خافق كأنه لم يرها من قبل ، يرتجف بشدة ، ذهنه يتحرك بين مشاهد مشوشة غير ذات معنى ، فالنظرات في تبادل متقطع ، ترسم خطوطا غير منتظمة ، تتخلل حركاتها صمت مشحون بالقلق ، يرمي تساؤلات متشابكة في سلسلة من الأفكار اللانهائية .. مخاطبا نفسه بالتعقل ووضع خطة منطقية لإنهاء هذا المشكل بالشكل الأمثل ، فقاطعه صوت حبيبته يذكره بتأمل الأوضاع وملاحظتها والإندماج بسهولة في القضايا المطروحة والتروي الذي يسمح له برؤية الروابط التي كان غافلا عنها ، تعلمه أنها هي الحب المفقود الذي كان يبحث عنه منذ زمن بعيد ، وأن لا يتردد بإظهار حبه لها ، لأنها تعرفه أنه مليء بالرومانسية والمزاجية التي تجعل تصرفاته تبدو جنونا ، لهذا دعته أن يأخذ بعض الوقت لترتيب أفكاره وتطلعاته.
محمد محقق
#محمد_محقق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟