أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - هل هناك حاجة لتنقيح وتجديد الاديان الابراهيمية؟














المزيد.....


هل هناك حاجة لتنقيح وتجديد الاديان الابراهيمية؟


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 3074 - 2010 / 7 / 25 - 11:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لنفترض انّ الاديان السماوية هي مؤلّفات بشرية وانّ الله لم يرسل الانبياء لهداية الانسانية وانّ الاديان السابقة كالدين اليهودي هي من بنات افكار ابراهيم وموسى وانّ الاديان الابراهيمية اللاحقة كالدين المسيحي والدين الاسلامي اقتبست تعاليم الدين اليهودي واضافت تعاليم جديدة عليه كما عدلّت وحورّت بعضها بما يتناسب مع تطوّر العقل الانساني واكتشاف بعض قوانين وسنن الطبيعة وبما يتناسب مع خواص المجتمعات الّتي ظهرت فيها زمانيا ومكانيا، ففي هذه الحالة يمكن القول أنّ محمدا قد ارتكب خطأ جسيما بحق الانسانية بقوله بأنّه خاتم الانبياء والرسل وذلك لانّه اغلق باب السماء وبالتالي باب تطوّر التعاليم الدينية والتي يتوجب مواكبتها لتطور العقل الانساني.
إنّ الانبياء والرسل هم مصلحون ادّوا للانسانية خدمات جليلة وساهموا في تطوير التشريعات الّتي تنظّم العلاقات بين الناس في المجتمعات الانسانية بالرغم من انّ بعض هذه التشريعات سببت وتسبب وستسبب في نشوب الصراعات والحروب بين منتسبي الاديان المختلفة.
إن فكرة الثواب والعقاب في يوم القيامة ساهمت وتساهم وستساهم في بعض الحالات في ردع شريحة من النّاس وخاصة الجهلاء منهم من ارتكاب الجرائم والتجاوز على حقوق الآخرين، لكنّ بعض تعاليم الاديان السماوية لا تواكب تطوّر العقل الانساني وتطوّر المجتمعات الانسانية وحضارته، لذا يثار سؤال ملح وهو:
هل هناك حاجة لتنقيح وتجديد الاديان الابراهيمية بما يتلائم مع متطلبات العصر الحديث؟
الجواب ياعتقادي هو نعم، ولكن العقبة بالنسبة للمسلمين هو ادعاء محمّد بانّ الدين الاسلامي هو آخر الاديان السماوية وانّه خاتم النبوّة واعتقاد معتنقوا الاديان الابراهيمية ( اليهود والمسيحيون والمسلمون ) بانّ انبيائهم ورسلهم مرسلون حقا من قبل الله.
لحل هذه المعضلة العويصة نجد بانّ معظم المجتمعات والدول الاسلامية والمسيحية واليهودية اوجدت تشريعات جديدة سميت بالدساتير اقتبست بعض بنودها من الاديان السماوية وحذفت بعضها واضافت بنود اخرى لتواكب عقلية ومتطلبات هذا العصر.
المعضلة الّتي تواجه الانسانية في العصر الحديث هي التوفيق بين فكرتين، فلو آمنّا بانّ الاديان هو وحي من الله فيتوجب علينا ان نطبّق جميع التشريعات الواردة في الكتب السماوية بالرغم من انّ قسم من هذه التشريعات لا تتماشى مع متطلبات العصر الحديث وتبدو متناقضة مع العقل والمنطق والمكتشفات العلمية، امّا إذا آمنّا بأنّ الاديان السماوية هي مؤلفات بشرية قابلة للتطوير والتعديل فستواجهنا معضلة اخرى وهي كيفية تطويع جموع غفيرة من البشر ومنعهم من الظلم والكذب والنفاق والقتل وارتكاب بقية الموبقات من دون وجود خوف من العقاب في يوم القيامة بالرغم من أنّ الدساتير الموضوعة تشرّع عقوبات رادعة لمثل هذه التجاوزات والجرائم كالنفي والسجن والاعدام.
العالم النفسي ومكتشف التحليل النفسي لعلاج الامراض النفسية سيجموند فرويد بحث هذه المعضلة في كتابه ( المستقبل وهم ).
يقول فرويد في هذا الكتاب: لو افترضنا عدم وجود دين ارضي او سماوي في مجتمع ما، فماذا سيحدث؟
بعض الاذكياء او الاقوياء من هذا المجتمع سيتمكنون من فرض سلطانهم على الجهلاء والضعفاء وسيستغلون هؤلاء لتحقيق مآربهم واطماعهم الشخصيّة وذلك بإيجاد تشريعات وتعاليم تخدم مصالحهم.
بعد فترة سيتحّد هؤلاء المظلومين والمستغَلين وسيثورون على ظالميهم ومستغِليهم ويقتلونهم او يسجنونهم او يبعدونهم عن السلطة. بعد هذه المرحلة سينشآ صراع في هذا المجتمع ويعمّ الفوضى، فالكل يسرق ويرتشي ويقتل ويحاول تحقيق اكبر المكاسب. بعد فترة من الفوضى في هذا المجتمع سيكتشف افراده بانّ الحياة لا يمكن ان تستمر بهذه الطريقة ويتوجب عليهم وضع قوانين وتشريعات تنظّم العلاقات في هذا المجتمع الانساني، وفعلا يتم وضع دستور ينظّم المجتمع ويحتوي على قوانين رادعة بحق المخالفين وهاتكي حريات وحقوق الاخرين.
بعد هذه العجالة يمكن اثارة الاسئلة التالية:
- إذا كان العقل الانساني وحاجاته في تطوّر مستمر عبر العصور وانّ هناك حاجة لتشريعات مستجدّة تواكب هذا التطوّر، هل اخطأ محمّد بغلق باب السماء؟
- هل أنّ المنظّمات الجديدة كالماسونية والرائيلية تستغل نقاط الضعف في الاديان السماوية وعدم تمكّن هذه الاديان من مواكبة تطوّر العقل الانساني والمجتمعات الانسانية لنشر افكارها بهدف الوصول الى السلطة والتحكّم بمصائر الشعوب؟
- اليس من الافضل اعتماد دستور يشارك في وضعه عقلاء القوم المنتخبين من قبل الاكثرية لتنظيم العلاقات في المجتمع بدلا من اعتماد تشريعات تمّ وضعها من قبل شخص واحد وفي مكان وزمان لا هي مكاننا ولا هي زماننا؟



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ألشيطان معضلة أم حل؟
- قصّة إيمان أبوبكر ألصدّيق
- لماذا نقد ألأديان ألإبراهيمية؟
- سبارتكوس
- مسنجر بين الجنّة وجهنم-2
- ابراهيم والاله الواحد
- عبارات ساخرة من العراق
- باراك حسين اوباما وعثمان بن عفّان
- تكهنات علماء المستقبل
- حوار مع رائيلي
- سليمان والهدهد
- عيسى ابن مريم ومعجزاته
- اسباب نزول الايات القرانية
- نزول الوحي في الجبل
- خلق الانسان
- عراق اه يا عراق
- نوح وقصة الطوفان
- هل كان محمّد عربيا ام عبرانيا؟
- الجنّة والجحيم
- الناسخ والمنسوخ في القرآن ألكريم


المزيد.....




- إدانات عربية لعملية اقتحام وزير إسرائيلي باحة المسجد الأقصى ...
- افتتاح الباب المقدس في كاتردائية القديس بطرس بالفاتيكان إيذا ...
- زيلينسكي يحتفل بعيد حانوكا اليهودي بحضور مجموعة من الحاخامات ...
- حماس:ندعو الدول العربية والاسلامية لردع الاحتلال والتضامن لم ...
- الأردن يدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
- بعد سقوط نظام الأسد... ما مصير الطائفة العلوية في -سوريا الج ...
- اجدد تردد لقناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل وعرب سات حدث ...
- بقائي:الهجمات الاسرائيلية المتكررة على اليمن هي لتدمير الدول ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024.. القناة الأولى لأناشيد وبر ...
- الترفيه والتعلم في قناة واحده.. تردد قناة طيور الجنة 2024 لم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - هل هناك حاجة لتنقيح وتجديد الاديان الابراهيمية؟