دماغ المرأة متفوق على الرجل في الإحساس والمشاعر -الفروقات الدماغية بين الجنسين أسبابها فيزيولوجية لكن الذكاء واحد

فؤاد يوسف الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 199 - 2002 / 7 / 24 - 07:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

دراسة جامعية تؤكد انهن <<لا ينسين المشاحنات الزوجية>>: دماغ المرأة متفوق على الرجل في الإحساس والمشاعر

ثمة قول مأثور بأن الازواج لا يتذكرون ابدا المشاحنات الزوجية...والزوجات لا ينسينها ابدا! وتبين دراسة جديدة ان السبب يعود الى ان دماغ المرأة يتميز بقدرته على الاحساس وعلى استعادة المشاعر بقوة اكبر من دماغ الرجل.
وقام فريق من علماء النفس بإجراء اختبارات على مجموعات من الرجال والنساء لتبيان قدرتهم على استذكار او إدراك صور تثير بقوة ذكريات حميمة، بعد ثلاثة اسابيع على رؤيتها للمرة الاولى، فتبين ان ذاكرة النساء اكثر دقة بنسبة 10 الى 15 بالمئة.
واستخدمت الدراسة كذلك، والتي ظهرت في <<محاضر الاكاديمية الوطنية للعلوم>>، تقنية الرنين المغناطيسي لتوصيف الادمغة وهي تنظر الى الصور. فتبين ان الاستجابة العصبية للصور العاطفية اكثر قوة لدى النساء من الرجال. ويقول تورهان كانلي، وهو استاذ مساعد في علم النفس في جامعة <<ستايت يونيفرسيتي اوف نيو يورك ستوني بروك>>، والواضع الرئيسي للدراسة، ان الاخيرة تظهر ان دماغ المرأة اكثر تنظيما لادراك وتذكر المشاعر، ويضيف ان <<مسالك التجارب العاطفية وصياغتها في الذاكرة امر اكثر تكاملا لدى المرأة مما لدى الرجل. ان النساء تتذكرن اكثر من الرجال نسبة اكبر من المحفزات العاطفية المستخدمة في الاختبار>>.
تشير ديان هالبرن، وهي مديرة <<معهد بيرغر للعمل والعائلة والاطفال>>، واستاذة في علم النفس في <<كلية كليرمونت ماكينا>> في كاليفورنيا، الى ان الدراسة <<تحدد ارتباطا قويا بين السلوك الادراكي وهيكلية دماغ يتم تحفيزه>>. وتلفت هالبرن الى ان الدراسة تعزز اكتشافات سابقة بأن المرأة تتمتع عامة بذاكرة ذاتية افضل تجاه أي شيء، وليس فقط الامور العاطفية. وتعيد احد اسباب مسألة تذكر المشاحنات الى <<انها تكتسي اهمية اكبر بالنسبة اليها، وتحتفظ بها مدة اطول. لكن لا يمكننا القول اننا اكتشفنا العنصر الاساسي المتصل بالامر في الدماغ، إذ ان ادمغتنا في تحول مستمر>>.
وقام كانلي وفريقه باختبار الذاكرة العاطفية لاثنتي عشرة امرأة واثني عشر رجلا، من خلال مجموعة من الصور، بعضها عادي والبعض الآخر شديد التأثير. طلب الى المشاركين في الاختبار تصنيف الصور بين <<غير المثير للمشاعر>> و <<المثير للمشاعر>> و <<المثير للمشاعر بقوة>>. وفيما كان هؤلاء ينظرون الى الصور، كان يتم تصوير دماغهم من خلال الرنين المغناطيسي، الذي يقيس نسبة تدفق الدم في الاعصاب و يمكن أن يحدد الأجزاء النشطة في الدماغ.
واشار كانلي الى أن التفاعل العاطفي إزاء الصور نفسها لدى النساء و الرجال كان مختلفا بشكل واضح. فعلى سبيل المثال، قد يثير مسدس مشاعر عادية لدى الرجال وغاية في السلبية لدى النساء. الصور العادية شملت كتابا مثلا، وتلك المثيرة للعواطف جثثا واناسا يبكون. واثارت صورة مرحاض قذر رد فعل قوي، خصوصا لدى النساء.
دهش المشاركون حين طلب إليهم بعد ثلاثة اسابيع تذكر الصور التي رأوها سابقا، إذ لم يتم إعلامهم بالامر مسبقا. طلب الى كل منهم تحديد الصور التي كان صنفها على انها <<مثيرة للعواطف بقوة>>، لكن مرفقة بثمان واربعين صورة جديدة . كل صورة عرِضت أقل من ثلاث ثوان، وتذكر الرجال حوالي 60 بالمئة منها و النساء 75 بالمئة. وقال كانلي ان الدراسة قد تساعد العلم في إيجاد أساس بيولوجي لشرح السبب في ان الاكتئاب يصيب النساء اكثر من الرجال، مشيرا الى التأمل كعامل خطر، أو التمسك بذكرى ما واستعراضها مرارا.
(اب)

 

 

 

 

يتفوق الرجال في الرياضيات والتخيل والنساء في اللغات وسرعة البديهة الفروقات الدماغية بين الجنسين أسبابها فيزيولوجية لكن الذكاء واحد

صورة أشعة لدماغ رجل ذكي! (عن الانترنت)

يختلف الرجال والنساء ليس فقط في المظهر الخارجي والوظائف الجنسية إنما أيضا في طريقة حل المعضلات الفكرية. وفي العقود المنصرمة كان الاعتقاد السائد هو أن الفوارق في الأداء بين الرجل والمرأة غير ذات شأن، وهي ناتجة من الفرق في المعاملة المختلفة للصبيان وللبنات من قبل المجتمع قبل سن المراهقة وبعده، مما يكسب الفرد أسلوبا في التفكير يتناسب مع ما يتوقعه منه الناس حوله.
ولكن في الآونة الأخيرة تراكمت دلائل إحصائية علمية تشير إلى أن الهرمونات الجنسية تصب تأثيرها على تنظيم الدماغ في عمر مبكر جدا، فتغير بعض التركيبات فيه وتمتدّ <<الأسلاك>> الدماغية بطرق مختلفة لدى الصبيان والبنات بحيث يأتي تأثير المجتمع على أدمغة معدلة سابقا مما يجعل من الصعب تحديد دور المجتمع في سلوك الجنسين.
وتشير بعض الدراسات المخبرية ومراقبة الأشخاص والحيوانات على حد سواء، أن الذكور أكثر عنفا وعدائية من الإناث، وأن الفتيان يميلون إلى اللعب العنيف كالتدافع والتراشق بالحجارة وبغيرها، وأن الفتيات يفضلن اللعب بالعرائس والبيوت... إن معظم معلوماتنا في هذا المجال تأتي من دراسة الحيوانات، فنعلم أن أهم العوامل التي تحدد سلوك الجنسين والأفراد في الجنس الواحد هي كمية الهرمونات التي يتعرض لها هؤلاء الأفراد في بداية حياتهم. فمعظم التغييرات التي تحصل في تلك الفترة المبكرة تستمر آثارها طوال حياته؛ وحتى لو تغيرت كميات الهرمونات فيما بعد فإن تأثيرها يأتي هامشيا.
تفرز الخصيتان هرمونات ذكرية تدعى أندروجين، تحتوي على هرمون <<تستوسترون>> كعنصر أساسي وهو المسؤول عن الهجومية في الفرد. أما المبيضان لدى الأنثى فهما يفرزان هرمونا أنثويا يدعى <<أستروجين>>. وينظم ال<<هيبوثالاموس>> في أسفل الدماغ السلوك الجنسي لكل من الجنسين، وهو أكبر حجما عند الرجال منه عند النساء. ويكمن الفرق بين الرجل والمرأة في القدرات المختلفة في المجالات الفكرية والجسمية وليس في معدل الذكاء، فمعدل الذكاء متقارب وهو ما يزال موضع نقاش بين الباحثين.
وقد أظهرت اختبارات عديدة ومتنوعة في المختبرات على الرجال والنساء، وبعد احتساب المعدلات في الأداء، تفوق الرجل على المرأة في تخيل حركات الأجسام ذات الأبعاد الثلاثة عندما تتحرك في الفراغ. فقد أعطي فمثلاً الذين خضعوا لهذا الاختبار صورة لجسم يتألف من عدة مكعبات ملتصقة بشكل ملتوٍ له زوايا في اتجاهات مختلفة؛ ثم أعطوا عدة صُوَر منها صورة لهذا الشكل نفسه ولكنها مأخوذة من ناحية أخرى، أو هي صورة للشكل معكوسة في المرآة، وكان عليهم أن يختاروه من بين الصور. فأظهر الرجال تفوقا كما كانوا أفضل من النساء في إصابة الأهداف مثل رمي الأسهم باليد لإصابة هدف ثابت أو متحرك.
كما تفوق الرجال في حل المسائل التي تحتاج إلى منطق رياضي.
ثم أجري اختبار آخر حيث أعطي المختبرون صورة لبيت ثم مررت أمامهم بسرعة عدةُ صور لبيوت ذات أشكال مختلفة، وعليهم أن يحددوا الشكل المتطابق للصورة المعطاة. وقد تفوقت النساء في ذلك.
كما قُرِأت على المختبرين قصةً أو فقرةً أو مجموعة كلمات غير مترابطة مثل: كلب، ظلّ، سندويش، غيمة ، زهرة، أنف، قلم ... وكان عليهم أن يتذكروها فظهر تفوق النساء فيه. وتفوقت النساء أيضا قي الأعمال اليدوية التي تتطلب دقة في الأداء مثل وضع قِطَع حديدية صغيرة في ثقوب في لوح خشب وفي احتساب الأرقام بسرعة.
قد تكون هذه الفوارق ناجمة عن طريقة عيش الإنسان منذ مئات ألوف السنين، فقد كان الرجل متخصصا في الصيد وإصابة الحيوانات بالأسهم والحراب وفي الذود عن بيته من الوحوش والقبائل البشرية المعادية. فيما تخصصت المرأة في الطهو وصنع الثياب وتربية الأطفال وحماية مصالحها الشخصية بالكلام.
أما من ناحية الاختبارات على الحيوان، فقد تبين أن الفئران الذكور والإناث تختلف في حل المسائل، وأن إعطاء هرمونات ذكرية للإناث وهرمونات أنثوية للذكور في سن مبكرة تبدل من طريقة حل المسائل عند سن البلوغ وبعده، فتتبع الإناث الحل الذكري، والذكور الحل الأنثوي.
من أهم الفوارق في السلوك بين الرجل والمرأة هو المقدرة المتفوقة في الرياضيات للرجال، من دون أن يعني ذلك التفوق في الذكاء لكن بعض الباحثين ومنهم <<ريتشارد لين>> من جامعة أولستر في ولاية نورث آيلاند يؤكدون على أن فرقا طفيفا في الذكاء يأتي لصالح الرجل. وتفوّق الرجل في الرياضيات تؤكده العالمة <<كاميلا بنبو>> مع زملائها من إحدى جامعات ألمانيا، فقد أظهرت التقارير أن هناك فرقًا مستمرًا بين الجنسين في المنطق الرياضي لصالح الذكور. ويصبح الفرق هذا حادًا في المعاهد حيث يفوق عددُ الفتيان عدد الفتيات، ولا يمكن تفسير الفرق بالضغط الاجتماعي.
من الأمور الغريبة التي تمت ملاحظتها هو أن السلوك يتأثر خلال الحياة صعودا ونزولاً بحسب كمية الهرمونات. فقد تبين أن أداء النساء في بعض الأعمال يتغير خلال الدورة الشهرية بحسب تغير كمية الأستروجين. إذ أن الارتفاع في نسب الهرمون يخفّض الأداء في تخيل الأدوات التي تدور في الفراغ (وهو مجال تفوق الرجال) أي أنه يجعلهن <<أكثر أنوثة>>، وأيضا يرفع أداءهن في الكلام والأعمال اليدوية الدقيقة أي أنه يجعلهن أيضا أكثر أنوثةً. وقد تبين أن أداء الرجال في تخيل الأدوات التي تدور في الفراغ يزداد في فصل الربيع عندما تنخفض نسب الهرمون الذكري تستوسترون، وهذا عكس ما نتوقع، وتلك ظاهرة تتكرر عند الرجال، فالزيادة في الهرمون الذكري أحيانا يخفض <<الرجولة>> في الرجال لأسباب يصعب تفسيرها.
وتظهر الأبحاث أن المرأة تخزن الكلام في الشق الأيمن والشق الأيسر من الدماغ على السواء مع تركيز أقل في الشق الأيسر، ويتركز التخزين أيضا في القسم الأمامي من الشقين في الدماغ حيث يجري معظم التفكير وأخذ القرارات. فالكلام والتفكير عند المرأة قريبان الواحد من الآخر، لذلك فهي حسنة الكلام واضحة اللفظ سريعة الجواب وردّة الفعل (reflex) الجوابي. أمّا الرجل فيخزن معظم الكلام في الشق الأيسر من الدماغ وفي الناحية الخلفية منه، بعيدا عن مواضع التفكير في القسم الأمامي وبالتالي فهو يحتاج، عندما يتكلم، إلى وقت أطول لكي يصل الأمر الدماغي من مكان التفكير إلى مكان خزن الكلمات. إذن فلا غرو في تفوق المذيعات عددا على المذيعين في وسائل الإعلام.

جريدة السفير

#فؤاد_يوسف_الحاج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات