أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علوان - لا تقتربوا من الروح المعنوية في سوريا














المزيد.....

لا تقتربوا من الروح المعنوية في سوريا


عارف علوان

الحوار المتمدن-العدد: 3083 - 2010 / 8 / 3 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هشة، ورقيقة مثل قبة من زجاج، تنكسر لأصغر حجر وتنهار فوق الرؤوس، تلك هي الروح المعنوية السورية.
صورة ورقية لا يقترب منها أحد، ولا يمسها مخلوق، وعلى الجميع أن يتعبد لها من بعيد، والمحامي مهند الحسني، رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان نفخ عليها فاهتز النظام كله، وصدر بحقه ثلاث سنوات سجن!
إنها مهزلة، هذه الروح المعنوية في سوريا، لشدة ضعفها يوضع المواطنون في السجون كلما تنفسوا قريباً منها!
لم تشفع للحسني، البالغ 44 عاما، فوزه بجائزة مارتن أنالز التي تحمل اسم أول رئيس لمنظمة العفو الدولية، ولا لكونه رئيسا لمنظمة حقوق الإنسان السورية، ولا لأنه مواطن سوري، الشيء المهم، بالنسبة للنظام، أنه تجرأ على الطلب بإلغاء قوانين الطوارئ التي اعتمدها حزب البعث منذ 1963 حين استولى على السلطة، وبقيت مسلطة على رؤوس المواطنين ما يقارب النصف قرن، تدفع إلى الاعتقال والسجون كل من يتفوه ضدها، فهل توجد في سوريا روح معنوية فعلاً لكي يُدافع عنها؟
يسميها القضاة الروح المعنوية، وآخرون الروح الوطنية، وبعضهم يطلق عليها نفسية الأمّة، والنظام في سوريا يبتز المواطنين باسمها، ويفرض عليهم الصمت لكي لا يشيروا إلى المحتالين واللصوص وجامعي الثروات والدكتاتوريين، وجوهر الموضوع هو في تلك القوانين التي تضع النظام وأتباعه في جانب، والمواطن في جانب آخر، والحصيلة النهائية لا تختلف عن الطريقة التي حكم بها صدام حسين، سوى أن الأمة مسالمة في سوريا تتكلم فقط، وعنيفة في العراق، بَيدَ أن المصير واحد، تضيق دائرة الملتفين والمنافقين حول السلطة إلى أن تغدو وحيدة، يسهل القضاء عليها، حين يصرخ الناس في صوت واحد، كفى استهزاءً بنا، وليأت من يأتي!
وقوانين الطوارئ التي تصون نفسية الأمة منوطة بأرض محتلة منذ أربعين عاماً، الجولان، الذي يقول الناس، للتنكيت، إنه مؤجر لإسرائيل، بينما يدعى النظام أنه قرر استرجاعه، وخلال هذه المدة الطويلة يلعب النظام لعبة خبيثة، يتاجر أفراده ويغتنون ويجمعون المال، وفي ذات الوقت يحافظون على الجولان محتلة، بينما الروح المعنوية مرتفعة، في الأعالي، لا يقترب منها أحد، وكلما طالت فترة الاحتلال، زاد مستوى الروح المعنوية المطلوبة، وهي ترتفع في تناسب طردي مطرد، إلى أن يثمر برتقال الجولان بلحاً!
الاتحاد الأوربي فهم اللعبة، قال على لسان كاترين اشتون مسؤولة العلاقات الخارجية "إن التهمة التي حوكم بموجبها مهند الحسني تنطوي على انتهاك لحقوقه وحرياته الأساسية، بينما يدعي الدستور في سوريا التزامه وحرصه عليها"!
الدساتير في دول الشرق الأوسط تُكتب لتقرأ في وسائل الإعلام، لا لتنفذ، ولا بأس أن تنص على كل أنواع الحقوق المتقدمة والتنويرية، ولا تُستثنى سوريا من ذلك، وحين يشير المواطن إلى واحد من حقوقه يعاقب مرتين، الأولى لأنه اتهم مالك الدستور، أي الدولة، بخرقه، والثانية أنه قرر لوحده متى تنتهي مدة قوانين الطوارئ!
البعد الثالث، والمثير للحزن في حكاية الطوارئ، إن هيثم المالح، الحائز على جائزة "خوزن" لحقوق الإنسان الهولندية، الذي وضع في السجن مع مهند الحسني بتهمة إضعاف الروح المعنوية، قد بلغ الـ 78، وهو العمر الذي يبلغ فيه الإنسان النضج، وجمال الكلمة، وهدوء المشورة، وحكمة العقل، ويعفي نفسه عن رمي الأحجار على قبة الزجاج الرقيق التي تقوم عائلة الأسد بحمايتها من انتقاد الخصوم!
للمزيد راجع: http://www.arif-alwan.blogspot.com//



#عارف_علوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يبقى بلير مبعوثاً للجنة الرباعية بعد أن لطخت الشبهات ا ...
- دبي والفايننشال تايمز: بوابة إعادة التصدير لإيران
- الحلّ الذي ينهي مشكلة حماس
- حزب الله وتصريحات البطريرك صفير
- تخيلوا أن تسلم طهران إلى حزب الله أو حماس صاروخاً نووياً!
- تركيا تكشف عن وجهها الأصولي
- ارفعوا الحصار، وسنرى من الخاسر!
- اوباما يعترف بأنه أحرق أصابعه في الشرق الأوسط
- السعوديات بحاجة إلى ثورة على هيئة الأمر بالمعروف
- المسمار الأخير في نعش الإله!
- الظواهري، ورائحة الدم
- تعاريف عن التراث والتقاليد
- بقي 3600 مسيحي في غزة
- منظمة العفو الدولية وبيانها المخجل عن النقاب
- الكذب ملح رؤساء الحكومات البريطانية الحاليين
- ما يشبه السيرة
- الخلاف بين أوباما ونتينياهو حول مصير إسرائيل
- الرماد الذي غطى أوربا، وعلاقة الآلهة بالبراكين
- عثرة براون الجسيمة
- وفاء سلطان، والوهابية على الجانب الآخر


المزيد.....




- النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا ...
- روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
- واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات ...
- هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين ...
- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال ...
- إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و ...
- القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد ...
- باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول ...
- موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن ...
- تبديد أسطورة فائدة أحد مكونات النبيذ


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علوان - لا تقتربوا من الروح المعنوية في سوريا