حميد أبو عيسى
الحوار المتمدن-العدد: 3076 - 2010 / 7 / 27 - 22:29
المحور:
الادب والفن
عزيزتي" سـعيد "!
أختي السميحة ْ
إفعلي ما شئتِ فالفعلُ المأجَّجُ كالأحاسيس ِالجريحة ْ
أليوم َخاصمني النعاس ُوادَّعى أني أسيرُ بلا درب ٍ، بلا سليقة ْ
هلْ هكذا يتضاءلُ الإنسانُ أسمالا ً ممزَّقة ً،عتيقة ْ؟!
هلْ يخلعُ البحرُالمسافرُ جلدَه حوتا ًوتُمتهنُ الحقيقة ْ؟!
ماذا جرى ، يا أختُ ، قولي
إنّي أسيرٌكالجوى والقيدُ من صفدي
وأحلامي بلا كحْل ٍ ولا هلـَّـت ْ شقيقة ْ
ألبحرُ والأيام ُ والولد ُ المعسَّى*
والليل ُ والجبل ُ المعشَّب ُ والربى :
ألكل ُّينتظرُاللقاء َفلا أتت ْهند ٌولا ارتحل َالمكان ُ
هاتي ودين َ الحق ِّ، إن َّ الحق َّ صلبي،
هاتي أو ستنخرُ الأشجانُ في عقلي وفي لبّي
يا أختُ، يا طيبَ الحقول ِ وزهرَها، يا سرَّ وجدِ الياسمين ِ
هلْ أنتِ منّي أم أنا بعضُ اليقين ِ؟
أم أننا نفر ٌ تجاوزتِ الحدود ُ بهِ فأصبحنا بلا إسم ٍ ولا مددِ السنين ِ!
كم كنتُ ظمآنا ً عشيَّة َ سبتهم فإذا الأيابُ
بلا سببٍ يبابُ
وإذا الضبابُ
بلا مطر ٍسرابُ !
روحي رهينة ُهجرها فلِم َ السهاد ُ الاغترابُ ؟!
يا ليتَ جمرَ الاشتياق ِ
ولهفتي كانا دليلَ الإنعتاق ِ
لرأيتِ كمْ سكبَ النهارُ دموعَه طربا ً لدفءِ الإعتناق ِ،
لرأيتِ كمْ جبل ٍ ترنَّح َراقصا ً، فرحا ًلزهو ِ زهوره ِفي الإعتشاق ِ
أظننتني، يا أخت ُ،حبّا ً ضائعا ً لا نبض َ فيه ولا تباريح َ العناق ِ؟
هل أنني قبسٌ تبدّدَ ضوءُهُ وتناثرتْ شرفاته ُ بقعا ً ملطَّخة َ الأصيل ِ،
هجرا ً تواصلَ بُعدُه بعد الأفول ِ؟!
لا ترشقيني فالحجارةُ معبرٌ نحو الجليل ِ
لا ترحمي ألَمي ولكن ْإذكري لمساتِ مضماري الطويل ِ!
أنا يا أُخيَّة ْمولِد ٌ: أمسي بلا أمس ِ
ومأوى حاضري رمسٌ برمس ِ
وغدي كثيرُ الوجدِ جيَّاشُ العبوس ِ!
أنا وقفة ٌبين الهجيع ِ وليلهِ فكفى نهارا ً يا تلابيبَ السحرْ
الليلُ قدَّاحٌ ونسماتٌ أخرْ
الليلُ عنوان ُ السفرْ
الليلُ ناموسُ السفرْ!
بغداد في 7 – 4 – 1993
------------------------------------------------------------------
* يقصد به إبني عيسى
#حميد_أبو_عيسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟