|
ألعقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي
حسين حامد حسين
الحوار المتمدن-العدد: 3072 - 2010 / 7 / 23 - 20:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من خلال التأريخ البعيد والقريب ، لم تتوقف اطماع الجارة المسلمة ايران في العراق . فمن اجل تلك الاطماع ظات دولة ايران تواصل عدوانها وتعمل على تأجيج الفتن وتأليب الصراعات الداخلية وزرع الشقاقات بين العراقيين . وخلال التأريخ نفسه أيضا، نجد انه مهما كانت حسن نوايا العراق والعراقيين تجاه ايران ، ظلت تلك الاطماع مصدرا لمؤامرات ودسائس كثيرة ضد الشعب العراقي . وتجارب دولة ايران الحديثة مع الشعب العراقي في الوقت الحاضر، كافية لتأشير حقائق ملموسة لذلك النهج الشاذ الذي ما يزال مستمرا في بغيه من خلال تربص ايران للفرص من اجل التدخل في الشأن الداخلي العراقي من خلال اوليائها المخلصين في القيادة الشيعية العراقية من قبل السيد عمار الحكيم والسيد مقتدى الصدر، ومحاولة الاستعداء على شعبنا وعرقلة مسيرته الجديدة في الحرية وبناء الديمقراطية. وبغض النظر عن الدوافع التي تجعل من ايران اليوم في موقف دولي لا تحسد عليه من خلال تضييق الخناق عليها وفرض وتشديد العقوبات الاقتصادية عليها من قبل الامم المتحدة ، فان سلوك ايران العدواني بشكل عام وتحالفاتها مع دول مركونة في القائمة السوداء بسبب كون تلك الدول الاكثر اضطهادا لشعوبها وقمعا للحريات ، قد أوصلها الى الوقوع في مأزق العقوبات الاقتصادية والذي سيعمل على تضييق منافذ تنفسها للهواء الطلق ثم الاضرار كثيرا بشعبها وبرامجها الاقتصادية المستقبلية . ويبدوا ان ايران في استكبارها ومكابراتها وعدم حساب الامور كما يجب وفي اصرارها على المضي في بناء برنامجها النووي قد اوقعها في فخاخ حقول للالغام سيكلفها الكثير جدا . فرفع النظام الايراني شعارمعادات الولايات المتحدة ومحاولة تحطيم ( الشيطان الاكبر) قد أدخلها بدون ان تعلم في لعبة التسابق النووي . وهي لعبة لعبتها الولايات المتحدة بذكاء ونجاح مع الاتحاد السوفيتي الذي فرض على نفسه دوام تسابقه النووي من اجل البقاء ندا وبمستوى التطور الهائل والسريع لامريكا حتى أدى ذلك الى انهياره ومحوه من الوجود كقوة عظمى كان يحسب لها الحساب .
وايران التي يجدها الكثيرون من العقلاء اليوم في الحقيقة ، في أمس الحاجة الى تبني مواقف الحكمة والاتزان والتعامل بالعقل مع دول العالم بشكل عام ومع العراق بشكل خاص والذي لا يرغب سوى في استقراره والمضي في بناء وازدهار وطنه ، من اجل ان تبرهن على حسن الجوار وفي علاقات حميدة كدولة مسلمة ، نراها تتبنى اليوم فتح جبهات للتناوش مع العراق ومع دول اخرى . فايران ماتزال مستمرة بالتهور والاستعداء على سيادة العراق وقصف القرى العراقية الكردية هو عمل لا يدل على توفر معايير السلوك الاخلاقي في التعامل مع جارة مسلمة او كعلاقات دولية مقبولة ، وهذا سيعمل على تجريدها من مصداقيتها بشكل أكبر في التعامل الدولي كدولة معتدية . فليس من صالح ايران استمرارها هكذا في سياستها العدوانية وخصوصا انها مرصودة من قبل أعداء يمتلكون قدرات عسكرية كبيرة ويرومون تدميرها مهما ظلت تتبجح وتكابر . فضلا ومن المتوقع ان أيام عسيرة و مشاكل اقتصادية كبيرة مقبلة لتعصف بنظامها وشعبها في المستقبل من خلال الحصار الاقتصادي الدولي الذي ذاق الشعب العراقي مرارته من قبل ولا نتمناه لأية دولة مسلمة .
وايران كدولة تحاول ان تبني لنفسها قدرة نووية وتطمح في الوقوف في مصاف الدول الكبرى ، نعتقد انها قد فشلت لحد الان من ان تكون تلك الدولة التي يتسم سلوكها العام بطابع اخلاق وفضائل تلك الدول الكبرى. فعظمة الدول الكبرى وكما نعتقد لا تقتصر على بناء قدراتها النووية وترصين ترسانتها واستحكام دفاعاتها العسكرية فقط ، بل وأيضا يكمن في سلوكها كدول قادرة على ان تؤشر من خلال التصرف المتواضع والنهج السلمي والنضج السياسي على توفروتوفير المبادئ الاخلاقية لقياداتها من خلال الدلائل على احترام الفكر الحر في قيادة شعوبها نحو السلام والرفاهية والخير . وكذلك من خلال التعامل بنزاهة وموضوعية وشفافية مع الاسرة الدولية وتوفير جسور الثقة والمبادرات الى توفير مجالات التعاون والاستثمار وتسخير الطاقات والخبرات والخبراء لخدمة العالم وجعله اكثر رفاهية وسعادة للانسان بلا تحيز او دخول في اشكالات ومهاترات وتدخلات . فضلا من ان تلك ألدول تتمتع شعوبها عادة بالرفاهية والحرية على ممارسة أديانها وحقوقها وحرياتها السياسية ، وبسلوك لا يتسم بالعدوانية ضد أحزاب معارضتها السياسية ، ولا في الاستعداء على دول الجوار او التدخل في شؤونهم الداخلية . فأين أيران من كل ذلك؟
حينما نتطلع الى النظام الايراني نجده يمارس اضطهاد شعبه واحزاب معارضته ويعمد الى قمع حرياتهم وقتلهم ومطاردتهم . ويقوم بالاستعداء والتجاوز على الارض العراقية وبالتدخل في الشأن العراقي من خلال تسخير قادة الاحزاب الشيعية العراقية المعروفين في ولائهم لايران ، بل وتفانيهم في طاعة نظامه على حساب ولائهم لوطنهم وفي استماتتهم على السلطة . وأيضا في تسخيرهم من خلال محاولاتهم لتمكين ايران التي تقوم أصلا بدعم نفوذ هؤلاء السياسيين العراقين من اجل التأثير على القرار العراقي و الاسائة الى سمعة القادة السياسيين الوطنيين العراقيين والصاق التهم بهم لافشال ادائهم الاداري والسياسي كما هو الحال مع توجهاتهم غير المقبولة ضد شخصية السيد رئيس الوزراء نوري المالكي . فاين ذلك من أخلاق الدول الكبرى في شيئ ؟
ان الشعب العراقي يطالب دول الجوار كايران او غيرها للانصراف الى شؤونهم وترك العراق حرا في ادارة شؤونه بنفسه وبدون تدخل من احد ، وبوجوب التمسك بعلاقات حسن الجوار وعلى اساس احترام الشان الداخلي للبلدين . فبأعتقدي المتواضع ان النظام الايراني لم يوفر للعراقيين من خلال مواقفه المعلنة ، ما من شأنه ان يجعل العراق والمنطقة تطمئن في العيش باستقرار من خلال التهديدات واستعراض العضلات ومحاولة اظهار التفوق العسكري والنوايا العدوانية الايرانية التي اثبتتها الوقائع . بل ان الدلائل والتجارب العملية تقودنا للاعتقاد من ان ايران ستكون مصدر خطر على المنطقة والعالم وخصوصا وهي ماضية في اصرارها على امتلاك القوة النووية . فسلوكها العدواني وغرورها واستكبارها يذكرنا فقط بسلوك المقبور صدام حسين واستهتاره ضد جيرانه من الدول العربية .
وعليه فاننا نعتقد انه متى ما قامت ايران بالتصرف كنظام متزن وبما يليق به في تطلعه لحمل هوية الدولة النووية ، وفي وجوب ترك العراق ليعيش في سلام والكف عن خلق المشاكل لشعبه والتدخل في شؤونه ، فان ذلك يمكن ان يجعلنا ان نعيد النظر بمسألة احترام ايران كجارة مسلمة سواء اكانت دولة نووية او غير نووية . ثم ان على ايران ان تتعض بما لاسرائيل من وجه قبيح في المنطقة نتيجة مضي اسرائيل في عدوانيتها واستهتارها وفرض منطق القوة على الشعب الفلسطيني وعدم الاعتراف بحقوقه . وسوف تظل الدول التي لا ترعوي من تجارب الاخرين ولا تبدي الاحترام لحسن الجوار ، لا تستحق الاحترام ليس من قبل العرب والمسلمين فقط ، بل ومن قبل جميع دول العالم المنصفة حتى وان امتلكت اعظم الترسانات العسكرية او اتسمت برامجها النووية باعلى مستويات الاقتدار .
[email protected]
#حسين_حامد_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لكي لا ننسى مصائب الامس....
-
الاخ سيد القمني ومقاله القيم ...
-
السلطات الكويتية وحجز الطائرة العراقية...
-
المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في
...
-
ظواهر مخيفة في أوساط الاسرة العراقية تنتظر الحلول
-
ألسياسيون وطموحاتهم العمياء ... (ألحلقة الثانية)
-
السياسيون وطموحاتهم العمياء...
-
من كتاب -راحلون وذكريات-
-
النظام السعودي (جمجمة العرب) ... الى اين؟
-
مخاوف مشروعة لما يلوح في الافق السيا سي
-
فشل القوى اليسارية من تحقيق نتائج ايجابية في الانتخابات ...
...
-
تحية للعراق ...حبيبي
-
تعقيباً على مقال الدكتور عبد الخالق حسين -الكذب ديدن البعث -
-
رسالة وتصريح لاحق ...
-
ألحوار المتمدن ...بين النظرية والتطبيق
-
زيارة - بايدن - الاخيرة...ألعبر والدلالات
-
(خالف تعرف) ... في رحاب أنا وأزواجى الأربعة لنادين البدير ..
...
-
... دور ديمقراطيتنا العليلة في الازمة العراقية
-
لماذا اصلاح الاسلام ...مداخلة ورأي
المزيد.....
-
العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب
...
-
ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا
...
-
الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ
...
-
صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م
...
-
كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح
...
-
باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا
...
-
شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
-
أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو
...
-
زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
-
مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|