لانا راتب المجالي
الحوار المتمدن-العدد: 3072 - 2010 / 7 / 23 - 02:55
المحور:
الادب والفن
مُحتَرَفُ المَاءْ
-1-
)مُبْتدأ(
لِماذا لا نَبدأ مِن المَاءِ
طُهريَ وَ غِوايتَكْ؟
!
ابْتَسَمَ الفَنّانُ
صَبَّ صَبابَتَهُ
في أكؤُسِ حُلمي؛
طَارتْ مِنْ رَغْوَةِ
نَشْوَتِها
خمْسُ يَمَاماتٍ
َتَترنّحُ جَذلَى
تَهْدِلُ :
المَاءُ
الماءُ
لا قَطرَةَ مَاءٍ
تُشبِهُ
قَطرَةَ مَاء!
-2-
(حُشاشَة)
.
.
وَ
وَجْهُكَ في الغُربَةِ وَطَنٌ
وَوجُوهُ النّاسِ تَرشِحُ غُربَةً
وأنا مِن دُونِكَ وطنٌ
في وَطني
يَنْزِفُ وَجهَكَ
يَستَجدي
لَوْ
قَطرةَ مَاءْ
.
-3-
(دَمْعَة )
في مُنتَصَفِ المَسافةِ
بَيْنَ الكِبرياءِ
وَالبُكاءِ
طَفَرتْ مِنْ عَيني دَمْعةٌ
نَاغَتْ
أصْفاءً تَتَوسَّـدُ
رَحمَ حَنيني
هَتفَ الفَنّانُ :
والدمعةُ قَطْرَةُ مَاء ؟!
فأجَبْتُ:
صَفْوَتُهُ، قوّةُ ضَعفٍ
للأنثى!
-4-
(حُشْاشَة )
.
.
وَ
دَمْعُ النّاسِ دمُوعٌ
وَدَمْعُ عَينيكَ
يُنْبوعٌ مِنْهُ فُراتُ
المَاء
.
-5-
(اسْتِسْقاء )
أهفُو إليكَ كالنِّدَاء
إيّاكَ أنْ تَبقَى الصَّدَى!
كُنْ دَنْدَنَةً
*(أمان )
*(أمان )
تُخَلْخِلُ مِنْ حَولي
صَمْتَ المَدَى
فَلْنلتَقِ ذَاتَ لِقاءٍ
هُنا أوْ هُنا!
وَلتَنْهَمِرْ
مِنْ مائِكَ
انْهَمِرْ
اتّئدْ يا جَفافْ
وارجعِ القَهقرى
تَعمّدي يا سَماءُ
فأنا الأرضُ حُبلى
بالحُبِّ
وَبالحياةِ
.
.
-6-
(اسْتِدرَاك )
قالَ:
انتهيتِ بالحيَاةِ
والأوْلى
أن تَنتَهيَ بالمَوتِ!
قُلتُ:
إذنْ،
عَودٌ عَلى بَدْءْ !
فانتَظرني
.
.
.
هامش:
(*أمان ) : كما هو متداول في اللغة الأمازيغية بكافة لهجاتها هو مقابل للكلمة العربية "الماء"، وهو يحمل بين طياته في المتخيل الأمازيغي النقيضين بين الحياة والموت ، وقد ارتبط هذا اللفظ Aman بالإله Amon الذي انتشرت عبادته قديما بشمال إفريقيا و الصحراء الكبرى.
هذا اللفظ يتطابق مع لفظ aman الماء من الناحية اللسانية، ويشترك من حيث الدلالة السيميولوجية مع amon في أداء وظيفة الألوهية.
في ميثولوجيا الواقع:يلعب الماء Aman دورا حيويا لدى الأمازيغ يتجلى في وظيفة الإخصاب، فيشبه الأمازيغي الماء الذي يجري أو يسقط على الأرض كرمز للذكورة حيث أنه في غياب الاتصال بين الماء والأرض ينعدم التخصيب والإنبات وتجف الحياة.
#لانا_راتب_المجالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟