رد على تخاريف كامل النجار وتخاريف الأزهر (الأخيرة )

طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3094 - 2010 / 8 / 14 - 00:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

رد على تخاريف كامل النجار وتخاريف الأزهر (الأخيرة )

حاول رجال الأزهر الرد على الشبهة 27، وهي أن القرآن يستعمل الضمائر في غير مكانها المتعارف عليه، مما يؤدي إلى تشويش المعنى في ذهن القاريء أو السامع،. ولكن ردهم كان كعصاة موسى التي انقلبت ثعبانا يتلوّى، وهي لم تنقلب في الحقيقة وإنما أعتقد الناظرون أنها فعلت. والأمر كله كان سحراً وخداعاً
منشأ الشبهة: هي الآية التي تقول:
(إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً ) (الفتح 8-9). يقول لنا الشيوخ في أصل هذه الشبهة التي قال بها المكذبون: (وموطن هذه الشبهة ـ عندهم ـ هو الضمائر الثلاثة فى: "تعزروه " ـ " توقروه " ـ " تسبحوه ". ذكروا هذا ، ثم قالوا: "وهنا ترى اضطراباً فى المعنى ، بسبب الالتفات من خطاب محمد إلى خطاب غيره ، ولأن الضمير المنصوب فى قوله " وتعزروه وتوقروه " عائد على الرسول المذكور آخرًا. وفى قوله " وتسبحوه " عائد على اسم الجلالة المذكور أولاً. هذا ما يقتضيه المعنى ، وليس فى اللفظ ما يعينه تعيينًا يزيل اللبس. فإن كان القول: وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائدًا على الرسول يكون كفرًا لأن التسبيح لله فقط ، وإن كان القول " وتعزروه وتوقروه وتسبحوه " عائدًا على الله يكون كفرًا ؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج لمن يعزره ويقويه") انتهى


كامل النجار كان أذكى من المرجعيات الدينية .. كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟عندما جعل عقولهم مرتبك في صيغة الكلام وجعل تفكيرهم محصور فقط في الكلمات التي جاءت في الآية .. فقد سحر عيونهم وقيد تفكيرهم فلم يستطيعون الخروج من هذا المضمار .. بل وصدقوا إن هناك شبه وأرادوا الرد عليها .. لم تكن في الآية أي شبهه.. ولكن التخلف يوحي إن هناك شبهه... كان اعتراض الكاتب في الآية على قول الله وتسبحوه .. ويقول إن التسبيح لا يجوز إلا لله .. فكيف يكون التسبيح هنا للرسول ... نوضح الآية حسب الحدث الديني الذي وقع عليها بعيدا عن اللغة العربية .. ويتقدمنا اللسان العربي ... في سنة ستة للهجرة وقع صلح الحديبية بين محمد وقريش .. على اثر هذه الحادثة وقع انشقاق بين صفوف المسلمين بين مؤيد للهدنة ومعارض لها .. هنا الآية تأخذ على يد الفريق المؤيد للهدنة .. باعتبار هذا الري هو من وحي الله على رسوله هو الطريق الأصح لتكملة النصر أو الفتح الذي وعد الله به المؤمنين من قبل... التسبيح هنا ليس تسبيح عقائدي قولي .. كقولنا سبحانك ربي ما خلقت السماوات والأرض باطلا .. فيه ننزه السماء والأرض من أي الإله أخر له دور في خلقهن .. ولكن هنا التسبيح الذي جاء في الآية هو تسبيح واقعي وفعلي وليس عقائدي .. لان التسبيح هنا المراد به الطاعة الواقعية في الالتزام بالهدنة التي أبرمت بين محمد وقريش وتفعيلها واقعيا فان تسبيح الله ألقولي العقائدي لا ينفع هنا... إنما الذي ينفعنا هو الطاعة الواقعية وتأكيد الهدنة وإبعاد المعارضين عنها .. لان وقوعها هو لصالح المؤمنين ... ولذلك قال الأوائل ما فتح الله على المؤمنين فتحا مثل فتح الحديبية
وتسبحوه تعني ...وتطيعوه... والدليل في ذلك قول الله...إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ((على الهدنة)) إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً{
فالآية هنا تخص الهدنة .. والهدنة لا تقوم إلا بالتعزيز والتوقير والتسبيح أي الطاعة.. لتوكيدها وتفعيلها واقعيا
إذن هنا التسبيح ليس لله إنما التسبيح هو للرسول لتأكيد الطاعة .. فان لام التوكيد التي دخلت على الفعل تؤمنوا .. لتؤكد الإيمان بالله ورسوله ولا يتم ذلك إلا بتعزيزه وتوقيره وتسبيحه ليلا ونهارا.. والتزامهم بالهدنة أو البيعة

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً{8} لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً{9} إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً{10}

#طلعت_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات