|
فصد قصيدةٍ زرقاء على جنازة محمود درويش المؤجلة
أمجد المحسن
الحوار المتمدن-العدد: 3089 - 2010 / 8 / 9 - 02:20
المحور:
الادب والفن
قصٌّ / هيوستن : ؟ ، لصقٌ / البروةُ : ؟ ، الموتُ كُرَةٌ بلَّوريَّةٌ ضَخمةٌ ، مموَّهَةٌ ومصقولةٌ ، ولا فراغَ في داخِلِهَا ، البِلَّورُ وحدَهُ هو الهيكلُ والمعنى . دخُولُه هذه الكُرَة ، يجعلُهَا تتموَّجُ ، من قُوَّةِ الدَّاخِل الهائلِ . دخُولهُ ذَهَابٌ إلَى الَّليلِ ، الَّليل الّذي لا يُعيدُ زوَّارَهُ ... /
/ 8/ 8 ميلادي / 8/ 9 هجري
... أيُّ جدوى لمعرفتي الأمرَ ؟ أيُّ وجودٍ سيخرُجُ من عدَدَين صغيرَيْن ؟ لأساطيرِنا أن تطيْر .. لكيلا تسيرَ على قدَميْن ؟ هل عليكَ تحمُّلُ كلِّ مُصادفةٍ ... ستقيكَ شُبهةَ عاديَّةٍ فيك ؟ لكنَّ حافِرَ مُهرِك ، وحافِرَ دهرِك ، يلتقيَانِ كما يُولدُ البَرْقُ ما بَيْن سَيْفَيْن ! ماذا أُسمِّي مُصادفةً ؟ أيُّهذَا المُدوَّرُ دينارَ لَيلٍ أعانَ سُرى ، حَسَناً ، ما فَعَلْتَ هُنالكَ قبلَ المُضِيِّ إلَى غُرفةِ النَّومِ ؟ ، قالَ : سكَكْتُ على رنَّةٍ صِيغَتِي فانتَمتْ لِي / انتميتُ لَها ، وأرسلتُ حطَّةَ جدِّيَ في مُحكَمِي فرَبَا ! كنتُ أركُضُ كالمُهرِ وِفْقَ تعاليمِ أُمِّي .... ولوَّعتُ نفسي لأُسْكِن شعبِيَ بيتاً مِن الطِّيْن يصلُحُ أن يتحوَّلَ في أيِّ وقتٍ مضَافةَ بدوٍ " ينامُون سهواً " على كتِفَي خارطة ! /
**
... إذَاً ، شَاعِراً كانَ أو سيكونُ ! ، يُومئُ للكلسِ يسقُطْ ، كما يُومئُ السَّحَرَه . ويُؤثِرُ مُفردةَ اللازَوردِ كثيراً ، كأنَّ قصيدَتَهُ هِيَ مُفرَدةُ اللازوردِ الَّتي كان يُؤثِرُ .... يمشِي الهُوينى .. ويستقطِبُ الشَّجَرَة . هنالِكَ .. في شَهرِ آذَارَ / مارِسَ .. يُولَدُ ، فِعلُ المُضَارعِ غالٍ عليه ، يُولَدُ ! ماذَا فَعَل ؟ قالَ شِعراً وماتْ . أفَـيُطْوى كطيِّ السجلِّ ، ويُطوى كمنديلِ مَن لوَّحَتْ . كيفَ ينهارُ هذا الشُّعاعُ كزَهْرٍ على دَمِثٍ ؟ / ... هل تموتُ القوافي إذَا غابَ أصحابُهَا كحصانِ لماذَا ؟ / إذَا سُكَّ تِبْرٌ على قامةٍ ، هل تموتُ ؟ / يا قُرطُبَه ....
**
قصّ : عُمرُهُ يُشبِهُ عُمرَ النّبْعِ ... عذْبٌ مثلَ نَبْعٍ ، غامِرٌ كالنّبعِ ، يا هذا .. ارتدِ الموتى جميعاً ، لم تمُتْ ! /
.. شَغَرَتْ عِلّيَّةُ الدوريِّ ، واستدبَرَ ما استقبَلَ ، تحت الدِّمِثِ المُرسَلِ ...لم يَعقد خُيُوطاً في الأصابيعِ ليذّكَّرَ ، لكِن حاولَ الموتَ ولم يستطع ، استخلَصَ مِمَّا يفَعَلُ الماءُ التّفاعيلَ ، وردَّ البابَ ! ، ( ما قالَ الملاكانِ ؟ وماذا قُلتَ ؟ ) والآن انتَبَهْتَ ! / الشَّهرُ صيفيٌّ ../
أنا قارئُهُ المجهُولُ .... لم أعرفْهُ يوماً ، كُنتُ أستجلي مُؤدَّاهُ على الغابةِ ... أستطلِعُهُ شَهمَ المُفاداةِ ، فَقد يصدُقُ ذُو البُردِ على البُردِ ؟ ، وقد لا يصدُقُ ... / التَّاسِعُ من آبَ .. / يُدندن ...
.. ويصُبُّ الماءَ في الرّكوةِ ، يشوي سَمكاً ، ويُدندِن ! صار مُنذ انسحَبَتْ أندلُسٌ عَن قدميه ملِكا ! /
**
.. كانَ إلياذَةً في خُصُوصِ التّقصِّي ، وأوديسةً لو قضَى الأمرُ أمراً ، وفِعلُ المُضَارعِ غالٍ عليهِ ، وفعلُ السُّيُولة إذْ يتشعَّبُ ، .. لم يتذَهَّبْ ليغفُوَ ، لكنْ رأى ما أرادَ ولم يرَ ! ، شنَّ الحُرُوبَ ، وشُورِك في لُغتِه . تلوَّعَ حتَّى تشرعَنَ ، واسطاعَ مِنْ طَبَقٍ يتكوَّنُ مِن خُبزِ أُمِّه ومن قهوةٍ أن يكوِّنَ ما سَيُهَيمِنُ ، لوركا وعكَّا هما معنيانِ صغيرَان في جيبِه مثلَ فُستُقتَيْن ! .. سيُوقِعُ فوق البلاطِ من خزَفٍ ألف طنٍّ ، تخيَّل إذَاً شكلَ ذلكَ ! لم يتَّسِعْ في البلاغةِ إلا لأنَّ البلاغةَ مطَّاطَةٌ لشديدِ القُوى ، ثمَّ يدخُلُ تاريخَهُ بالقميصِ البسيطِ ، وبالنَّثْرِ في مدرَج النّحلِ ، / فحوى النَّوى دمعةٌ في المناديلِ غائصَةٌ ، ويدٌ في الهوى ... يدُ الشَّاعرِ المتورِّطِ ... ماذَا ستنفَعُ لو أنَّها في البلاد ؟ / ما هو ؟ لا مَن هُو ؟ التروبادورُ على مذهب الشيخِ لوركا ؟! ، /
**
خارِجَ النَصِّ يذْهَبُ في نصِّه ، هل تخيَّرَ موتاً على موتِ حُندُج ؟ يموتُ امرؤُ القيسِ مِن لَسْعَةٍ ... وهو يُلاحِقُ أنفاسَهُ خلفَ أنقَرَةٍ ، أوَّلُ الواقِفيْن يموتُ على الأناضُولِ ، ويُكتَبُ فوق الضّريح بتُركيَّةٍ رُدِمَتْ : إنَّ هذا ضريحُ امرئ القيس ! ، ماذا توقَّعَ ؟ ماذا تجرَّعَ ، ماذا تفرَّعَ مِن جُثَّةٍ في حوالَى عسيبٍ ؟ .. هي التّقنية وهي الأغنية ... .. القوافي مخفيَّةٌ في مُلاحقةِ الحبرِ ، والتّقنيَة / ضَبْطُ ما يتهلهلُ ! هذا المُهلهَلُ ، واستجمَعَ الحَطَبَ الجزْلَ ، شَدَّ الهوادِجَ ، يا حاديَيْهِ استريحا استريحا ! / حياتانِ ، داخِلَ نصٍّ وخارِجَ نصٍّ ، حياتانِ بَيْتان . في هذه الأرضِ ، ما يستحقُّ الحياتَيْن .... كم مرَّةً لم يكُن صادقاً ؟ كم نشِيداً تآكلَ مِن فرطِ ما لوَّحوا بأناجيلِه ، استَبْطَن الأرضَ وامرأةً ، مثل دُرجٍ وفي الدُّرج دُرجٌ ، تحدَّى الغُلاةَ بنايٍ من القَصَبِ المَرِنِ ، استكشَفَ الأرضَ بالنَّظَرِ النَّملِ ، واقترفَ .. احترفَ البَرْقَ حتَّى استطاعَ فعُولُن فعُولُن ! .. توغَّلَ فاغتيل ! ، نفّذَ فَرْضَ الطَّلاقِ عَن الباذخِ / الماسِخِ المالح / الكالح ....
**
لصق : الهُنودُ الحمرُ لمَّا جفَّفتْهُم لعنةُ الأبيضِ ، خفّوا بالظّعائن ، نحو أعلاهُم ، أقامُوا الأخبيَة . صارَ شَعبٌ كاملٌ في الأوج لمَّا ركلتهُم لعنةُ الأبيضِ ... لا تصعدْ سريعاً ! مُرَّ كالضّيفِ على أبياتِهِم ، رُبَّما تطهو لك الهنديَّةُ الحمراءُ ، أصغ الآنَ .. موسيقى الهنود الحُمر بعضٌ من مراسيمك .. فاحفِنْ وتمايَزْ !
**
قصّ : يدخُلُ السِّيخُ خصرَ أبي الطّيب المتنبِّي ، يُحسُّ حرارَتَهُ ، ويقُولُ : أنا ! ، ويموتُ .. ويُنهِي قصيدتَهُ ويذُوبُ كشَعر البناتِ بَيْن الأصابع ... كالملح في طَبَقٍ : .. سأطِلُّ على كلِّ قارئ من حُرُوفي ، من الميمِ والواو ، لو يتأمَّلُها لرآني هناك سجيْنَ المدادِ بكامل حُرِّيَّتي وشتاتي ... من خلال الحُرُوف يراني أطلُّ عليه كمَن يختلسْ . كأنَّ القصيد زُجاجٌ أرى قارئي منه ، لكنْ سيحتاجُ تغييرَ ما يفعلُ الضَّوءُ والظلُّ حتّى يراني ! /
**
... تلفَّتْ إلَى شَجَرِكْ / هل ترى يابسَاً ؟ أنت والملكانِ إذَاً / جُثَّةٌ دون نظَّارةٍ ، هيَ الآنَ نائمةٌ تحت ، نائمةٌ فوقَ دُفِّ الخُلُودِ ، طحيناً يُغربَلُ .. لا يَبَسٌ في ضُلُوعِكَ كي يُنبِتُ الرَّملُ رَملاً ، ولكِنَّ ظبياً أُتيحَ استغاثَتْ بِه الأرضُ ، فانحازَ للأرضِ ، أحلِفُ أنَّ المُعشِّبَ للرَّملِ ما يفَعلُ الرّملُ بالشُّعراءِ ، كأنْ يستعيرَ صفاتِ المُطوِّرِ حبَّةَ رَمْلٍ إلَى جامةٍ لتغاوي النَّبيذ ، / .. أقيسُ توتُّرَهُ بمساطِرَ عملاقةٍ ... لم أكن أعرفُه لأدَّعِيَ الوصلَ من بابِ أنَّ حبيبي حبيبي ، ولا رأيَ لِي ! وما زالَ غضَّاً طريَّاً ، يُؤدِّيهُ أن يتجغْرَفَ في دائرَه فهو لا ينتهِي ، والغُواةُ يشيبون كالثّلج ... لله درُّ حوريَّةٍ ليلَ جاءَتْ بِه ! / فتلفَّتْ إلَى قدَرِك كيفَ سُنَّ على غيرِ سكِّينةٍ كالقصاص ؟ واستوى مُرهَفَاً مثلَ نظَّارَتِك ، والتّناصّ سَهَرٌ يتسرَّبُ مِن يقظتِك ، فاتْبع البارحة .... كي تصِل ! /
قصّ : هذه امرأةٌ ، خصرُها للموسيقى ، وفمٌ ليُقبَّل ! هذه امرأةً ، ورحيقاً رحيقاً .... /
لصق : آخرُ الأمرِ غربالُ رَملٍ يُنقِّحُ مخطوطةَ المقبَرَة . والغُرُورُ تسحلُهُ الحشراتُ على حسَكٍ مثل كوزِ الذُرَة فلماذَا الزَّعَلْ ؟ فلتُعطِ مَنْ شاءَ أن يتغَطْرَسَ أو يتطوَّسَ حقَّ الهباءِ الأشلّ ! ، فلماذَا الزَّعَل ؟ آخرُ الأمرِ موت ! فلأدعْ ما تحاسَدَ أو عانَدَ أو ضَادَّ يقضِمُهُ الرَّملُ .. رَملٌ هو الأمرُ ، مَن ساءَني : الرّملُ ، من سرَّني : الرّملُ ، رَملٌ هو الأمرُ ، فاضحَكْ على من يرى عكسَ ذلك ! عدوِّي سيُصبحُ رملاً ، وأنا هالِكٌ وابنُ هالِك ! هل سيكونُ التُّرابُ عدوَّ التُّرابِ ؟ ، أم هل سيشعُرُ بالرّملِ رَملٌ يُجاورُهُ ؟ هل سيشعُرُ من كانَ ضَوءاً وأصبحَ رملاً ، بما كانَ عتماً وأصبحَ رملاً ؟ ولا حُبَّ لا بُغضَ ، لا هجرَ لا وصلَ ، فليرتكزْ ألفُ رُمحٍ على غَبَبِ الثَّور ، /
موت ! آخرُ الأمر موت !
ولماذا الألم أيُّها المُحترَم ؟ آخرُ الأمرِ موت .... و لا شيءَ يبقى .... سوى الكلمة من جديدٍ تُرفرفُ فوق المياه .
**
قصٌّ / الأندلَسَة ..../ تدخُلُ في صفةِ الأندَلَسَة .
لصق : هنالكَ يغفو ... قُرنفلةً في يد السّبت . يا صاحِبِي فلتَنَفَّسْ ! ، / أذِبْ قمراً في القِصاعِ ، [ إذاً هِذِهِ لُغَتُك ] ! أذِبْ فرَسَاً ، [ هذِهِ لُغتك ! ] والقَمر ! ضعْهُ في سلَّتِكْ ! هذه لُغَتِي ... وقُل هيَ عكَّا ! ،
**
قصٌّ / أتمثَّلُهُ في الغيابةِ ، بَيْن الطيُّون ، وسُلالةِ التِّيْن والزّيتون ، متربِّعَاً أو مُستنداً إلَى الغَيب . رَيثَما يذهَبُ خفقُ النَّعل ، وأبجدُ المساحي ، يُضيئُ مصباحاً ، يُصوِّبُ بُقعة الضَّوءِ على كتابٍ ، يفتحُ دُرجاً ، يستخرجُ نظَّارَتَهُ ، ويبدأُ القراءَة ... [ لا يُفكِّرُ في القهوة ] لا يُزعجُه إلا وقوفُ فُلان ، ولا يُبهجُه شيءٌ أكثَرُ من أُنثَى تُطلُّ بباقةٍ ، وتموضِعُها على الحيِّز . لا موت ، يقُولُ ، إلا لمس يدها ، لو أستطيع .....
**
قصّ : إذَاً ، مات محمود درويش ! مات ! في الصّيف مات ! في غُرفةٍ صُنعَ آب .... جافَّةٍ وصغيرَه ، هل تُصدِّقُ ذلك ؟ أين سمعتَ الخَبَر ؟ تلقَّيتُهُ كرسالة في هاتفي ، وبقيتُ أُفكِّرُ في : إيه .... يا للزَّمان ! لم يكُن بنبيٍّ ليُـبكى ، ولكنْ شُرُودُ العدالة يُبكى ! /
[ هل محسُودٌ .. محمودٌ بقصيدةَ شِعره أنَّ الصّبارَ على ظهرِه ؟ ]
إذَاً مات محمود درويش .... والشِّعرُ لا دينَ لَه !
.. حَسَداً مِن لدُنهُم إلَى أعظُمِكْ ! / حسَداً فادحاً كالرَّدَى ، كالمباني الطّويلاتِ تطمحُ أن ستكونُ مُطَّلَعاً لحديثِ ملائكةٍ ... كيف تخلُصُ شَعرة من عجيْن الحَسَد ؟ سأخفِّفُ غلواءَ هذي الكنايةِ أعلاهُ ... ما وسِعَتني اللغة . ولله درُّ حوريَّةٍ ليلَ جاءَتْ بِه ! /
**
قصّ : خُبزُها لا تنتهي دوائرُه ، خُبزُها خُرافيٌّ ، ككأسِ جدَّة أبي الطّيّب .... خُبزُها ! خُبزُها يتقدَّمُ الخُبزَ جميعاً ، يذكِّرُني بخُبزَ أمِّي [ بالطّبع ] ، حيثُ رمضَانُ في إبَّانِه وصولجانه . خُبزُ أُمِّهِ طيِّبٌ وطازَجٌ ، كالحصان الصَّاهلِ على غيابِ القاطِن والظَّاعن . صوتُهُ كخُبزِهَا عابِرٌ للمكْث ... صوتُهُ طُغراءٌ على خاتم ، وخُبزُها قُرصٌ واحدٌ يقْهرُ الفرنجةَ ويفطِّرُ قلبَ الرّاية المدعوكة ، وقُرصٌ يُرمى إلَى أعلى فيعلَقُ في كُحلِ الَّليل ، ولا يقع .
**
لصق : ضريحُكَ .. المكدُودُ ، من أثَرِ المزارِ يَرثُّ كالصّندوق ، يُصبحُ قامةً ويسيرُ مُنتصِباً إلَى عكَّاهُ ... أيَّ الكفَّتَيْن ستَنتمِي للأرضِ ، هذا الرَّملُ فوقَكَ ، أم كتابُ الأرضِ في الدّيوان ؟
هل يُحسَدُ المطعُونُ أنَّ الطَّعْن زهَّرَ سوسناً و قُرنفلاتٍ سَبْعاً ؟ استَشْرَتْ .. ولم تُهديه بيتاً للمبيتْ ؟ أن يخسَرَ العاديَّ [ والعاديٌّ تعبيرٌ أثيرٌ عندَهُ ] كي يربحَ استثناءَهُ ؟
لونُ حبرِكَ ... لوَّن البالُونَ واصَّاعدَ ! .. مثل النَّاسِ ، لكنْ ينتهِي في الشِّعر لا في القبرِ ! حظٌّ ما ، فريدٌ ، غامِرٌ كالقبرِ ، نوعِيٌّ تغلْغَلَ في ثيابِكَ ! ، واستعادتْكَ الهضَابُ الطَّاهِراتُ ، ولعبةُ النّردِ ... اختَبَرتَ الموتَ ، ما طعمُ الرَّدَى ؟ هل نفسُهُ طعمُ الثَّرَى ؟ أم أنَّهُ ماءٌ وتغطِسُ مثلَما كَنَّ الجَنِيْنُ بِبَطْن أمِّه ؟ أنا لا أشكُّ بأنَّهُ غيرُ البياضِ الْ زُرتَهُ ... فالَّلونُ حيٌّ ، والحياةُ هُنا ملوَّنَةٌ ، ولونُ الموتِ ممَّا لا ملوَّنَ فيه ، حتَّى الأبيضُ البجعيُّ لونٌ ! /
**
قصّ / كُفَّ عَن حُلمِكَ الرثِّ ، وانهَضْ ! ألم تتّعِظْ بعْدُ يا ذَا الهُوينَى ؟ قُلتَ : إنِّي أعيشُ في حيِّزِي حالماً ، لا أراني ربِّي أُضيِّعُ حُلْمِي ! وحُلْمِي دمِي ، إنْ تخثَّرَ مِتُّ ، أُسيِّلُهُ ... / كُفَّ عَنْ حُلمِكَ الرَثِّ ، وانْهضْ ! العصافيرُ تنهضُ من نومهنَّ ، العصافيرُ تنهضُ في شَفَتَيْن ... ويسقُطنَ في قهوةٍ ، العصافيرُ كرِّرْ ! فليسَ لك الآنَ أن تنتهي ! /
قصّ : أقرأُ غيرَك / كي أستشعِرَ شِعرَك ! / كي أعرفَ قَدرَك ! /
**
الشّعر : تدليلُ مُضطَّرَبٍ مائجٍ زئبقِيٍّ ، وميزانُهُ بالذّهَب . النّثر : مُضْطَّرَبٌ مُرسَلٌ دُونما قافيَة . المرأة : الشِّعرُ والنَّثرُ يتَّحدانِ [ إذْ هذِه لُغَتُك ] ! . لسان العرب : نُحبُّكَ أو لا نُحبُّك [ إذْ هذِه لُغَتُك ] ! .. الهوية مُعرَبَةٌ بالُّلغة . والأرض مُعرَبَةٌ بالبُيُوتِ وبالنَّاسِ .... أمَّا الوطن فبيتٌ من الشِّعرِ لم يُمدَدْ لَهُ طُنُبُ ! يجبُ ! / .. والفَشَلْ لا يُضادُّ الأملْ والأملْ عُقدةٌ لا تُحَلّ ، الأملْ ، الأملْ الأملْ ، الأملْ الأملْ ، الأملْ الأملْ ، الأملْ . نقِّ صحن الأرزِّ ، لا تغفُ ، لا تتذَمَّرْ ، فمثلُكَ أولَى بأن يتَّكئْ بعد بِضْعٍ وستِّيْنَ ، أن يمتلئْ بدُعاءٍ مُجاب ... صِرتَ ما ينبَغِي ، ووُجدتَ " كما ينبغي للقصيدةِ " ، هل سأقوِّسُ ماءَكَ كي أستطيعَ رثاءَكَ ؟ والبُرجُ في الحُوتِ ، يا صاحبَ الحُوتِ ، سمِّ على اسم القصيدةِ ، واستلقِ ، مُدَّ اللحافَ الطّويل الطويلَ الطويلَ الطّويلَ الطّويل ....
#أمجد_المحسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دخول التفاحة الفاتحة المدينة
-
المُتحجِّرات في الصِّفر حافظ المنزلة
-
قصيدة طلحة
المزيد.....
-
-ضفاف الدّجلتين- تخصّص نافذة الكترونيّة تعريفيّة شاملة ب سنا
...
-
شاهد كيف سخر برنامج كوميدي أمريكي من المشادة بين ترامب وزيلي
...
-
ترامب يوقع أمرا تنفيذيا باعتماد الإنجليزية اللغة الرسمية للو
...
-
صدور العدد الثاني من -مجلة توقد-الفكرية الثقافية
-
الأولى بتاريخ أمريكا.. ترامب يوقع قرارا تنفيذيا محددا اللغة
...
-
مصر.. تطورات جديدة في قضية المخدرات لمطرب المهرجانات مجدي شط
...
-
الموت يفجع الفنان المصري الشهير باسم سمرة
-
الشاعر ميثم راضي يُتوَّج بالجائزة الأولى في مسابقة المعلّقة
...
-
زاخاروفا: زيلينسكي هو الفنان الوحيد الذي كنت سألغيه من قائمة
...
-
قائد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي ينشر تغريدة على صفحته
...
المزيد.....
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
المزيد.....
|