أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - فساد ولا عدالة توزيع الثروات














المزيد.....


فساد ولا عدالة توزيع الثروات


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3079 - 2010 / 7 / 30 - 13:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قامتْ هيئة النزاهة بالقبض على رئيس مهندسين مسؤول عن عقود المشاريع في وزارة الموارد المائية في بغداد يوم 28/7/2010 ، متلبساً بإستلام رشوة كبيرة . ذّكرني هذا الأمر بحدثٍ قبل 32 سنة ، حين كنتُ موظفاً في مستشفى العمادية ، وإلتقيتُ بأحد معارفي الذي كان قد تعيّنَ مهندساً مدنياً في احدى الدوائر في دهوك قبل أشهر ، فسألني سؤالاً محدداً : كيف يصبح المهندس غنياً بسرعة ؟ أجبته : هل انتَ غشيمٌ ام تتغاشم ؟ قال بأنه يتكلم بجدية ويريد ان يعرف كيف يبني داراً ويشتري سيارة ويتزوج في فترةٍ قصيرة ، وأورد بضعة أسماء من زملاءهِ المهندسين الذين سبقوه وأحوالهم عال العال !. قلتُ له : هنالك طريقةٌ واحدة ، هي السرقة من المال العام او الرشوة والتحايل على القوانين ، وكُلها غير مشروعة ولا فرق بينها وبين اي جريمةٍ اخرى مُخِلة بالشرف ، ولكي اغيضه ذكرتُ له عدة أمثلة عن الجرائم المخلة بالشرف ! . ويبدو انه استدل بسرعة على السبيل القويم الذي قادهُ الى الثراء والنغنغة على الرغم من تحذيري له ! .
هنالك مهندسون ليسوا مثل صاحبنا رئيس المهندسين في وزارة الموارد المائية ، الذي لجأ الى طلب الرشوة مباشرةً واستلامها في مقر عمله وغرفته التي كانتْ تحت رقابة هيئة النزاهة ، بل انهم اصبحوا خبراء في كيفية إخفاء تحايلهم وتجاوزهم على القانون ، بل إستغلال الثغرات في القانون نفسه من اجل مصالحهم الشخصية . فمثلاً هو من الذين استلموا سابقاً قطعة ارض ، لايتورع عن السعي الى الحصول على قطعة اخرى وليس في اي مكان ، بل وبحكم عمله وعلاقاته مع الدوائر الاخرى وعلمه المُسبق ان الاراضي الفلانية ستصبح في المستقبل القريب اراضي تجارية وسيصبح سعر المتر المربع الواحد اغلى من الذهب ، فانه يختار احسن قطعة فيها لنفسه ، وليس هذا فقط ، بل وبالإتفاق مع بعض بطانته من المنتفعين والطفيليين ، يُرّتب حصولهم على قطع ممتازة بأسمائهم على ان يكون شريكاً لهم في الباطن . مثل هذا السيد المهندس المحترم ، شغله الشاغل في الدواوين والمنتديات هو التهجم على الفساد والفاسدين وعلى الذين يرتشون ، وإذا تجرأَ احدٌ ما الى لفت إنتباههِ الى انه هو نفسه من المستفيدين ، يتحدى بكل قوة ويقول ان ما يملكه هو من كّدهِ وتعبه وانه فقط حالفه الحظ عندما إرتفعت اسعار القطع التي إعطتها له الحكومة اسوةً بغيرهِ ! .
ياسيدي ... مَنْ يُصّدق ان هنالك اراضٍ في دهوك ، سعر المتر المربع الواحد فيها أغلى من مثيلاتها في قلب اشهر العواصم العالمية ؟ ومَنْ يُصّدق ان في مركز دهوك قطع اراضي مساحتها 100 متر مربع فقط ، بنى عليها الفقراء والكادحين منذ عشرات السنين ما يشبه البيوت وسقوفها مازالت من طين وتحوي اربعة عشر نفراً وهم " متجاوزون " رسمياً ؟ ولم تُمَلك لهم لحد الآن ؟
الطبقة الطفيلية المتنفذة المُسيطرة على مفاتيح الاقتصاد والتجارة والعقارات .. تؤدي بسياستها وفلسفتها الى إتساع الفارق تدريجياً بين الفقراء والمعدمين والكادحين الذين يقومون بكل الجهد من جهة ، وبين هؤلاء الطفيليين أصحاب الملايين الذين لايقومون بأي شيء غير تكديس الاموال بكل طريقة ؟ ان من أبرز الدلائل على هشاشة الوضع العام في اي بلد ، هو البون الكبير بين فئات المجتمع وغياب العدالة في توزيع الثروات وما يُولد ذلك من إستياء وتذمُر .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دُعاء بمناسبة حلول شهر رمضان
- اسطورة جسر - دلال - في زاخو
- حمار بيك !
- مونولوج على الطريقة المالكية
- شؤونٌ عائلية
- خديجة خان وخج العورة !
- عجبتُ للعراقيين !
- الإعرابي والمُدير !
- سؤالٌ وجواب !
- أنتَ مُخلص ...أنتَ مطرود !
- بافرو !
- الكرد في المشهد السياسي العراقي
- مظاهرات البصرة ..بداية الإنتفاضة
- - ألا يُسبب ضرراً للغنم ؟!-
- دُمىً مطاطية لقادة العراق ، لتخفيف الغضب !
- كرة القدم في العراق !
- العدوان التركي الايراني على إقليم كردستان
- الادباء الليبيون يرفضون الجلوس مع العراقيين !
- الرئيس الألماني قال - الحقيقة - !
- لا بُدّ من التفاهم بين الكُرد و -العراقية-


المزيد.....




- أحمد الشرع يتعهد بتحقيق السلم الأهلي وإتمام وحدة الأراضي الس ...
- إطلاق سراح ثماني رهائن إسرائيليين وتايلانديين من غزة، مقابل ...
- ترامب حول إمكانية قبول مصر والأردن فلسطينيين من غزة: قدمنا ل ...
- بيسكوف: لا اتصال بين بوتين وترامب بشأن حادث تحطم الطائرة في ...
- القائد -الظل-.. من هو محمد الضيف؟ وما هي أبرز محطات حياته؟
- إقبال كبير على المنتجات الروسية.. روسيا تشارك في معرض ليبيا ...
- مبعوث ترامب: إعادة إعمار غزة قد تستغرق 10 إلى 15 عاما
- الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة أم روابة بشمال كردفان
- تقرير يكشف معلومة -غريبة- عن حادث مطار رونالد ريغان الكارثي ...
- -الشبح- الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو محمد الضيف؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - فساد ولا عدالة توزيع الثروات