أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نضال نعيسة - مازوشية النقاب: كيف ستتزوج المنقبة؟














المزيد.....

مازوشية النقاب: كيف ستتزوج المنقبة؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3081 - 2010 / 8 / 1 - 11:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فيما يتجه العالم نحو مزيد من الشفافية والانكشاف تتجه مجتمعاتنا وكل الحمد والشكر لله، وكله بعد المحاولات المباركة والحثيثة لبعث الرسالة الخالدة، إياها، إلى التبرقع، والنقاب، والحجب، ولالظلام والانزواء، فهل عرفتم الغاية الحضارية للرسالة الخالدة، ها هي أمامك، أمة منقبة سوداء مغلقة تتحرك كالأشباح ولا تقبل أن ترى الأنوار.

وثمة أسئلة كثيرة تدخلك في متاهات لا قرار لها وأنت تنظر في ظواهر البدونة التي تكتسح مجتمعاتنا التي تعلن بشكل أو بآخر، وبأحد أوجه هذه البدونة، الرفض المطلق لحداثة والعصرنة والتطوير، وهذا تعبير محض عن غريزة التوحش والبدائية التي تكمن في النفس البدوية، ومن تلك الأسئلة المؤرقة هي كيف ستتزوج المنقبة التي لا تكشف عن وجهها ولا يعرف أحد هويتها، وهل هي جميلة أم دميمة، أم يجب أن يصبح الزواج في مجتماعت النقاب عبارة عن ضربة حظ وورقة يانصيب، يا "صابت يا خابت"؟ هل هذا ما يرسم لمؤسسة الزواج والحب، أقدس مؤسسة مجتمعية توصل لها بنو الإنسانظ لا بل كيف يمكن للعاشق أن يقول الشعر في عيني حبيبته ووجهها المضيء كالقمر في ليالي الصيف، ووجنتيها، وحاجبيها، وجبهتها التي تشمخ في الاعالي....إلخ؟ هل هذا من الإنسانية والجمال في شيء؟

المنقبة شبح غامض يتحرك لا تضاريس ولا حدود ولا أبعاد له. كائن ومخلوق غامض بثير الخوف والتوجس والريبة، ولا تعرف من أين ستقاربه؟ لكن أهم من كل هذا كيف ستتعاطى هذه المنقبة مع أهم جانب في حياتها كأنثى وهو مؤسسة الحب والزواج؟ ألا يشكل النقاب ها هنا عامل زجر ونهي للذكر من الاقتراب منقبة في ضوء واقعها "التضاريسي" هذا ؟

سمعت وقرأت كثيراً عن حالات فشل لزيجات من منقبات وغير سافرات، في المجتمعات التي صدرت لنا هذا الزي الصحراوي الغريب، بحيث كانت العملية عبارة عن ضربة حظ تماماً، إذ لا يتمكن الزوج أو الخاطب من رؤية خطيبته، وعليه أن يأخذها هكذا "دوكما"، وعلى علاتها، فإما أن يكون صاحب حظ ويحظى بامرأة جميلة ومناسبة وينسجم معها روحياً، وجسدياً، وعاطفياً، أو أن تطلع بضاعة "كاسدة" وهنا تحصل الكوارث اجتماعياً، ونفسياً ومادياً، وقد روى لي أحدهم كيف أن زوجته التي خطبها ولم يستطع رؤيتها أو الجلوس معها، كانت بلا أية "تضاريس" أنثوية تذكر ما سبب له حالة نفسية لم يستطع من مجامعتها أو الاقتراب منها، وحصل الطلاق، ومن يومها، وهو مصاب بحالة نفسية، ناهيك عن الخسائر المادية الباهظة التي تكلفها لقاء زواجه ذاك؟

وليس من قبيل الصدفة البتة أن تكون مجتمعات النقاب هي أكثر مجتمعات العالم في معدلات العنوسة والطلاق، وهذا واقع تشكو منه مجتمعات النقاب، بشكل ملموس وظاهر. إذ يحجم الكثير من الشبان على الإقدام على "مغامرة"، نعم مغامرة الزواج، مخافة الوقوع في المحظور. ألا تضع المنقبة نفسها هنا في موقف خطر ومحرج وتحكم على نفسها بالإعدام الاجتماعي حين تدفن فنسها في النقاب، وتضع ذلك الحاجز الوهمي الصحراوي بينها وبين مجتمعها؟ ألا يصبح النقاب هنا مازوشياً بامتياز تتلذذ فيه المنقبة بترثيث أوضاعها وتبئيس ذاتها وتلعين وجودها وتحريم حقوقها الطبيعية والإنسانية وتمويت أي حس إنساني وأنثوي نبيل فيها، وتبعيث وإحياء لذكورية فجة ورافضة في داخلها؟

نعم المنقبة إنسانية مازوشية. وهيها هنا، ومع النقاب تبدو كإنسانة مازوشية راضخة تتلذذ بعبوديتها، وتتمتع بتنخيسها، وتستأنس باضطهادها، وتسعد بقهرها واستلابها وتأليمها، وتوحيش لجنسها، وتذكير لأنوثتها في المجتمعات الذكورية وتتقبل ذلك عن رضا وطاعة وقناعة، إنه رفض لأنوثتها، وجمالها التي وهبتها إياها الطبيعة والتي من المفترض أن تتمتع بالنور والشمس والحياة. والأهم من هذا وذاك أنها تعلن من خلال نقابها أن جسدها ليس لها بل للمجتمع وللعقل الذكوري البدوي الذي يتحكم به، وهي لا قدرة لها على التصرف به أو الإمساك بقراره، وهذه مازوشية ما بعدها مازوشية. ( والمازوشية الـ MASOCHISM هي نوع من المرض أو الشذوذ يتجلى بتلذذ المرء بالألم والاضطهاد، وعكسها تماماً السادية الـ Sadism الابتهاج بالقسوة واضطهاد وتعذيب الآخرين والنكيل بهم والمنسوبة سابقاً للنبيل الفرنسي الماركيز دو ساد، ولاحقاً، وطبعاً للأنظمة العربية).

لدى الشباب اليوم، في عالم النت خيارات لا حصر لها وشتى في عالم الأنوثة، ولن يلتفت أحد لشبح أمامه أو يفكر بإقامة علاقة طبيعية وزوجية مع مجرد شبح، ولا ندري كيف ستتزوج المنقبة إن لم يعرف المجتمع والشبان جمالها ووجهها، والوجه هو مرآة النفس كما يقال، وما عليها وهذه الحال، إلا رمي النقاب جانباً، أو القبول بالعنوسة، والدفن، والوأد في الحياة، وهذا لعمري، هو نتيجة ومآل فكر القحط والتصحر واليباس، وهو قتل الحياة، وتدمير روح ووجود الإنسان.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد وزير التربية السورية المحترم
- خطر الجهاد على الأمن واالسلم الدوليين
- الله لا يشبعكم يا رب
- النقاب والعبودية والاستبداد
- وهم الاستثمار واستثمار الوهم: لا لتوطين الوهابية في سوريا
- سورية: ضربة جديدة ضد ظاهرة النقاب
- ]لماذا لا يوجد حزب علماني في سوريا؟
- هل بدأ شيوخ الأزهر ببيع صكوك الغفران؟
- دعوى قضائية عاجلة ضد جميع إجراءات الفصل الجنسية في سورية
- بانتظار هيئة الأمر بالمعروف والمنكر في سورية
- العلم السوري
- إرضاع الكبير: ومجتمع الدواويث
- ماذا لو كانت إسبانيا عربية وإسلامية؟
- حضارة لصوص الخراج
- لا للنقاب، لا لثقافة التصحر والغباء
- رئاسة الاتحاد العام للطلبة العرب: من ندرة الفعل إلى قلة الأص ...
- بلاغ عاجل إلى محكمة الجزاء الدولية- لحجب نايل وعرب سات
- كلهم يصلّون ويصومون ويقرؤون القرآن
- حق العودة للمسيحيين واليهود إلى جزيرة العرب
- إسرائيل والتطبيع الرياضي


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نضال نعيسة - مازوشية النقاب: كيف ستتزوج المنقبة؟