|
هل النفط هو سبب حرب امريكا على العراق؟
مكارم ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3078 - 2010 / 7 / 29 - 09:07
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
هل النفط هو سبب حرب امريكا على العراق؟ لقد مرت سبع سنوات على غزو امريكا للعراق ولكني ومنذ ايام تحدثت مع احد العراقيين وقال لي هذه العبارة" لقد انفقت امريكا في العراق لحد الان اكثر من ترليون دولار وهو يعني قيمة انتاج العراق من النفط لمدة ثلاثين عام ، فهل تحتاج امريكا لان تسرق نفط العراق ؟؟" لقد كان الحل الوحيد للخلاص من الدكتاتور صدام حسين هو بتدخل قوة خارجية مثل الولايات المتحدة و غيرها لان المحاولات المحلية كانت فاشلة ولكن اذا اردنا الحديث عن شرعية هذه الحرب واهدافها الحقيقية فالحديث له تتمة.
لنرى ماذا يقول المختصون والمهتمون بهذا الموضوع.
يقول الكاتب والصحفي الانكليزي المختص بشؤون الشرق الاوسط ومراسل صحيفة الانديبينت البريطانية والشرق الاوسط السيد روبرت فيسك "يمكن القول،ان قرار صدام لتبديل عملة التعامل في بيع النفط من الدولار إلى عملة اليورو الاوربية في نوفمبر تشرين الثاني عام 2000 كان له تاثير كبير على الولايات المتحدة في التخطيط لتغيير نظام الحكم في العراق. وعندما هددت ايران أن تفعل الشيء نفسه،أضيفت ايران الى قائمة الاعداء.ان الدفاع عن الدولار بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية مثل الدفاع عن النفط. ويضيف روبرت فيسك ان احتياطي النفط في الولايات المتحدة يتناقص تدريجيا بحيث انه في عام 2025 سيكون 70 بالمئة من النفط المستورد مخصصا للاستهلاك المحلي. ولهذا ستكون الولايات المتحدة بحاجة الى السيطرة على منابع النفط العالمية ولاتحاول ان تقنعني ان الولايات المتحدة كانت ستغزو العراق لو كان العراق يصدر نبات الشمندر ولا يسيطر على 25 بالمئة من احتياطي النفط في العالم. "
(صحيفة الانفورماشون الدنماركية 4 اوكتوبر2003 )
وفي تقرير لقسم الاخبار الدنماركي الدي ار وفي ضوء توضيح وكشف اهمية النفط العراقي على الاقتصاد الامريكي نقتطف التالي "في حال سيطرة الولايات المتحدة على النفط العراقي ، فإن الولايات المتحدة ستتمكن من الوصول الى إنتاج النفط العراقي الذي له تاثير كبير على الأسعار العالمية في الاتجاه النزولي ، على سبيل المثال اذا خرج العراق من منظمة الدول المنتجة للنفط أوبك سيؤدي الى تقليل اعتماد الولايات المتحدة في استراد النفط على المملكة العربية السعودية والامارات في الخليج الفارسي –وبالتالي ستحقق الولايات المتحدة الفوز على الصعيدين السياسي والاقتصادي. الخطة هي تحويل صناعة انتاج النفط العراقي من القطاع العام الى القطاع الخاص. وهذا يعني ان الاحتمال يكون كبيرا في اعادة تشغيل شركات النفط الامريكية والبريطانية في الوطن العربي. ان منظمة ألاوبك تحاول السيطرة على الأسعار في الأسواق العالمية عن طريق فرض الإنتاج وحصص التصدير لكل دول الاعضاء ، وحتى على البلدان الرئيسية المصدرة للنفط مثل كندا وروسيا والنرويج الغير أعضاء في المنظمة ، وتسيطر الاوبك على نحو 55 في المئة من السوق العالمية للانتاج ، وتملك 78 في المئة من الاحتياطيات المعروفة. ان اعتماد الولايات المتحدة على النفط المستورد في ازدياد مستمر ، وتقلبات الأسعار العالمية للنفط له تأثير مباشر على الاقتصاد العام في الولايات المتحدة". هذا ماجاء في التقرير الدنماركي
واذا اخذنا احد الشخصيات الامريكية على سبيل المثال السيد آلان غرينسبان ، الاقتصادي و المدير العام السابق للبنك الوطني في الولايات المتحدة ، يقول ان حرب امريكا على العراق عام 2003كان سببها المصالح النفطية. ويرى السيد غرينسبان بأن صدام كان يمثل تهديدا لإمدادات النفط في منطقة الشرق الأوسط..
)SHIDA CHAYESTEH (صحيفة البوليتيكن 2007 بقلم
واذا اخذنا شخصية امريكية اخرى في ضوء حرب امريكا على العراق مثل المخرج والكاتب والمنتج الامريكي السيد مايكل مور الذي الذي كتب واخرج الفيلم الوثاقي الامريكي فهرنهايت 9/11 وانتج عام 2004 حيث ينتقد فيه المخرج مور سياسة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش و أحداث 11 سبتمبر 2001، و الحرب على الإرهاب وطريقة تغطية وسائل الإعلام الإخبارية الأمريكية لتلك المواضيع.
ويشير الى ان بوش كان رجل اعمال قبل دخوله السياسة ، وكانت أعماله تتضمن عدة شركات للنفط ومع هذا فانه ساهم في تدهور الحالة الاقتصادية في بلاده خلال فترة حكمه." الوكيبيديا" اما موقع محيط للأخبار فقد ذكر في نشرته الصادرة يوم السبت الواقع في السابع من حزيران 2008 إن لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي أقرت تقريراً مكتوباً يوجه اللوم بشكل مباشر إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش وإدارته بتهمة إساءة استخدام المعلومات الاستخباراتية لتبرير حرب العراق.و حيث أكدت قيام إدارة بوش بخداع الشعب الأمريكي حين تحدثت عن اتصالات بين نظام صدام حسين وتنظيم القاعدة، ولقد تعرضت التبريرات التي قدمتها الإدارة الأمريكية للعالم إلى انتقادات واسعة النطاق بدءاً من الشارع الأمريكي إلى الرأي العام العالمي وانتهاء بصفوف بعض المعارضين لحكم صدام حسين وكانت تبريراتهم لهذه الحرب • الهيمنة على سوق النفط العالمية ودعم الدولار الأمريكي حيث أن صدام حسين كان قد اتخذ قراراً في عام 2000 باستعمال عملة اليورو كعملة وحيدة لشراء النفط العراقي • ضمان عدم حصول أزمة وقود في الولايات المتحدة بسيطرتها بصورة غير مباشرة على ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم. • المصالح الشخصية لبعض شركات الأعمال وشركات الدفاع الكبرى في الولايات المتحدة • دعم واستمرار الشعبية التي حظي بها الحزب الجمهوري الأمريكي ابان احداث سبتمبر 2001 بغية استمرار هيمنة الحزب على صنع القرار السياسي في الولايات المتحدة. • تطبيق ما ورد في مذكرة تشيني-رامسفيلد-ولفوتز التي كتبت عام 2000 والتي تمهد لدور استراتيجي أكثر فاعلية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. • انتقام شخصي من جورج و. بوش بحق صدام حسين لضلوعهِ في محاولة اغتيال والدهِ بوش في الكويت عام 1993. • إنجاز المهمة التي لم يكملها والد جورج و. بوش في حرب الخليج الثانية. • المصدر "الويكيبيديا" اما على الساحة الدنماركية فقد تم اصدار كتاب لكل من الصحفي مارتن كوو والمؤرخ يسبر نيسن بعنوان( الطريق الى العراق) لتسليط الضوء على امكانية رجل واحد في اتخاذ قرارا يخالف فيه ارادة شعبه كله. وذلك فقط من اجل الحفاظ على سدة الحكم والمقصود هنا رئيس الوزراء الدنماركي السابق السيد انس فو راسموسن, و يحاول الكتاب كشف الدوافع التي جعلت من رئيس الوزراء الدنماركي انس فو راسموسن دخول الحرب الامريكية وغزو العراق رغم اعتراض هيئة الامم المتحدة ويتضمن الكتاب طفولة ونشاة رئيس الوزراء الدنماركي السابق انس فو راسموسن و مدى حماسه الكبير لسياسة الولايات المتحدة ويشير الكتاب انه وحتى عام 2008 يبدوا جليا يوما بعد اخر ان سبب مشاركة الدنمارك لامريكا في غزو العراق عام 2003 هي المشاعر الشخصية التي يكنها انس فو راسموسن للولايات المتحدة والصداقة المتينة مع جورج دبيليو بوش. على الرغم من معارضة غالبية الشعب الدنماركي والاحزاب المعارضة في البرلمان لهذا الغزو. " الصحيفة الالكترونية موذ كرافت بورتال 21 اوكتوبر 2008"
ولكن التصريح الاخير للدنمارك في تبرير سبب المشاركة مع امريكا في غزو العراق كان هو "ان العراق لم يمتثل لقررات هيئة الامم المتحدة وليس بسبب امتلاكه لاسلحة الدمار الشامل" " بقلم الكاتبة اوولا ييسينغ الصحيفة الالكترونية موذ كرافت بورتال"
ونجد في صحيفة ذي إندبندنت البريطانية وتحت عنوان: النفط وراء إطلاق المقرحي"إن صفقة الإفراج عن المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي بين لندن وطرابلس تقف شاهداً على أن النفط ونفوذ الشركات كان لهما القدح المعلى في توجيه دفة السياسة الخارجية لبريطانيا أكثر من الخطاب العام المناوئ للاستبداد أو الإرهاب". وتضيف الصحيفة عن غزو امريكا للعراق" "وقد برر بلير موقفه الداعم للغزو بالقول إن دافعه في ذلك نابع من معارضته لأمرين اثنين هما الإرهاب والاستبداد، مضيفاً أنه سيقف نفس الموقف إذا أعاد التاريخ نفسه اقتناعاً منه بضرورة الوقوف في وجه كل "الطغاة".رغم أن معظم المنتقدين للحرب ذكروا أن السبب الحقيقي في إشعالها هو رغبة الغرب في الوصول إلى الموارد النفطية الهائلة التي يتمتع بها العراق" كانت هذه مقتطفات من صحيفة ذي انديبينت البريطانية ومن الصحف الدنماركية وغيرها ولاتحتاج الى تعليق مني للتوضيح.
مكارم ابراهيم المصادر
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D9 %88_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9 %8A_%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82#.D8.AA.D9.82.D8.B1.D9.8A.D8.B1_.D9.84.D8.AC.D9.86.D8.A9_.D8.A 7.D9.84.D8.A7.D8.B3.D8.AA.D8.AE.D8.A8.D8.A7.D8.B1.D8.A7.D 8.AA_.D8.A8.D9.85.D8.AC.D9.84.D8.B3_.D8.A7.D9.84.D8.B4.D9 .8A.D9.88.D8.AE_.D8.A7.D9.84.D8.A3.D9.85.D8.B1.D9.8A.D9.83.D9.8A
http://www.dr.dk/nyheder/htm/baggrund/tema2003/irak%20efter%20krigen/171.htm
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B 2%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8 A%D9%83%D9%8A_%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82#.D8.AA.D8.A8.D8.B1.D9.8A.D8.B1.D8.A7.D8.AA_.D8.A7.D9.84.D8.A D.D8.B1.D8.A8_.D8.AD.D8.B3.D8.A8_.D8.A7.D9.84.D9.85.D9.86.D 8.A7.D9.87.D8.B6.D9.8A.D9.86_.D9.84.D9.84.D8.AD.D8.B1.D8.A8
http://arbejderen.dk/node/41800 2008 http://www.dr.dk/nyheder/htm/baggrund/tema2003/irak%20efter%20krigen/166.htm
Information/Verdens største skatkiste kan ikke åbnes, Robert Fisk Bagdad, 4. oktober 2003
http://www.iraqi.dk/news/index.php?option=com_content&view=article &id=13907:2010-07-26-05-21-49&catid=140:middle-east-news&Itemid=356
http://www.modkraft.dk/spip.php?article13574
مقتطف بسيط من كتاب الطريق الى العراق باللغة الدنماركية http://www.altinget.dk/artikel.aspx?id=85315
#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاغنية السياسية الى أين؟
-
أغيثونا!
-
المظاهرات بداية الثورة على الفساد
-
الانتماء الحزبي
-
كتاب ألف ليلة وليلة اصبح الان خطرا ومثيرا للجدل
-
مناقشة أقوال الاستاذ طارق حجي............
-
عندما تكتب امرأة!..................
-
المارثون في الدنمارك متى سيقام شبيهه في العراق؟
-
الشخصية العراقية بين علي الوردي ومكارم ابراهيم
-
مااسباب ازمة الرسوم الكاريكاتورية ؟
-
احترام حرية الفرد يجب ان تشمل الجميع
-
كم وصية جاء بها الاسلام ؟
-
ظهور مجلة للمثليين بالمغرب
-
الكاتب العراقي!
-
مواجهة عامة مع الكتاب المقدس التوراة
-
هل مبدا حرية التعبير هو حق فقط للدنماركيين؟
المزيد.....
-
الجيش الأمريكي يعلن استهداف -أحد كبار قيادات- تنظيم تابع لـ-
...
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تعيين دوغ بورغوم وزيرا للداخلية
-
مباحثات إيرانية قطرية حول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة ولبنان
...
-
ترامب يعلق على تقارير سحب القوات الأمريكية من سوريا
-
روبيو: ترامب مقتنع بضرورة حل الصراع في أوكرانيا بالوسائل الد
...
-
واشنطن: استمرار الصراع يدمر أوكرانيا ويفاقم خسائرها في الأرا
...
-
المغرب.. تفاصيل دقيقة حول الآليات والمواد والمساحيق التي تم
...
-
الولايات المتحدة تخطط لفرض رسوم جمركية على الصين بسبب -شحنات
...
-
روبيو: عرض ترامب شراء غرينلاند -ليس مزحة-
-
العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة المتحطمة في واشنطن وإر
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|