أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مخاطر دعوة السيستاني للجماهير بالزحف على النجف














المزيد.....


مخاطر دعوة السيستاني للجماهير بالزحف على النجف


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 938 - 2004 / 8 / 27 - 12:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولاً، أضم صوتي إلى أصوات الملايين من أبناء شعبنا الذين رحبوا بعودة آية الله العظمى السيد على السيستاني (حفظه الله) إلى العراق من لندن سالماً ومعافى بعد إجراء عمليتين ناجحتين له في العاصمة البريطانية، داعين الله تعالى له بالصحة والعمر المديد. كما إننا استبشرنا خيراً من ندائه الأخير حين وصوله، إلى جعل مدينة النجف منزوعة السلاح ومطالبة المتحصنين بضريح الإمام علي(ع) بمغادرته وتسليم أمن المدينة إلى الشرطة العراقية.

ولكن ما أثار مخاوفنا وقلقنا هو دعوة سماحته للجماهير العراقية بالزحف على النجف عند وصوله اليوم (26 أب 2004) للقيام بمسيرة سلمية والمساهمة في عملية إخلاء المدينة من العناصر المسلحة وحماية مرقد الإمام. لا شك أن القصد من هذه الدعوة هو إحلال السلام في المدينة المقدسة، بعد معاناة طويلة من انتهاك المقدسات وهتك الحرمات وقتل وترويع المواطنين وتدمير الممتلكات وحتى الاعتداء على رجال الدين من قبل جماعات القتل المنظم في صفوف ما يسمى ب(جيش المهدي) بقيادة مقتدى الصدر.

ليس خافياً على أحد أن محنة النجف هذه لا يمكن حلها عن طريق إثارة الجماهير من مختلف أنحاء العراق ودعوتها للزحف على المدينة، لأن في هذه الدعوة إرباك للحكومة والقوى الأمنية وهي تقترب من ساعة الحسم. فالوضع الهش والخطير يتطلب دعوة هذه الجماهير إلى الهدوء والسكينة وتجنب العنف والأعمال الغوغائية ومطالبة الناس بعدم اللجوء إلى العنف المسلح ضد الشرطة التي هي وحدها المسؤولة عن أمن وسلامة المواطنين وذلك لما لسماحته من تأثير روحي على الناس. فالتحشدات الجماهيرية في مثل هذه الحالات المتوترة لا تخلو من مخاطر جمة وأعمال غوغائية تصعب السيطرة عليها، وتأتي بنتائج لا تحمد عقباها ولا يعرفها إلا الله.

فهذه الدعوة رغم نواياها الحميدة، قد تستغل من قبل أنصار مقتدى الصدر وفلول البعث والزرقاويين الإرهابيين لخدمة أغراضهم وضد ما قصد إليه السيد، فهؤلاء لا يحترمون رجال الدين كما أثبتت أعمالهم. وفعلاً حصل المحضور، إذ سمعنا أنه قتل لحد الآن عدد من الزاحفين على النجف على أيدي المسلحين الإرهابيين كما أفادت الأنباء عن إطلاق النار حتى على موكب السيد السيستاني وهو في طريقه إلى النجف. كذلك أفادت الأنباء عن قتل العديد وجرح العشرات في جامع الكوفة إثر انفجارات وإطلاق الرصاص على الحشود التي كانت تنتظر لاستقبال السيستاني. كما ويمكن أن يستغل المسلحون من مليشيات الصدر فيذوبوا في هذه الجماهير ويختلط الحابل بالنابل ويقوموا بأعمال القتل ضد الأبرياء ومن ثم يفروا بأسلحتهم بينما المطلوب هو تجريد هؤلاء من السلاح. ويمكن أن تقع مجازر رهيبة نتيجة لهذا الزحف الجماهيري، وحتى يمكن أن يموت الأبرياء عن طريق التزاحم في مثل هذه الحالات المنفلتة والمشاعر ملتهبة. وعندها فهل سيتنكر المحيطون بالسيد السيستاني لهذا النداء كما تنكروا لتصريح مشابه له من قبل عندما تأتي النتائج معكوسة؟

فكلنا يتذكر قبل أشهر عندما التقى سماحة السيد السيستاني بعدد من رؤساء العشائر إثناء دعوته لإجراء انتخابات شعبية عامة لاختيار الحكومة الانتقالية بدلاً من التوافق. وأشيع في وقتها أن السيد طلب من هؤلاء دعم مشروعه مقابل وعده لهم بمنحهم دوراً واسعاً في السلطة المقبلة. ونظراً لما واجه هذا التوجه من عدم الارتياح من معظم القوى السياسية والنخب المثقفة، اضطر مساعدو بالسيد إلى نفي هكذا وعد أو تصريح صادر منه.
فهل سيتكرر الأمر ثانية إذا ما أدى الزحف الجماهيري على النجف إلى نتائج معكوسة تصب في خدمة جماعات القتل المنظم من جيش المهدي ومن وراءهم قوى الشر من خارج الحدود التي تريد الشر بشعبنا، وإلى المزيد من سفك الدماء وإرباك الحكومة وتفشي الفوضى في البلاد؟ فلحد كتابة هذه السطور أفادت الأنباء عن قتل ما يقارب 74 شخصاً وجرح المئات.

لذا نعتقد أنه كان أولى لو تفضل سماحة السيد السيستاني بإصدار نداء يدعو فيه الجماهير إلى الهدوء والسكينة ومساعدة الحكومة في استتباب الأمن وتجنب العنف وتحريم حمل السلاح من غير المسؤولين عن الأمن وحل الميليشيات المسلحة وحث الناس على الاستقرار لتهيئة الظروف المناسبة للسماح لمؤسسات الدولة بأداء واجباتها الرسمية وخلق الأجواء الملائمة لتوفير شروط الإنتخابات العامة المزمع إجراؤها في شهر كانون الثاني القادم. مرة أخرى نتمنى على سماحة السيد حفظه الله ورعاه أن يساهم بحكمته وخبرته ولمكانته الروحية في نفوس الجماهير، في إطفاء هذه الفتنة التي لا يستفيد منها سوى أعداء الشعب العراقي.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ديمقراطية بدون أمن: خطاب مفتوح إلى السيد رئيس الوزراء
- الحالمون ب«فتنمة» العراق!!
- الديمقراطية والعصيان المسلح
- المغامرون بمصير العراق وموقف الشياطين الخرس
- من المسؤول عن الانتحار الجماعي في العراق؟
- تفجير الكنائس دليل آخر على إفلاس -المقاومة- الاخلاقي والسياس ...
- لماذا التساهل مع الإرهاب، يا حكومتنا الرشيدة؟
- هل حقاً فشلت أمريكا في العراق؟
- مرحى لقانون السلامة الوطنية
- أين حقوق الكرد الفيلية في محاكمة صدام؟
- إيران وسياسة اللعب بالنار
- نقل السلطة إلى العراق انتصار آخر على أعدائه
- الإرهاب في العراق.. الأسباب والإجراءات المقترحة لمواجهته
- المنظمات الإنسانية.. بين حقوق الضحايا وحقوق المجرمين؟؟
- هل تحول اليسار إلى حركة رجعية ؟؟
- هل حقا حتى الزهور محرمة في الإسلام؟
- أي نظام رئاسي يصلح للعراق
- أي نظام انتخابي يلائم للعراق؟
- مقترحات حول الإحصاء السكاني القادم في العراق
- مؤتمر باريس للتضامن مع -المقاومة- العراقية


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما ...
- روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما ...
- بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في ...
- سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف ...
- السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و ...
- اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ ...
- حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
- ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من ...
- ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر ...
- الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مخاطر دعوة السيستاني للجماهير بالزحف على النجف