أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طريف سردست - التكليف بالعقل، فهل يخاطب الله العقل المعرفي؟














المزيد.....

التكليف بالعقل، فهل يخاطب الله العقل المعرفي؟


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 3083 - 2010 / 8 / 3 - 12:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقال ان التكليف بالعقل، ولا تكليف لمن لاعقل له، وهي في ذاتها مقولة مثيرة للدهشة والشك والاستغراب ليس اقله لكونها مبدأ فقهي وليس مقولة قرآنية.

من جهة لايوجد كانن بدون عقل، والاختلاف فقط بدرجات العقل. من جهة ثانية تتفاوت درجات العقل حتى بين افراد فصيلة الانسان نفسها، فأين الحد الفاصل بين العقل الذي يتوجه الله له بالخطاب وبين العقل المعفى من التكليف؟

نعلم ان مجرد وجود عقل عند الانسان غير كافي لتلقي خطاب بمستوى الخطاب القرآني، فنسمع على الدوام تبريرات تدعي بأن النص القرآني كان مضطرا لاخذ بالاعتبار المستوى المعرفي للزمان الذي هبط فيه. ولهذا فمن الواضح ان السقف المعرفي للمتلقي يلعب دورا في التكليف ولايكفي إمتلاكه العقل وحده. مثلا لن يتمكن القرآن بصيغته الراهنة من كسب شخص واحد سكنة الغابات الامازونية لقبائل تعيش حياة بدائية لاملكية فيها ولاحاجة للعمل او الدخل او الملبس وليس فيها دواعي للسرقة او الكذب او الملابس او القتل وليس بينهم من يعلم ان الله سخر بعضهم فوق بعض او لماذا.

لذلك نرى ان التكليف ، بالضرورة المنطقية، لايستطيع ان يتوقف عند العقل وانما السقف المعرفي ايضا، وبالتالي فهو يخاطب ليس عقل الفرد وحده، على تنوعه، وانما عقل الجماعة ايضا، في المكان والزمان ومتطلبات التغير.

وإذا كان الامر كذلك وهو كذلك بالضرورة، فإن المهمة ان خطاب الرسالة يمتلك اداة تواصل فعالة ، تأخذ بعين الاعتبار جميع هذه العوامل والمتغيرات، لتعكس هذا التحدي من خلال ضمانها تحقيق التواصل بدون التباس مع كل السقوف المعرفية في الزمان وعبر العصور، بذلك تعبر عن الكمال الالهي من حيث انجاز التحدي بمثابة الدليل على مصدر القرآن.

بمعنى اخر ان من واجب خطاب القرآن، بدلالة الوهيته، ان يقدم منظومة تناسب الجميع وبراهين لاتدحض من زاوية نظر جميع العقول المعنية بالتكليف، بما فيه العقل المعرفي الحديث، حسب مقاييس العصر المعني.

من هنا ضرورة وجود براهين تتوافق مع مواصفات العلم الحديث الذي انتجه انسان العصر الراهن، إذ ان العقل اليوم هو العقل المؤسساتي وليس عقل الفرد. غير ان اقصى ماتمكن المؤولون من ايجاده لايتجاوز إدعاءات الاعجاز العلمي، وهي عبارة عن التقاط كلمة او كلمتين تتوافقان بشكلهم الظاهر مع اكتشاف علمي، بعد اقتطاعهم من سياقهم اللغوي والديني وفرضهم في اطر جديدة مختلفة ، حسب الحاجة الغائية، ومن بينها ابتداع تعريفات ابتكرت حديثا ولاعلاقة مضمونية لها بكلمات القرآن الاصلية.

جهود مُدعي الاعجاز العلمي بذاتها تعبير عن الوعي بالمعضلة واعترافهم بضرورة ارتقاء خطاب التكليف الى مستوى العقل المعرفي. والمأساة انه لايكفي التقاط بعض الكلمات من هنا وهناك وإعادة تركيبها بعقل انساني، بل ان صدور الرسالة عن العالم والقادر والكامل يحتم ان يكون البرهان واضح لامجال فيه لاي التباس او سوء فهم او دواعي تتدخل حكماء اللاهوت ، إذ يفترض ان العالم بالغيب كان عالما بالمتطلبات الحديثة وطريقة الخطاب المعرفي وعدم حاجة صياغته الاعجازية لاعادة الصياغة لتحقيق التواصل الحقيقي بدون التباس او مثار للمنازعات والخلاف، ولكنه لم يفعل.

هل يعني ذلك ان الحكيم والقادر قد اختار الالتباس وانعدام البرهان وسيلة للتواصل مع "العقل" المعرفي، ام انه اختار وبإصرار الابقاء على التواصل على مستوى أساليب التواصل مع الانسان الجهول عندما علمه الاسماء كلها؟ الم يصل اليه ان الانسان اصبح يطالب باحترام بالمزيد وبما يتناسب مع احترام العقل؟

ان قوة عاقلة وقادرة لاشك تعلم انه لاحاجة لاختيار مخاطبة " العقل المعرفي" ولاحاجة لدعوة اصلا، فالعقل الناضج سيصل اجلا ام عاجلا الى " المصدر"، واي دعوة ترسم الطريق ستكون عامل كبح للمعرفة وليست اضافة، خصوصا مع فقدان المعالم العقلية للخطاب. بل ان اي دعوة قبل وصول السقف المعرفي الى مستوى المنهجية في التفكير هو اختيار مخاطبة الجهل واختيار الابقاء عليه، يبرهن على ذلك الخطاب الوحيد الجانب مع العقل الفردي والبدوي وحده، وخلوا الخطاب من توجهات للعقل المنهجي.
بذلك يكون خطاب القرآن لايختلف بشئ عن اي خطاب إنشائي من خطب بقية الاديان ، لايقدم اي دليل وفاقد للبرهان.

فما هي دواعي الادعاء ان التكليف بالعقل، وعن اي عقل يتكلمون؟



#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة ان لا إله الا الله، هل هي شهادة زور؟
- من اجل اجتثاث الاحزاب الطائفية
- حواء من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاديان 3
- حواء من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاديان الابراهي ...
- كردستان موقع نشوء الزراعة الاولى 2
- كردستان موقع نشوء الزراعة الاولى
- اسباب نشوء الالهة في الحضارة السومرية
- ماهو المقدس في القرآن؟
- التحالف بين السحرة والشيطان
- العقل البشري يسعى للايمان
- لماذا نسعى للايمان بالخرافات والاديان، من وجهة نظر بيلوجيا ا ...
- العلاقة بين فقدان الابداع وفقدان الحرية
- نظرية المصمم الذكي
- رجال الدين، علماء ام كهنة؟
- هل الديكتاتورية الاسلامية بديل عن انظمة الاستبداد الراهن؟
- وهم الدولة الدينية
- ازمة اليسار، ازمتنا نحن
- العولمة: هل ستقتنص الفرص المتاحة؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طريف سردست - التكليف بالعقل، فهل يخاطب الله العقل المعرفي؟