أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الاله إصباح - أي تاريخ ممكن لحزب الطليعة















المزيد.....


أي تاريخ ممكن لحزب الطليعة


عبد الاله إصباح

الحوار المتمدن-العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أي تاريخ ممكن لحزب الطليعة ؟
عبد الاله إصباح
كل حديث عن حزب الطليعة، لابد أن يستند على التاريخ، إذ يتعلق الامر بحزب ارتبط في صيرورته بمجموعة من الأحداث والمراحل و الشخصيات التي كان لها دور في تشكيل ملامح المغرب المعاصر، فتاريخ حزب الطليعة يرتبط بشكل أساسي بتاريخ المغرب خاصة في مرحلته الحديثة والمعاصرة. ولذلك فالتأريخ لمحطات ومراحل هذا الحزب هو بالضرورة تأريخ لمحطات ومراحل من تاريخ المغرب الحديث. إن كتابة هذا التاريخ لا تحتمها فقط الضرورة العلمية، ولكن تحتمها أيضا الضرورة السياسية بما هي ضرورة مرتبطة بالنضال والصراع السياسي الذي يخوضه الحزب ضد أعدائه الطبقيين. فالصراع على واجهة التاريخ هو صراع من أجل الذاكرة، وإن كان الحزب لا يدعي أنه مؤهل بما يكفي لخوض هذا الصراع بما يقتضيه ذلك من امتلاك الوسائل الضرورية الكفيلة بجعله ينتصر في هذه المعركة،لأن ذلك لايرتبط فقط بمجهودات أفراد محدودين مهما كانت كفاءتهم، وإنما يرتبط بآليات ووسائل هي لحد الآن محتكرة من طرف الطبقة الحاكمة ومنها أساسا وسائل الإعلام التي تسخرها لترسيخ روايتها الرسمية للأحداث والوقائع، أي روايتها الخاصة للتاريخ. غير أن كل ذلك لا يمنع الحزب من أن يبذل جهده الأقصى للقيام بالحد الأدنى الضروري في هذا المجال.أما الانتصار في هذه الواجهة، فهو مرتبط بحسم الصراع السياسي والإيديولوجي في مجمله لصالحه، أو على الأقل تحقيق هيمنة سياسية وايديولوجية في المجتمع. إذن، فانطلاقا من هذا الوعي بأهمية الصراع في مجال الذاكرة والتاريخ، على الحزب أن لا يستهين بكل جهد في هذا الصدد مهما كان هذا الجهد، فالمهم هو عدم ترك الفراغ الذي إذا لم نملأه نحن، فسيملأه من لا نضمن بالضرورة نزاهته وحياده وموضوعيته، وبالتالي فستكون الحقيقة التاريخية هي الضحية في الأول والأخير.
بعد هذه المقدمة التي كان لابد منها لتأطير الحديث عن تاريخ الحزب، ننتقل الآن الى تحديد المدخل الضروري الذي يشكل منطلقا لهذا التاريخ. إذا كان الحزب يصنف نفسه ويتم تصنيفه، كحزب يساري تقدمي، فإن الحديث عن تاريخه يطرح العديد من التساؤلات:
فهل سنتحدث عن الحزب كمسار يبدأ من نقطة وينتهي الى أخرى ؟ وهل الحديث عن هذا المسار سيكون معزولا عن السياق العام الذي تحكم في تحديده ؟ وفي هذا الصدد، فإن هذا المسار لن يكون في النهاية إلا عبارة عن كرونولوجيا بمجموعة من التواريخ مرتبطة بإحداث ووقائع، أي مجموعة من السنوات المتتالية بشكل عمودي. وإذا كان تحديد تاريخ الحزب بهذه الطريقة لا تخفى أهميته باعتبار أنه يعطي للباحث نظرة مجملة عن المسار التاريخي للحزب، تمكنه من امتلاك حد أدنى من المعرفة بهذا المجال، إلا أن هذه الطريقة إذا ما تم الاقتصار عليها، فإنها ستجعل تلك المعرفة متسمة بكثير من الإختزال ومعزولة عن حيوية ونبض السياق العام الذي أطر كل محطة من المحطات المشكلة لها ككرونولجيا. صحيح أن هذه الطريقة يلجأ اليها الباحثون والمؤرخون في ختام أبحاثهم، غير أنها لا تغنيهم أبدا عن تفاصيل كثيرة تتشكل من عوامل متعددة ساهمت في بروز حدث من الاحداث، وإرفاق ذلك بشهادات ووثائق، ثم القيام بالتفسير والتأويل وتأطير ذلك بسياق عام هو الذي يعطي للمسار والحدث معناه، ويزيل عنه كثيرا من نقط الغموض والإبهام. ولعل أهم إشكال يواجهنا ونحن نسعى الى الإحاطة بتاريخ الحزب، هو نقطة البداية لهذا التاريخ. غير أن التعريف الذي يعطيه الحزب لنفسه والمتمثل في كونه استمراار لحركة التحرير الشعبية، يساعد على تحديد هذه البداية إذا ما حددنا معنى حركة التحرير الشعبية، كحركة لمواجهة الظاهرة الإستعمارية باعتماد التعبئة الشعبية وتأطير الجماهير لمناهضتها، على خلفية وعي سياسي بطبيعتها وأهدافها كظاهرة تروم الإستيطان واستغلال الشعب وثرواته، والقضاء على كيانه وحجز رقيه وتطوره.واعتمادا على هذا المعيار، نجد أن من أوائل الحركات الشعبية التي واجهت الاستعمار هي تلك التي لجأت الىالمقاومة المسلحة في العديد من المناطق. وهنا نستطيع أن نتحدث عن مجموعة من حركات التحرير باعتبار تنوع وتعدد هذه المقاومات حسب كل منطقة وحسب كل مرحلة من مراحل توغل الاستعمار ببلادنا. فمن المعلوم أن الايستعمار لم يترسخ بالمغرب إلا بعد أن واجه مقاومة شرسة من طرف العديد من القبائل التي رفضت الخضوع له، وقدمت في مواجهته تضحيات جسام. وهو ما يجعلنا نبدأ التأريخ لحركة التحرير الشعبية، بهذه المقاومة التي لجأت إليها معظم قبائل المغرب.إلا أن الباحث في هذه الحركات تواجهه نذرة المعلومات عنها، مما يجعل الحديث عنها ليس في متناول إلا المؤرخين المختصين. ومن ثم يبقى اعتمادها كمنطلق للتأريخ لحركة التحرير الشعبية محفوفا بالعديد من الاحتياطات المنهجية، خاصة وأن هذه الحركات لم تكن مؤطرة بخطاب سياسي واضح يساعد على استجلاء خصائصها ومميزاتها. وحتى إن كان هذا الخطاب قد وجد، فإنه ليس رائجا ومتداولا بما يكفي لتكوين صورة مدققة عن كل واحدة منها. لكل ذلك، فإن حركة التحرير الشعبية التي توفرت لها الشروط والخصائص الضرورية لجعلها تحتل مكانة متميزة كحدث تاريخي بارز، نال حظا وافرا من البحث والتحليل هي الحركة التي تزعمها البطل عبد الكريم الخطابي في مواجهة الاستعمارين الاسباني والفرنسي. حركة استطاعت أن تجلب اهتمام العالم كله لتتبع يومياتها ووقائعها، باعتبارها من الاحداث العالمية في إبانها.
هذه المقاومة التي قادها الزعيم عبد الكريم الخطابي هي إذن المنطلق في تحديد بداية حركة التحرير الشعبية التي يعتبر الحزب نفسه استمرارا لها، فبأي معنى إذن يحقق الحزب هذه الاستمرارية؟ ما هي الخصائص العامة لحركة عبد الكريم الخطابي التي لازال الحزب يحافظ عليها ويحتضنها ؟ وكيف نبرهن على هذه الاستمرارية التي يجسدها الحزب ؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة تقتضي إحاطة شاملة بحركة عبد الكريم الخطابي، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بالإطلاع على أهم الدراسات التي أنجزت بخصوصها سواء من طرف مؤرخين أجانب أو مغاربة. صحيح أننا يمكن أن نقوم بمقارنات عامة بين الحركة والحزب، غير أن ذلك لن يعفينا من مهمة الاطلاع الوافي على تاريخ الحركة حتى يكون لعملنا مصداقيته المرجوة. إننا نستطيع أن نزعم بأن الحزب حافظ على النفس الراديكالي الذي جسدته الحركة باختيارها نهج المقاومة الشعبية للاستعمارين الإسباني والفرنسي، وهو النفس الذي يميز الحزب على مستوى شعاراته ومواقفه السياسية ومنظوره الاستراتيجي. نستطيع أن نضيف خاصية أخرى هي خاصية الوضوح السياسي لدى الحزب والحركة، وهي الخاصية التي يترتب عنها بالنسبة للحركة أنها لم تدخل في مساومات على حساب شعاراتها ومطالبها، ونفس الامر ينطبق على الحزب أيضا، فوضوح خطه السياسي يجعل تحالفاته واضحة لا تثير محاذير واستفهامات بخصوصها. ومن ثم فالخصم السياسي يتحدد بكامل وضوحه بدون لبس أو غموض. ولعل ما يجسد أكثر استمرارية الحزب للحركة هو تقاطع رؤية كل من عبد الكريم الخطابي والحزب لدستور 1962، فكلاهما اعتبره دستورا ممنوحا وأكدا معا على مطلب المجلس التأسيسي لبورة دستور ديمقراطي يعكس الإرادة الشعبية في التحرر والانعتاق. يضاف الى ذلك أن الشهيد المهدي بن بركة حافظ على علاقة متينة بالزعيم عبد الكريم الخطابي من منطلق استنادهما معا على رؤية مشتركة للأوضاع السياسية بالمغرب وتقاطعهما في تحديد الحلول البديلة في خطوطها العريضة.
تاريخ الحزب إذن هو في جزء كبير منه متعلق بحركات التحرير الشعبية، وهذه الحركات تحتاج الى دراسات وافية. ثم هناك تاريخ الحزب المرتبط به كصيرورة تنظيمية وسياسية. وفيما يتعلق بهذه النقطة، يمكن القول إن مادة البحث في هذا المجال متوفرة سواء كشهادات لفاعلين أساسيين أو وثائق متنوعة تسلط الضوء على جوانب هامة من هذه الصيرورة، فضلا عن الأدبيات العديدة التي راكمها الحزب في مساره. ولقد كان للفقيد عبد الغني بوستة فضل البداية في تدشين القول في هذا التاريخ من خلال دراسته التي تحمل عنوان : "من الاتحاد الوطني الى حزب الطليعة". ويمكن الاستناد الى هذه الدراسة للإقدام على مزيد من البحث في هذا المجال، لأن تاريخ الحزب هو من الغنى والزخامة بحيث لا يمكن أن نستوفيه حقه في دراسة أو دراسات محدودة، بل لابد من السعي الى تحقيق تراكم نوعي يجلي الغموض عن كثير من المحطات، ويجيب على الكثير من نقط الاستفهام في هذا التاريخ.




#عبد_الاله_إصباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الثقافي العربي ومشروع المجتمع الديمقراطي
- الشباب المغرب وأسئلة السياسة
- الأمازيغية..والعلمانية
- الاسلام والعلمانية


المزيد.....




- القبض على -سفاح صيدنايا- ومقتل شجاع العلي في سوريا
- زيارة مثيرة للجدل: رئيس المخابرات العراقية يلتقي أحمد الشرع ...
- ماذا نعرف عن تعيينات الحكومة الانتقالية السورية الجديدة؟
- حقائب مهجورة وزجاج على الأرض.. هكذا بدا مطار صنعاء الدولي بع ...
- بولندا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والتركيز على ا ...
- الدرك المغربي يداهم قرية ويحرر 19 شخصا كانوا محتجزين في ظروف ...
- شولتس يعلن اتفاقه مع ترامب على تنسيق المواقف بشأن النزاع في ...
- ريابكوف: موسكو ترى مؤشرات على انطلاق سباق تسلح جديد بالفعل
- الحوثيون يقصفون مجددا مطار بن غوريون
- أوروبا 2024.. هزيمة استراتيجية التصعيد


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الاله إصباح - أي تاريخ ممكن لحزب الطليعة