|
هل سيتم إحتلال الكويت مرة أخرى ؟
ضياء السورملي
الحوار المتمدن-العدد: 3082 - 2010 / 8 / 2 - 17:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمر اليوم الذكرى العشرون لإحتلال وغزو دولة الكويت من قبل دولة العراق الجارة العربية المسلمة . لم يستغرق إحتلال الكويت وغزوها من قبل جيش القادسية العرمرم ، جيش القائد العربي المسلم المؤمن ! صدام حسين سوى ثمانية وأربعين ساعة ، يومان فقط ! وسقطت الكويت تحت رحمة الجنود العراقيين ، لقد هجم الجيش المدرب على القتل والنهب والسلب جيش القادسية والقعقاع هجم بكل ما يملك من قوة تدميرية على دولة جارة صديقة مسلمة لم تحسب الحسابات الجيدة في دفاعاتها العسكرية والتعبوية ، كانت قيادات الكويت نائمة في أحلامها الوردية ، او كانت تلهو بخصاويها مثلما يقول المثل الكويتي .
كانت الكويت تعتقد أن مسالة إحتلالها وغزوها من قبل قادة العروبة أمر مستحيل . إستمر الغزو والاحتلال العراقي للكويت سبعة اشهر ، بدأ الهجوم المرعب والمنظم يوم الثاني من اغسطس آب 1990 وسيطرت قوات الجيش العراقي واعلنت سيطرتها الكاملة بعد يومين من بدء الهجوم واعلن العراق أن الكويت هي المحافظة التاسعة عشر وتم اضافتها لمحافظات العراق الثمانية عشر . افرغ العراقيون كل ما موجود في الكويت من سيارات واموال وثروات ونقلوها الى العراق بشكل منظم ، فعلوا بالكويت مثلما تفعل موجات الجراد بالزرع .
لقد تحررت الكويت بتاريخ 4 فبراير /شباط 1991 بعد ان تدخلت القوات الاميركية والدول المتحالفة معها وأجبرت قوات الجيش العراقي الذي لا يقهر للانسحاب من الكويت وهربت قطعات الجيش العراقي العظيم بقيادته العظيمة الفذة ! وتم ملاحقة فلول وقطعات وقطعان الجيش العراقي في طريق الموت بين البصرة وصفوان والكويت حيث سقط الالاف من أفراد الجيش العراقي المنهزم قتلى ونهشت جثثهم الكلاب السائبة بعد أن تركوا في أرض المعركة .
بدأت الحرب بسبب الخلافات حول أبار النفط واسعار النفط ونفقات الحرب العراقية الايرانية التي ساهمت الكويت بمساندة حكومة البعث بقيادة رئيسها صدام حسين ، وكانت العلاقات بين الكويت والعراق جيدة جدا وكانت أشعار وغزل سعاد الصباح بالقائد الضرورة تدل على النوايا الحسنة بين الدولتين الجارتين الى أن حصل ما حصل ودمُرت الكويت وهجم الجيش العراقي وغير كل معالم الحضارة والمدنية وهدم صرح الكويت على رؤوس الكويتيين ودفعت الكويت ثمن مساندتها ودعمها لمجرم موتور هو صدام حسين .
ان الكويت لا زالت تحصد التعويضات عن الاضرار التي لحقت بها من العراق ، ولا زال العراقيون يعانون من شظف العيش ولا زالت الكويت تجازف بالتجاوز على إحتلال آبار نفطية اخرى غير التي تسببت في حرب احتلالها وغزوها .
السؤال المطروح هل اخذت الكويت الدرس التاريخي مأخذ الجد ، وهل تعلمت من أن إحتلالها لن يدوم اكثر من يومين ولن يكون احتلالها مرة اخرى بأصعب من الاحتلال الأول والسبب بسيط هو أن الإحتلال الأول كانت فيه العراق ظالما والمظلوم فيها كانت دولة الكويت ، اما الاحتلال الثاني الذي سيحصل للكويت فسيكون عكس ذلك لان الكويت هي الدولة الظالمة في هذه المرة وان العراق هي الدولة المظلومة .
هل تعلم الكويت إنها تلعب بالنار مع العراق وإذا أرادت أن تحافظ على حدودها وأن تحافظ على أراضيها عليها عدم التجاوز على أراضي العراق ، وأن تتعامل بانصاف مع العراقيين وحدودهم وبترولهم وابارهم وكرامتهم .
العراقيون المخلصون يحذرون الكويت من احتمالية احتلالها مرة ثانية بشكل ابشع من الاحتلال الاول والسبب هو أن حزب البعث بدأ يحط أرجله في السلطة وعندهم حاليا تسعون مقعدا برلمانيا يقودهم البعثي المخضرم السابق الدكتور أياد علاوي وفي قائمته بعثيون يحنون الى إحتلال الكويت مرة ثانية من أمثال المطلق والمعسر والاعور وطارق الهاشمي والنجيفي والجبوري والدليمي والفلوجي وغيرهم من بقايا البعث العبثي ، إن مجرد اللعب على وتر إحتلال الكويت سيرعب الكويتين وسيجعل نومهم فيه أرق كبير .
يوم أمس طالب مجلس محافظة البصرة بالاراضي العراقية التي استولت عليها الكويت ، اذا كانت الكويت قد عانت من فترة إحتلالها فكيف تحتل اراضي الأخرين؟ هذا هو السؤال الذي يجب ان يفكر به الكويتيون بصورة جدية وان يحسبوا حسابات بعيدة المدى والتصور .
ان الكويت وحكومتها وبرلمانها ووزير داخليتها يتعاملون مع العراقيين على انهم حشرات ضارة ، وهذا ما سيجعلهم يدفعون الثمن غاليا ان آجلا او عاجلا ، وإذا كانت أميركا في فترة من الفترات ساندت الكويت ومعها السعودية ، فما بال الكويت لو هجمت عليها إيران وقصفتها بكل ما تملك من ترسانة عسكرية ، هل تعتقد الكويت وحكومتها أن العراقيين سيقفون معها مساندين ام سيؤيدون ايران . الجواب الأكيد هو أن العراقيين سيكونون مع ايران بسبب سياسة الكويت الرعناء في هذه الأيام تجاه العراقيين حتى مع الذين ساندوها ووقفوا معها يوم محنتها ويوم غزوها .
الدلائل كلها تشير الى ان الكويت لا تتعامل بحكمة مع ملف العراق ، وان قواعدها العسكرية المفتوحة للاعتداءات على العراق غير خافية على أحد ، ان آثار القصف الجوي العراقي على السالمية ومعسكرها لا زالت واضحة لكل من يزور هذه القاعدة العسكرية فهل ستاخذ الكويت العبرة من هذا القصف الجوي ، ان هذه القاعدة العسكية تحت تصرف القوات الاجنبية الرابضة على أرض الكويت. يجب ان تفهم الكويت وحكامها ان التعامل بحكمة مع العراقيين وعدم اذلالهم هو السبيل الوحيد للحفاظ على أراضيها من الغزو ثانية وبعكس ذلك فان إحتلالها من قبل العراقيين سوف لن يستغرق اكثر من ست ساعات بدلا من يومين .وان قاعدة السالمية ستزول مع من فيها بعد ساعات من احتلال الكويت مرة ثانية .
وإذا كان هروب الأمير وبطانته بصورة سريعة ومذهلة في الاحتلال الأول فان حتمية هروب العائلة الحاكمة الحالية ستكون مستحيلة لان العراقيين عندهم فنون الغزو والنهب والسلب وهذه موثقة لهم تاريخيا ، ربما هي مسالة مضحكة ولكن شر الاحتلال هو المضحك مثلما فعل جيش صدام حسين قبل عشرين عاما عندما احتل الكويت بغفلة من حكامها .
لا تتعجبوا أيها الكويتيون إن ظهر لكم صدام جديد من سلالة حارث الضاري او من سلالة صالح المطلق او من سلالة الشركسي طارق المشهداني او ان يكون من المتشددين الشيعة ، سيحتل الكويت بحجة نشر المذهب الشيعي او لرد الاعتبار للحكم البعثي او لتحرير القدس الذي يجب ان يمر من الكويت .
عندها لا تحتاج سلطات المطار في الكويت لمنع العراقيين من الدخول او المرور بالكويت ، لان المطارات ستكون تحت مسؤولية العراقيين وسيتم السماح للشيعة او من كان اسمه يحمل كنية الحسن والحسين وعلي وكاظم والعباس وعبد الامير وجعفر وعبد السادة يسمح لهم الدخول من دون اعتراض السلطات الوهابية الكويتية المسيطرة على سلطات المطارات في الكويت .
ربما يعتبر الكثير من الكويتين كلامي غير موزون او غير منضبط ولكن ما نسمعه من العراقيين في العراق هو اكثر شدة من ذلك وهم يحملون في صدروهم هما كبيرا وينتظرون اليوم المشهود لاحتلال الكويت مرة ثانية واعادة الفرع للاصل او اعادة الاصل للفرع نفس الشئ وعودة المحافظة التاسعة عشر من جديد الى العراق او عودة بقية المحافظات المحافظات الثمانية عشر الى الكاظمة الكويتية .
#ضياء_السورملي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 10 – 10
-
توني بلير وملف الحرب على العراق
-
معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 9 – 10
-
معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 8 – 10
-
معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 7-10
-
معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 6 - 10
-
معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 5 - 10
-
معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 4 - 10
-
معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 3-10
-
التعذيب المنهجي والوحشي
-
معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر 2-10
-
معوقات اللاجئين العراقيين في المهجر ( 1 – 10 )
-
لعنة الكورد الفيليين
-
غزة والعراق – قتل وتدمير
-
أصحاب السيادة
-
لوحة فنية وجدار البيت الفيلي
-
من حلبجة الى دارفور في السودان
-
كاكه حمه ويس و المچارية
-
جند السماء
-
الخَر ََف ْ السياسي
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|