أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلف علي الخلف - كلام مقاهي (6 ) : شعراء الحداثة والحب















المزيد.....

كلام مقاهي (6 ) : شعراء الحداثة والحب


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 936 - 2004 / 8 / 25 - 12:19
المحور: الادب والفن
    


في منتصف الثمانينات وما قبلها كان ملتقى جامعة حلب ذو حضور نشط في الساحة الثقافية السورية وقد كان الشعراء الشباب الذين لازالو بعد عقدين يحملون هذه الصفة يحتلون منبره وكان لديهم مصطلح دارجا حول بعض القصائد وهو قصائد تطبيقية ويقصدون من هذا انها مخصصة(لتطبيق) الصبايا من الجمهور او ممن تعرفوا عليهن للتو فيمسك الشاعر الشاب المايك متجهما ومدعي جدية اكثر ممايبررها موضوع القصيدة او عنوانها قائلا : مساؤكم وردة
حب يتوخى الحديقة (عنوان القصيدة) الى سين / واذكر انه اكثر الحروف تداولا في ذلك الحين
الحديقة تلوذ بك
الحديقة تفرش عشبها ليلامس قدميك
غير انك لم تكوني حافية
...............
ويصعد الاخر ويبتكر مساء مختلفا عمن سبقه فيقول: مساؤكم قلق
حب على رصيف هامشي
الى سوسن نجمة غائبة

الارصفة
تتذرع بك
كي امشي عليها
.............

وهكذا يكشف بمكر السين الواردة في قصيدة الاول اذ غالبا ان الصبايا اللواتي يختلطن بمحفل الشعراء قليلات فيترك هذا مجالا واسعا للمنافسة على الفوز بقلوبهن من قبل الشعراء الشاب الا ان اطرف الاهداءات كانت ذات ملتقى على عادتهم من الاكثار من هذه الذات دون مبرر كان يقولو ذات حب ذات قصيدة ذات فرح الخ اذ اعتلى المنبر احد الشباب واهدى قصيدته الى سين وتلاه احد الشباب وكان اهداءه الى سين ايضا
وغالبا لا يخلصون في اهداءات قصائدهم فنرى القصيدة ذات ملتقى مهداة الى سين وذات امسية تكون القصيدة نفسها مهداة الى عين وذات نشر في جريدة نجدها الى واو دون مقدمات او نرى القصيدة عارية من الاهداء بعد ان يكون قد قطع علاقته مع الصبية التي اهداها لها اول مرة او اخر مرة
وعلاقة شعراء الحداثة نع الصبايا لا تستمر طويلا اذ انهم وبسبب التقائهم جميعا في الاماسي والندوات وفي مقاهي الجامعه تكون العلاقات مفتوحه ومكشوفة امام الجميع ويبدأون جاهدين بالنميمة والحفر لكل من له علاقة بصبية الى ان يتركها او تتركه وتبدأ علاقة جديدة داخل النسق كما يقول نقاد الحداثة
المهم ان شعراء الحداثة الشباب ادخلو تشبيهات جديدة في وصف الحبيبة والتغزل بها اذ هجرو الغزل التقليدي الذي يشبه وجه الحبيبة بالقمر او وشعرها بسواد الليل وعيونها بزرقة البحر اذا كانت عيناها زرقاء وتجاوزوا حتى تشبيه السياب لعينيها بغابة النخيل فتجد شعرهم حافل بتشبيهات استثنائية مثل

عيناك فصل من رواية عيون اليسا
او
وجهك يا حبيبتي يتكلم الابجدية الاولى كقلم رصاص

ولا ادري ان كانت الابجدية الاولى قد كتبت بالرصاص لكن يحق للشاعر كل شيء وقد استعاضوا عن الورد الجوري بورود اخرى اذ تسمع شاعر يقول:

في عيد الحب اهديتها وردة بلاستيكية
واهدتني معراجا للصعود الى عرش عينيها

ولا يحتج احد ان لا يوجد شركة قد صنعت المعراج فهذا شعر اولا وثانيا كل الاختراعات كانت حلم شعراء ولا ادري ان كان عرش عيني الحبيبة يحتاج الى معراج للصعود اليه فكما يعلم المحبون دون الشعر ان الصعود الى عرش عيني الحبيبة يحتاج الى كلمتين حلوين يضحك فيهم على دقن الحبيبة فتجلسه ليس على عرش عينيها وحسب بل تتوجه الها (تجاوز شعري هنا طبعا والعادة يقلن ملكا المحبات دون شعر) الا ان من اطرف قصائد الحب التي اهديت الى سين /طبعا / هي

لك ممحاة بحجم الذهول
ممحاة بيضاء وخرساء
تواسدك الحب
ولا ادري لما ممحاة حصرا ولا ماذا تنتفع منها الحبيبة او ما مدى العلاقة بين سين / الحبيبة والممحاة وكتخمين طبعا اظن انها لتظل تمحي اخطاؤه التي يرتكبها بحقها
وقد اجاد شاعر شاب في ابتكار صورة لم يبتكرها غيره اذ قال
عندما تمشي بتؤدة
بكعبها العالي
يرتج قلبيَّ
فكما ترون لاول مرة يرد تصوير او تشبيه او مجاز او استعارة تقول ان للانسان قلبين لا قلب واحد وهذا ما لم تأت به لا الاوائل ولا الاواخر غير ان من اهم سمات شعر الحداثة في الحب / لدى الشباب غالبا / هو انزلاقه الى الايروتيكا(هم يسمونها هكذا ) متخلين عن الغزل العذري الذي لا ينحدر الى ما تحت العنق فقد وصف بعضهم ممارسته للحب بلغة تقريرية واحيانا منفرة , وقد وجد قليل من هذه القصائد طريقها اانشر الكتابي بسبب الرقابات العربية والا لقراتم منها كثيرا وقد ظلت هذه القائد حبيسة قاعات اماسي شعرية وملتقيات وادراج الشعراء او حبيباتهم اذ ان حبيبات الشعراء غالبا ما يعتبرن كل ما يتفوه به حبيبها هو درة الدرر وتحفة العبر واذا ابدى احد ما رايه بشعر محبوبها على غير ما يرغب تكون اول من تهاجم وتنفعل لان الشاعر سيدعي ان هذا مجرد راي ولا يظيره ان يسمع اراء متعددة في / تجربته !/ طبعا جميعهم لهم تجارب في الشعر كما الحب لكن بمجرد خروج صاحب الراي او خروج الشاعر مع حبيبته يبوح ما بداخله حول الراي السالف بانه مجرد علاك فاضي
وقد نشأت زيجات متعددة بين شعراء حداثة واحدى المعجبات بشعرهم او احدى الواتي كانو يهدونهن قصائدهم الا انها كانت من افش الزيجات منها من انتهى بطلاق ومنها من ينتظر نحبه اذ يكتشف شاعر الحداثة بعد زواجه من محبوته ان رائحتها لاتشبه صهيل خيول ولا يشبه كلامها خرير جدول بل ان رائحتها تشبه البصل مخلوط ثوما او انه يصبح كلما شم رائحتها لا يتذكر السماء بل الفجل
وتكتشف الحبيبة ايضا ان شاعرها ليس هو صاحب الجواد الازرق (لم يعد يقلن ابيض بسبب عدوى انتقلت اليهن من احبائهن من الشعراؤ/ ولا ادري لما شعر الحداثة يدخل اللون الازرق في كل شيئ دونا عن كل الالوان ) بل انه صاحب: لماذا لم تطبخي ولماذا لم تكوي قميصي ولما لم تغسلي جوربي وغالبا بسبب سوء الاوضاع الاقتصادية لشاعر الحداثة فهو لايمتلك اكثر من قميصين وجوز من الجوارب
ويكتشف شاعر الحداثة ان محبوبته ليست اللماحه الذكيه في ابداء رأيها حول الشعر وما اليها بل انها من اغبى مخلوقات الله في النقد ودراية بالشعر وتركيبة الجملة الشعرية وبنية النص واتزانه !!وتكتشف هي ان حديث حبيبها مجرد حكي يدور في الفراغ ولا يرى متطلبات المنزل والاولاد اذا كان هناك اولاد
وتصبح لا تساله ماذا كتبت من جديد يا حبيبي بل ما جلبت لنا لنطبخ الغداء وبسبب معرفتها انه لم يعد يتغزل بها فقد انكشفت عنها الرؤيا تصبح تلاحقه كلما رات ملمح انثى في نص له لانها تعرف انها لم تعد ملهمته ولا يحزنون



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام مقاهي (5) : نانسي عجرم وشعراء الحداثة
- كلام مقاهي (4) : الشعر الحديث وعلم التسويق الحديث ج 2
- كلام مقاهي (2) : شاعر الحداثة وشاعر الزمارة
- كلام مقاهي (3) : الشعر الحديث وعلم التسويق الحديث ج1
- كلام مقاهي(1) : شاعر الحداثة وشاعر الربابة
- ديمقراطية عالريق
- عراقهم ...يا منذر مصري


المزيد.....




- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلف علي الخلف - كلام مقاهي (6 ) : شعراء الحداثة والحب