أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس رمزي - الكنيسه والدوله وجهان لعمله واحده















المزيد.....


الكنيسه والدوله وجهان لعمله واحده


بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 3084 - 2010 / 8 / 4 - 08:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مما لا شك فيه أن جميع المؤسسات الدينيه الرسميه في مصر سواء كانت تلك المؤسسات اسلاميه أو مسيحيه وهنا اخص تحديدا مؤسسة الازهر والمؤسسه الكنسيه في مصر هي جزءا اصيلا وفاعلا ضمن مؤسسات ادارة الدوله وليست بمنعزلا عن القياده السياسيه والتنفيذيه فهتين المؤسستين تعملان في اطار السياسه العامه للدوله وتعملان في اطارا من المصالح العامه للدوله في اطارا سياسيا مخططا له بمنتهي الدقه .

وهنا أنا لست بصدد المؤسسه الدينيه الاسلاميه المتمثله في الازهر الشريف وقياداته ولكنني سوف اتحدث عن علاقة الكنيسه بالدوله من خلال المحاور التاليه:

المحور الاول : الدور السياسي للكنيسه

المحور الثاني : هل الدوله والكنيسه لديهما رغبه جاده في التحول المدني للدوله؟

ومن خلال هذين المحورين سوف اكشف النقاب عن الدور الخفي والمؤثر للغايه والذي تقوم به الكنيسه من خلال تعاونها التام مع الدوله من اجل تمكين الدوله من بسط سيطرتها علي الشعب القبطي من خلال الكنيسه

المحور الاول : الدور السياسي للكنيسه:

مرت الكنيسه في علاقتها مع الدوله بالكثير من المنعطفات التاريخيه وهنا لن اقوم بسردا تاريخيا في هذه العلاقه وسوف اقتصر استدلالاتي علي هذه العلاقه في عهد قداسة البابا شنوده الثالث وصداماته مع الرئيس الراحل انور السادات وعلاقته الايجابيه مع الرئيس مبارك

لم تكن علاقة قداسة البابا شنوده الثاللث مع الرئيس الراحل انور السادات علي مايرام فكانت تسودها الكثير من الصدامات الي ان انتهت بقرار السادات بتحديد اقامة قداسة اليابا بوادي النطرون في الخامس من سبتمبر 1981 واغتيال الرئيس السادات في السادس من اكتوبر من نفس العام ومن اهم هذه الصدامات كانت :

1- قرار قداسة البابا بعدم انخراط الاقباط في تنفيذ اتفاقية السلام التي ابرمها السادات مع اسرائيل عام 1979 وحرمان كل من يسافر الي المناطق المقدسه في مدينة القدس من جميع الاسرار المقدسه وساهم في افساد عمليات التطبيع التي كانت تنص عليها اتفاقية السلام الامر الذي وضع السادات في حرجا سياسيا امام اسرائيل والولايات المتحده الامريكيه التي لم تكن راضيه عن قرار قداسة البابا شنوده الثالث الامر الذي اعطي السادات ضوء اخضر بقيامه باصدار قرار في منتهي الخطوره يقضي بعزل قداسة البابا وتحديد اقامته


2- تولي الرئيس مبارك رئاسة الدوله عقب اغتيال السادات وافرج عن جمبع خصوم السادات السياسيين واعادهم الي مزاولة اعمالهم وانطتهم السياسيه كسابق عهدها وترك امر قداسة البابا شنوده الي القضاء بالرغم ان الامر لم يكن في حاجه الي اي احكام قضائيه فان قداسة البابا قد تم استبعاده بقرار من رئيس الجمهوريه وكان يمكن عودته مرة اخري بقرار جمهوريا لكن الامر تم تعليقه ولجأ قداسة البابا للثضاء الاداري وعاد الي مزاولة مهام القياده الروحيه للاقباط الارثوذوكس بموجب حكما من محكمة القضاء الاداري بعد اربع سنوات من تولي الرئيس مبارك مسئولية رئاسته للجمهوريه , خلال الاربعة سنوات كان هناك مساومات وتوازنات بين القيادة السياسيه وقداسة البابا من خلال زيارت قامت بها شخصيات سياسيه وامنيه بارزه في مقر قداسته باحد الاديرة التي حددت اقامة قداسته بها
3- عودة فداسة البابا شنوده الثالث الي مزاولة مهام الرئاسه الروحيه للكنيسه بعد غياب اربع سنوات كامله عن مقره الرسمي كبابا للاقباط الارثوذوكس وسط فرحه عارمه في جميع الكنائس القبطيه الارثوذوكسيه في جميع ربوع مصر ومنذ هذا التاريخ تحول قداسة البابا شنوده الثالث من قائدا روحيا للاقباط الارثوذوكس الي زعيما روحيا ودينيا لجميع مسيحيو مصر
4- من المؤكد ان قرارت قداسة البابا السياسيه اكسبته شعبيه جماهيريه ليس بين الاوساط المسيحيه فحسب بل بين لاقي اعجاب كل المصريين من مسلمين واقباط بل الامر تجاوز الحدود المصريه وتحول قداسة البابا كاول رجل دينا قبطيا يلقي تاييد عربي كبير نتيجة لتحديه الرئيس السادات ورفضه مساهمة الاقباط في تطبيع العلاقات مع اسرائيل والسماح لهم بزيارة الاماكن المقدسة المسيحيه هناك وقد حصل علي الكثير من الجوائز في المنتديات القوميه في البلدان العربيه وابرزها التكريم الذي حصل عليه من ارئيس الليبي معمر القذافي


5- استغلال القيادة السياسيه لتلك المحبه الجارفه لقداسة البابا بين الاوساط المسيحيه وقوة تاثيره عليها في السيطره علي الاقباط من خلال قداسته وكسب ولاؤه للقياده السياسه من خلال قيام القيادة السياسيه بتلبيه الكثير من مطالب الاقباط التي يتبناها قداسته بصفه شخصيه وعلي سبيل المثل وليس الحصر "تسليم السيده وفاء قسطنطين للكنيسه" وكذلك الامر تعطيل "نفيذ الحكم الصادر في شأن التصريح بالزواج الثاني لاحد الاقباط المطلقين بموجب احكاما قضائيه الامر الذي من شأنه تعزيز النفوذ والزعامه السياسيه والروحيه لقداسته بين الاوساط المسيحيه الامر الذي ادي الي تحول زعامته من زعامه روحيه فقط الي زعامه روحيه وسياسيه
6- قبيل زيارة الرئيس مبارك الاخيره الي الولايات المتحده ومن اجل السيطره علي انفعلات اقباط المهجر ضد ما يلاقيه الاقباط في مصر من حقوقا مهدره وممارسات طائفيه ضدهم والعديد من الضحايا الاقباط الذين قتلوا اثناء ممارستهم شعائرهم الدينيه ولكبح جماحهم والسيطره عليهم ومنعهم من القيام باي تظاهرات امام موكب الرئيس للولايات المتحده الامريكيه اوفد قداسة البابا نيافة الانبا يؤانس في مهمه سياسيه الي الولايات المتحده الغرض منها منع اقباط المهجر في الولايات المتحده من القيام باية مظاهرات مناهضه لنظام الحكم في مصر اثناء زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحده واستخداما للمحبه الكبيره التي يكنها الاقباط لقداسة البابا شنوده الثالث فقد سافرنيافة الانبا يؤنس سكرتير قداسة البابا ومعه خطابا من قداسته موجها لاقباط المهجر في الولايات المتحده واجتمع نيافته مع قيادات المنظمات القبطيه هناك وقام بتسليمهم نص رسالة قداسة البابا التي تم كتابتها في اعلانات علقت في اماكن ظاهره في جميع الكنائس القبطيه الارثوذوكسيه في الولايات المتحده الامريكيه هذا نصها :

" أبنائي الاحباء بالمهجر كهنوتا وشعبا .....
سلام لكم من الرب ونعمه وبعد :

فالرئيس مبارك رئيس مصر واكبر زعيم سياسي عربي في الشرق الاوسط قادم الي امريكا لمقابلة الرئيس اوباما في مباحثات سياسيه مهمه فواجبكم ان ترحبوا بالرئيس مبارك بكل محبه كمصريين يحبون بلادهم , وأن تعزوه في وفاة حفيده الذي كان يعزه جدا , وان ترجوا له كل التوفيق في مباحثاته السياسيه , وان كان لكم طلب عنده , قدمو ياسلوب روحي بكل لياقة وحكمه

واختتم قداسته رسالته :
"ابن الطاعه تحل عليه البركه , واتمني ان اسمع اخبارا طيبه عن هذه الزياره "

من خلال ما تقدم فان الكنيسه تقوم بدورا سياسيا كبيرا في معاونة الدوله في ضبط الشارع القبطي والسيطره عليه واغلاق جميع المنافذ امام اي حراكا سياسيا قبطيا خارج اسوار الكنيسه ليصبح قداسة البابا شنوده الثالث زعيما سياسيا واحدا للاقباط كما هو زعيما روحيا لهم

المحور الثاني : العاطفه الدينيه والدوله المدنيه :

من الطبيعي انه بتحول الدوله الي نظاما مدنيا كاملا سوف يقضي علي السيطره والزعامه السياسيه التي يمارسها رجال الدين بقبول وموافقة الدوله من اجل استخدام الكنيسه كأداه قويه في السيطره علي اي حراكا سياسيا قبطيا خارج اسوار الكنيسه كما اسلفنا في المحور السابق وسوف تقتصر زعامة الكنيسه علي النواحي الروحيه فقط وهذا الامر غير مقبولا لدي الدوله حيث انها تستخدم الكنيسه وتقوم بتقوية نفوذها حيث انه كلما كانت الكنيسه نافذه ومحكمة السيطره علي عقول شباب الاقباط استخداما لنفوذها الروحي والنفوذ الكهنوتي القوي كلما كان هذا في صالح الدوله لان اكنيسه هي اداة من ادوات الدوله في السيطره علي الشارع القبطي وتوجهه السياسي

كما ان دعم الدوله وتعزيزها لنفوذ الكنيسه والاستجابه لمطالبها دون غيرها سوف يعطي الشارع القبطي انطباعا ان الكنيسه هي الاقوي سياسيا وهي القادره علي تحقيق مطالبهم امام الدوله الامر الذي يبعدهم عن الالتفاف حول اي زعامه سياسيه قبطيه لانها لم ولن تستطيع القيام باي دورا ايجابيا يحقق لهم طموحاتهم كما هو الامر بالنسبه للكنيسه القبطيه الارثوذوكيه الامر الذي اعطي الكنيسه قوة ونفوذا علي الاقباط انفسهم واعطي قياداتها نفوذا في تقليم اظافر اي قبطي يتجرأ علي محاولة سحب الدور السياسي من تحت اقدام القياده الكنسيه

كثيرا نجد وعلي استحياء وللاستهلاك المحلي مناداة بعض القيادات الكنسيه بضرورة فصل الدين عن الدوله والتحول الي الدوله المدنيه فان جميع هذه المطالبات فقط لارضاء مجموعه من المثقفين الاقباط ولكن بطبيعة الحال لن يرضي الكنيسه التي لم ولن تتنازل عن نفوذها السياسي للعلمانيين فقد نجحت الكنيسه بمعاونة الدوله في سحب البساط من تحت اقدام العلمانيين ولم تترك لهم شيئا فقد اصبحت الكنيسه هي القياده الروحيه للاقباط وهي القياده السياسيه لهم واصبحت ايضا المتحدث الرسمي باسم الاقباط جميعا واصبح السياسيين العلمانيين الاقباط لادور لهم واصبح الكاهن كل شئ وهذا الامر مرفوضا تماما وان لم تتخلي الكنيسه عن هذا الدور سوف تفقد مصداقيتها وشعبيتها امام المجتمع القبطي علي المدي الطويل لان رجال الدين اذا اجادوا الاعيب السياسيه سوف يفقدون قدوتهم الروحيه التي هي مصدرنفوذهم وقوتهم واذا فقدوها انتهي امرهم تماما وهذا الامر ايضا غير مقبولا فنحن نربأ بأن يفقد كهنتنا قيمتهم الروحيه ولذلك فالامر متروك لهم ولابد لهم بالتضحيه بهذا الدور السياسي الذي سيفقدهم قيمه روحيه كبيره وترك الاعيب السياسه للسياسيين من الاقباط فانهم الاجدر في تولي هذا الدور وهم القادرين علي تلك المراوغات السياسيه التي لايمكن للكاهن ان يقوم بمثل هذه الادوار

وبالرغم من ذلك فلن تقبل الدوله ولا الكنيسه بان تتحول مصر الي دوله مدنيه وتنسحب الكنيسه من المعترك السياسي وترك هذا الدور لقيادات سياسيه علمانيه ويتفرغ رجال الدين للطقوس الروحانيه الدينيه وبالتالي فانه من مصلحة الدوله والكنيسه الابقاء علي الماده الثانيه من الدستور ومن مصلحتهم بقاء الشعب المصري بمسلميه واقباطه تحت سيطرة رجال الدين

اخيرا

لن اتخلي عن شعاري ولو كره الكارهون :

" العلمانيه هي الحل"
بولس رمزي



#بولس_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاتحون الجدد
- شفرة كاميليا
- ألأقباط بين مطرقة الكنيسه وسندان الدوله
- قرار المحكمه الدستوريه والزواج الثاني للاقباط
- هل الكنيسه والدوله جادتين؟
- سر الزواج المقدس
- هل أنا كافر؟؟
- الزواج المدني هو الحل
- مصر علي حافة الهاويه
- مصر في عصر مبارك - جزء 2
- مصر في عهد مبارك
- مصر دوله مدنيه وليست دينيه
- وصمة عار في جبين لبنان
- البرادعي ورفاقه
- الكنيسه القبطيه والحراك السياسي
- عفوا عزيزي البرادعي ..انت ظاهره سلبيه
- من هو المتهم الحقيقي ؟؟؟
- شريان الحياة وجدار من الفولاذ
- لعبة الست
- احداث الصعيد وشبهة التشابه


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس رمزي - الكنيسه والدوله وجهان لعمله واحده