بسام الهلسه
الحوار المتمدن-العدد: 3097 - 2010 / 8 / 17 - 11:34
المحور:
الادب والفن
*تعـرف ما تريـده الآن: ان تخلو بنفسك, وان تغمض عينيك وتنام. تنـام طويـــــــلا وبعمق:
كنجمةٍ قـصيَّـة, كبَـحْـرٍ منسي متـوحـد معتـزل.
نوم ليس كالنوم, اذ هو برزخٌ يفصلك. وخلوة ليست كباقي الخلوات, اذ هي مَـجَـازٌ ينقلك ويوصلك:
من مرأى يوحشك الى رؤيــة تلهــمــك.
* * *
كم تـتمنـى قـدَرَ اهل الكهف اذ آووا اليـه ونامـوا مئـات سنيـن.
وكم تُجِل المعلمَ الذي تجَلَّى له ما تجلى في الغـار في الاربعين.
* * *
تعرف ما تريده الآن: ان تغلق بابك فتـتلاشـى الاصـوات, وان تسـدل جفنـيك فـتـتـوارى المرئيـات.
وتغادر عالماً يتخبَّط بائساً لا يرى ابعد مما حوله ومما يطاله, فتحرق اشرعتك وتقطع حبلك السري معه.
* * *
مـا مـن مـفـر..
تريد لاشواقك الحبيسة ان تنطلق, ولجسدك المُثقلِ ان يأوي لمستقـر.
لا يتعلق مسعاك - كما قد يُظَن- بحسرة على ما فاتك, فقد نِلْتَ ما نلتَ, بل بروح ظمأى لا تستكين.
* * *
-وكيف لها ان تستكين قبل ان تسـتـبـيـن؟
يفزعها هـولُ ما تـرى: فـتـنـأى.
ويشدها مصيـرُ من تـرى: فـتدنو.
فتظل جَــــوَّابـــة..
لا يـأخـذها تـوق ٌ لِغَـدٍ.
ولا يسبيها للامس حنين.
* * *
ألم يـأنِ لها ان تهاجـر؟
ان تـعـبــر المــدى..
وان تنام -كما لم تنم من قبل- لعلها تـرى؟
* * *
في الفجر الصادق والصمت الغامر, يؤنِس سمعكَ صوتٌ خفي رفيق يقرأ عليك بيت شعر قديم:
"ليـتـني كنـت قبـل ما قد بـدا لي--- في رؤوس الجبــال ارعـى الوعــولا"
* * *
تعـرف "الآن" ما تـريــــــــــــــــــــــــــــــده.
وتصـبـــــــــــــــــــــو اليـــــــــــــــــــــــــــه.
#بسام_الهلسه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟