أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - بعثة الصليب الأحمر في العراق والحصة التموينية














المزيد.....

بعثة الصليب الأحمر في العراق والحصة التموينية


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3092 - 2010 / 8 / 12 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم ان التفجيرات والاغتيالات التي شهدتها بغداد والبصرة والكوت والموصل والرمادي، خلال أيام الأسبوع الحالي، قد احتلت صدارة نشرات الأخبار، كان هناك خبر لا يقل إيلاما من رؤية أشلاء الشهداء، وسماع أنيين الجرحى، و أصداء صيحات الإغاثة التي يطلقها المواطنون، بعد كل حادث إرهابي يتعرض له المدنيون.

فخبر البيان الذي أعلنه (دوشان فيكوفيتش) مندوب بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى العراق، ببدء البعثة حملتها لتوزيع مساعدات على 64 ألف عراقي معوز في عشر محافظات منهم 12 ألف في بغداد بمناسبة حلول شهر رمضان، بحسب مندوب اللجنة المسؤول عن عملية التوزيع، هذا الخبر جاء ليكذب، من جهة، كل دعوات حفظ الكرامة الإنسانية للمواطن العراقي التي كثيرا ما وعد المتنفذون بتحقيقها، وكانت عنوان حملاتهم الانتخابية، وهو يثبت من جهة أخرى ان ليس الفساد وحده هو الوجه الآخر للإرهاب، وإنما تجويع الشعب العراقي وإذلاله وعدم توفير الحد الأدنى من وسائل المعيشة التي تضمن له الحياة بكرامة، هو إرهاب آخر، وله فعل المتفجرات ذاتها.

لو كانت عملية التوزيع قد تمت أيام الحصار الدولي المفروض على العراق، لبدا الأمر مفهوما، حيث عاش العراقيون تحت حكم دكتاتوري متسلط على رقاب الشعب بقوة الحديد والنار، وتسبب في إشعال الحروب وإدخال العراق في أزمات حادة، أوصلت الشعب على حافة المجاعة والبؤس.

اعتقد جازما ان هناك بلدانا اولى من العراق بالحصص الغذائية التي ستوزعها البعثة، هناك الصومال حيث الحروب الأهلية والمجاعة، وهناك جنوب السودان، وهناك شعوب ما تزال تعيش على تخوم الحضارة، هي أحوج ما تكون للدعم، فنحن بلد يتباهى حكامه بالميزانيات الانفجارية، هذا التعبير الذي استعاروه من القاموس الاقتصادي للدكتاتورية، في بلد عادت فيه صادراته النفطية الى حد كبير الى مستواها السابق، وهي تدر مليارات من الدولارات سنوياً. لا يمكن ان يكون فيه الجوع والفاقة هما عنوان الحياة.

من اين الوقت للمتنفذين في العراق كي يفكروا بجوع الشعب الزاحف؟ فهم منشغلون بجولاتهم المكوكية بين العواصم الإقليمية، وكذلك في استقبال المبعوثين الأجانب، اما مداولاتهم المستمرة فهي شكلية غير منتجة، لا يمكن لها ان تثمر اتفاق تسمية مرشح لرئاسة الوزراء، ما دامت العيون مسمرة نحو الحدود تنتظر توافقا مركبا (اقليمي – دولي) ليحل معضلة تشكيل الحكومة العراقية المرتقبة!.

ان كانت بعثة الصليب الأحمر ستوزع السلات الغذائية "من الفاصولياء والعدس والحمص والأرز وزيت الطهي والسكر والملح ومعجون الطماطم فضلا عن مستلزمات النظافة"، الى العوائل العراقية الفقيرة، فماذا تبقى لوزارة التجارة كي توزعه في شهر رمضان على عباد الله؟

ألف تحية لقلوب بعثة الصليب الأحمر الدولية في العراق، الفياضة بالمشاعر الإنسانية، وهي قلوب رحمة، وتحية أخرى الى فعلهم الخير هذا عسى ان يكون رسالة محفزة للضمائر الحية، التي تعمل بوجدان على دفع شبح الجوع عن شعب العراق!



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلسة مفتوحة وآفاق مغلقة
- حكومة التوافقات الإقليمية
- حلان لثلاثة تحديات
- الاستعصاء
- تصاعد الحركة المطلبية في العراق
- قانون الانتخابات المعدل أقصى قوائم واضر بالعراق
- اختزال الديمقراطية
- قضاء مستقل ولكن!
- انتفاضة الكهرباء
- الحضور المؤمل للقوى الديمقراطية
- إفلاس الخطوط الجوية العراقية أم خصخصتها؟
- -بين حانه و مانه-
- حاميها… حراميها!
- سور بغداد وأبوابها
- حينما تغيب الكرامة الوطنية
- الديمقراطية نهج للخير وليست منفذا للطامعين!
- -حرامي لا تصير .. من السلطان لا تخاف-
- خبران... ودلالة واحدة
- للانتخابات -حواسم-
- اليونامي والفساد الانتخابي


المزيد.....




- سلطنة عُمان: مقتل 6 أشخاص و3 مسلحين خلال إطلاق النار في الوا ...
- السودان: هل يبدو المشهد متناقضا بين مؤتمرات السلام وحدة المع ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- ارتفاع حصيلة قتلى هجوم مسجد عمان إلى 6 بينهم شرطي
- عاجل| مراسل الجزيرة: 23 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفا ...
- 9 قتلى بهجوم -مجلس العزاء-.. تفاصيل جديدة عن الحادث الصادم ف ...
- روسيا.. تدمير 13 مسيرة فوق عدة مناطق
- بايدن يؤكد عزمه على مناظرة ترامب مجدداً -في سبتمبر-
- مصدر: انشقاق دبلوماسي كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية
- اليوم 284.. قتلى وجرحى بقصف مناطق في القطاع ومقتل شاب بالضفة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - بعثة الصليب الأحمر في العراق والحصة التموينية