أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد البابلي - دفاع عن الإلحاد .. !!!














المزيد.....

دفاع عن الإلحاد .. !!!


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3091 - 2010 / 8 / 11 - 02:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقالتي ليست سحب ميتافيزيقي لحالة روحية يعيشها المتدينون الذين يودعون النهار بابتسامة رائعة وهم على كامل الثقة بأن إله أو مبعوث سماوي يبارك لهم هذه الحياة التي يعيشوها ، الحياة المقسمة إلى طبقات وجدران عازلة لصوت الصراخ !!! رغم ميولي نحو فلسفة اللاادرية ، لكن هنا يجب قول كلمة حق ودفاع عن فلسفة الإلحاد التي أعطى روادها للبشرية في قرنين من الزمان ما لم تعطه الفلسفة الدينية طوال عمرها قبل ألاف السنين باختلاف ثيماتها ومن يتربع هناك في أعلى الهرم ، كانت مسميات مختلفة لكن تحمل نفس المضمون لإلهة تفتقر للتنمية الكاملة لأمتلاك كلياتهم كإلهة حقيقية ، سأتحدث باقتضاب هنا عن الفرق بين نظرية ولدت في التربة وأخرى ولدت في السماء !! .. كل سادة مجمع الأولمب كانوا عهرة طغاة يحكمون هذه الأرض برغباتهم ونزواتهم .. لا يختلف معي أحد بأن أله الفكر الديني تكيف ببراعة مع كل مرحلة من مراحل البشرية فمن عصر الخوف والفضول للإنسان القديم نشأت فكرة الذات العليا المتحكمة بين هذين البعدين وحتى العصر الحالي ، وهكذا أنتقل الرب من ديكورات مفبركة مع البيئة التي ظهر فيها .. في بابل وأشور القديمة كان الإله مقاتلا يلبس زيه العسكري ويخرج مع الملوك في حروبهم التي لا تنتهي ، وفي مصر القديمة كان الإله أقطاعيا من الدرجة الأولى ، وفي روما القديمة كان الإله يدير ماخور للدعارة !! ومع انتقال الأزمنة والعصور تغير ثيمة الإله كثيرا ، وحتى العصر الحالي ، أخذ رب الأرباب يتمحور ويتموضع في ماركة تجارية كسحت السوق العالمية ، لاشي ء يوازيها سوى قطاع النفط وتجارة الأسلحة !! تلك الماركة وزعت الضباب وببراعة على عقول البشر ، كانت أكبر عملية تنويم مغناطيسي تجري في التاريخ ، تخدير كامل لهموم البشر ومتطلباتهم في التساوي فيما بينهم ، من رحم هذا التنويم ولد التفاوت ، وولد هذا التمايز ، أغلبية فقيرة تعيش تحت الأرض بعيدا عن الضوء ، وأقلية تملك يخوت مرصعة بالذهب محملة بعشرات الأفخاذ الناعمة المستوردة من أرقى مصانع الدعارة العالمية !! ( نلاحظ هنا بأن مشاكل الفقر قد تكون سببا وجيها للدعارة وهذا ما بينته كل تقارير الأمم المتحدة ) .. بوعي أو بغير وعي ، معظم المتدينون يرون في الآلهة والشياطين ، والجنة والنار ، الثواب والعقاب ، السوط الفعال لترويض الشعب على الطاعة ، مقابل تحقيق أرباح هائلة لتلك الماركة الدينية .. هنا نعود لجوهر المقالة ، نشأ الإلحاد في أوربا في القرن السابع عشر ، ومن رحمه ولد عصر التنوير وعصر الثورة الصناعية ، من رحمه ولدت السيارة والطائرة والهاتف وغيرها ، ولد كل هذا في لحظة واحدة حين تخلى الإنسان عن السماء والملائكة والعصافير وقام بحل مشاكله بنفسه ، بدلا من الاعتماد على تعاويذ الكهان ولد الطب وولدت الجراحة لتحل محل هذا الدجل الذي سيطر على الناس لمدة طويلة جدا .. حين ولد الدستور الأول على يد مشرعي الثورة الفرنسية ، كان النقطة الحرجة التي وصل لها الدستور الديني في فشله في إدارة الدولة ، وصارت كل الدول تشرع من القانون الفرنسي ، حتى تلك التي الأكثر تعصبا للدين ولله .. الكل لاحظ الأن بأن الغش يسكن في ريش الطاووس الذي يتربع على عرش قدس الأقداس ، تتغير الظروف فتتغير حال البشر معها ، هذه النقطة هي التي مزقت القناع الذي طالما وضعه وكلاء ونواب الإله في هذا العالم الذي فقد الاتصال مع باقي العوالم !!!
وهكذا نرى فكرة وجود ذات عليا مهيمنة يعني تخليا عن العقل البشري والعدالة ، بل هو معظم الأحيان نفي حاسم للحرية البشرية ، وتنتهي بالضرورة في استعباد البشر ، سواء في النظرية والممارسة ، بالتالي ولدت الهستريا والصداع والأرق والارتباك والحيرة والذبول لهذا المخلوق المنتصب القامة ، ومن هذه النقطة ولد الكذب والغش والتزييف بين داخلنا وخارجنا كآلية دفاعية في العيش باستقرار مزعوم في هذه الحياة .. يطرح فلاسفة الفكر الديني بأن فكرة الله ضرورية لبقاء العدالة على الأرض ، لبقاء التوازن البشري على حاله ، ففكرة وجود جنة ونار تعطي حاجزا لمنع الحياة أن تتحول لغابة !!!! تلك حجج المتدينون ... وبصراحة هي غريبة جدا ، لأنهم أعطونا قالبا جاهزا دون أن يسمحوا لنا أو يسمحوا لأنفسهم بالتفكير في طبيعة هذا التصميم !!! يشبه حالهم حال بائع الخضراوات الذي يبيع الرقي مثلا ، فهو يعطيك ثمرة الرقي و لا يسمح لك بمعرفتها هل جيدة أم غير جيدة .. كانت جيدة للبعض وللكثير جدا غير جيدة وهنا نجحت تجارتهم وفازوا وبقينا نحن نعيش مع الفقر بمعادلة ( الهشك بشك ) ، الراقصة تسكر ليلا وتضحك ، وحين يطلع النهار تغرق في بحر من الدموع !!!
شــــــــــــــــــــــــكرا لكم



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفلة موت على طريقة ( حاحا وتفاحة ) في مدينة الكوت
- مسرد ميثولوجي متواضع مهدى لزمن مبعثر
- أبن الراوندي .. شيء واشياء أخرى !!!
- دليل متواضع لسلامة الدماغ العربي غذائيا
- مالذي يحدث في مسرحية TRIFLES لسوزان غلاسبل
- أنقسام الله وإعادة تشكيله !!!
- كافكا .. اللحضات الأخيرة لنسر
- أثنولوجيا قطع الرؤوس عند العرب .. الطقس والجذور
- متى يكون العربي ليس عربيا !!
- نحو لاهوت مخنث !!
- الكانزفيلد في البارا سيكولوجيا .. وعن الكانزفيلد العربي الأس ...
- جدلية الحب .. حسب قاموس بريجيت باردو !!!!
- حين شرحت الشيوعية لجدتي ... لماذا أنا شيوعي ؟؟؟
- عزرا ئيل بقبعته المكسيكية في مدينة الحلة سائحا !!!
- من مفكرة نيزك يتسول في شوارع المجرة !!
- أنا ونرجس ونيتشه ... الوحي بلون أحمر !!!
- فأر يكتب مذكراته .. ( الأنزيمات التي أعلنت نبوتها )
- ماكياج عربي ... فقط !!!
- تعاسة البشر وأشياء أخرى
- رسالة للرفيق حميد مجيد موسى .. ليته يسمعني ؟؟؟


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد البابلي - دفاع عن الإلحاد .. !!!