رزاق عبود
الحوار المتمدن-العدد: 935 - 2004 / 8 / 24 - 09:27
المحور:
الادب والفن
اغنيه للوطن والناس
للوطن،
والناس،
وعيون الزغار
اكتب اسمي وياكم..
بأخر مطار
مره شالتنه سفينه
مره دك بينه القطار
وما وصل هذا العمر..
اخر سنينه
ودعينه احبابنه،
بسكته ومشينه
خفنه منك ياوطن،
منه وعلينه
وسافرينه.. سافرينه.. سافرينه
واليسافر يا وطن لا بد يعود..
يعود..
لو بياس ، و سدر
فوك الخدود
روح لترابك وطنه،
شايلينه
هذه القصيده، الرائعه، هذه المناجاة الحزينه، هذه النبوءه العجيبه. نشرت في جريدة المجرشه في اذار 1993 بتوقيع مرتضى مناوي. ومهداة (الى الصديق الشاعر كامل الركابي، سنلتقي...). صاحب هذه الشجو الرائع هو صديقي الراحل مرتضى غالي. الذي كتبت عنه قبل فتره. مات غريبا في المانيا بسكته قلبيه مفاجئه رغم شبابه. اختطفته يد المنون من زوجته، وبناته، وابنائه، واحبته، واخوته، واصدقائه، ومعجبيه الكثيرين . كان مرتضى الذي طرد من ألأمارات بطلب من السفاره العراقيه التي كانت الحكومه الثانيه في الثمانينات في كل دول الخليج. رحل دون ان يعود، كما كان يحلم. لم يطرز جبينه الياس، والسدر . فلا ياس ولا سدر، واخشى ان اقول، ولا ناس في ارض الغربه الرهيبه. هل لهذا العندليب ان يعود بصوت مطرب عراقي. يعيدنا جميعا الى الوطن. يعيد مرتضى المرهف الى العراق، والبصره، والمناوي محلته الشعبيه، الى شارع الكورنيش ألأثير عنده. ليطوف بكلماته، وغنائه فوق سقوف المحله، واشجار الكورنيش الباسقه، ويسبح مع تيار نهر الخوره الذي طالما عام وغنى عند ضفافه.
اصرخ مع الحسين الا من معين يساعد هذا المحارب على النهوض من قبره؟ يسمعنا شعره، ان كنا قد فقدنا صوته الرخيم الى ألأبد، رغم تسجيلاته الكثيره، وكلها تبكي العراق، وتفيض حنينا وشوقا ولهفه الى العوده.
مرتضا غالي هو اخ الفنان المبدع، والملحن الجميل، طالب غالي فهلا يساعدنا، هو أو غيره، في انهاض مرتضى من لحده بتلحين قصائده. يعيده لنا. يتجلاه كما تجلى صوت السياب في صوت فؤاد سالم، وغريب على الخليج، مكرمة للوطن، والحب والفن، والشعر، والموسيقى، والغناء. فلقد كان مرتضى(مناوي) غالى هو كل ذلك.
وعذرآ عن ألأحراج
رزاق عبود
صديق مرتضى، وتلميذ طالب، ورفيق دربهما
#رزاق_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟