|
العراق: السؤال الصعب..!!
باقر الفضلي
الحوار المتمدن-العدد: 3072 - 2010 / 7 / 23 - 00:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما الذي يبعث على الأمل، وما الذي ينحدر الى الخيبة..؟!
لو كان الأمر يتعلق بالمسكين الدستور، رغم كل فيه من هنات ومثالب، لوجد الجميع ضالتهم هناك، ولإنتهى الأمر منذ زمن بعيد، ولنصب الدستور أحد المتنازعين رئيساً للوزراء، ولإرتاح الناس من وجع الراس، ولأصبح للإنتخابات معنى وقيمة..!!؟
فما الذي يبحث عنه السادة رؤوساء الكتل السياسية الفائزة بين ثنايا السطور، وما الذي يضمره أحدهم للآخر، وهل هناك ما تخفيه الإبتسامات المتبادلة بين القادة، وما تعنيه حرارة الأحضان وشدة الإحتضان، وسيل القبلات الدافئة..؟ بل لماذا كل هذه اللقاءات المتواصلة والعودة في النتيجة بخفي حنين.. ومثل: ما رحتي جيتي..تي تي، تي تي..؟!!
ما يعصف بالحراك السياسي الدائر في الساحة السياسية العراقية، يدور بين قوم قد إمتهنوا السياسة، وهم من مدرسة واحدة، ونتاج عملية واحدة، وتربطهم خيوط عملية سياسية واحدة، وما إختلفوا عليه اليوم سيصطلحوا عليه غدا، فما يجمعهم من مشتركات، سبق وإن إتفقوا عليها في إدارة شؤون البلاد منذ عام/2003 وما قبله وما بعده، لا يسمح لهم في النهاية ان يديروا ظهورهم لبعض، وإلا فإن إنفراط العملية السياسية القائمة، يعني خطاً أحمراً في حكم أجندة السنوات السبع المنصرمة ومن يقف ورائها، والجميع يعلم كيف تُسير الأمور، ولِمَ وُضع الدستور، ولماذا تَقرر ونُصَ على أن يجري تبادل السلطة بالطرق السلمية والديمقراطية..!؟
فالعراق اليوم وفي حاله الجديد، وبعد تجربة السنوات السبع المنسلخة، لم يعد سهلاً تحريكه طبقاً لأجندات شخصية أو حزبية أو كتل سياسية منغلقة حسب، إذ أن عوامل التحكم في حاضره ومستقبله "القريب"، قد أصبحت وفي أفضل الأحوال، مرهونة بهذا القدر أو ذاك، الى آلية قد رُسِمت ضوابطها بدقة منذ بدايات التحول والتغيير في آذار/2003، وإن كانت تبدو في ظاهرها تسير وفق ديمقراطية إنسيابية غير منظورة يتحكم بها أصحاب البيت..!!؟
إن التزمت والتمسك بقيادة البلاد السياسية من خلال منصب رئاسة الوزراء، والتنافس الدائر بين الفرقاء وراء الفوز بالمنصب المذكور وبأي شكل من الأشكال، لا يعبر دائماً عن تنافس حر ديمقراطي بين قوى سياسية، ذات برامج طابعها ومحتواها سياسياً وإقتصادياً واضح المعالم، وهذا ما تدعمه وما عكسته نتائج الإنتخابات الأخيرة في/آذار 2010، التي قسمت أصوات الناخبين بين أربع تكتلات تمارس العمل السياسي وفقاً لخططها الخاصة وأولويات قياداتها الذاتية، وبالتالي تبلورت وإستقطبت تلك النتائج في تجمعات إثنية عشائرية طائفية، تشكل في جوهرها القاعدة الجماهيرية للكتل السياسية الفائزة، وقلما يجد المتابع ما يربط تلك التكتلات الى مباديء الديمقراطية، والى مبتغيات الدستور وأهدافه، رغم مشاركة تلك القيادات جميعاً في كتابته، بقدر ما يشدها ذلك الى حاضنتها العشائرية، وثقافتها الأبوية على الصعيدين الإثني والطائفي، فتبدو أكثر إنغلاقاً على نفسها وأكثر تمسكاً بأولوياتها، منها الى التنازل الموضوعي المتبادل وفق الآلية الديمقراطية، في تداول السلطة..!!؟
فهل تلمس المواطن العراقي ومنذ ما يزيد على أربعة أشهر من نهاية الإنتخابات، ما يسعده ويحدو فيه الأمل بإنتظار ما كان يصبو اليه من تغيير، من وراء إدلاء صوته في صندوق الإنتخابات، بعد عاصفة اللقاءات والإجتماعات بين قادة الكتل السياسية الفائزة، وجملة التصريحات والشخوص أمام شاشات الفضائيات..؟! ولكن كيف له ذلك والنتيجة لم تبتعد كثيراً عن إصرارٍ وتمسكٍ قاطعين، بعروة السلطة من قبل الجميع؛ أما من سيمتلكها، أو من يحتفظ بها اليوم، فتبدو له صورة المستقبل، وكأن "ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"..!!؟
بعد أربعة أشهر من الصبر والإنتظار، لم يحصد المواطن غير خيبة الأمل، في وقت باتت فيه الخيارات قليلة، وخروقات الدستور أصبحت منقذاً لعملية التسويف، والهروب من إستحقاقاته، ومجلس النواب الجديد اصبح مصاباً بالشلل التام، وكل شيء يجري في دهاليز سدنة السياسة، وفي جنح الظلام..!!؟؟
فالى أين يسير قادة الكتل النيابية الفائزة بالقاطرة العراقية المتعبة والمثقلة بالهموم، والى أي مرفأ ستحط السفينة مراسيها، وهم جميعاً يتقاذفون الكرة يمنة ويسرة، وأصبحوا جميعاً طعماً سهلاً للفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى، وكأن العراق البلد الوحيد الذي تجري فيه الإنتخابات وتتداول به السلطة..!!؟؟
فحين يبتعد الربابنة عن الحل السليم، وحين يلقون بدستورهم في إتون البحر المتلاطم الأمواج، فاقدين بوصلة الإتجاه، فلا يمكن أن تسعفهم بعد ذلك، كل صلواتهم من أجل خير العراق، وسيجدون أنفسهم أخيراً وقد لفظتهم ضوابط العملية السياسية وآلياتها خارج دائرة "العملية السياسية"، التي قبلوها وباركوها بإرادتهم، وهذا ما يعبر عنه لسان حالها وهي ترقب الأحداث وتنتظر النتائج..!!؟ _____________________________________________________
#باقر_الفضلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسطين: أرض وشعب موحدان..!
-
العراق: سرقة النفط في الزمن الصعب..!؟
-
لغيرك ما لثمتُ يدا..!(*)
-
العراق: إشكالية الكتلة النيابية الأكبر..!2_2
-
العراق: تشكيل الحكومة ومأزق التدخل..!
-
العراق: الكهرباء وحكمة الفشل..!!
-
البصرة بين نارين: لهيب الصيف ورصاص الشرطة..!!(*)
-
من هو المحاصر..؟!
-
البَحرُ الحَزين..!*
-
غزة: بين الحرية والمجزرة..!؟
-
العراق: المصالح السياسية وإشكالية التفسير..!؟
-
لا للإستيطان..!
-
العراق: من سيشكل الحكومة الجديدة..؟!
-
الكل يلعب بورقته الرابحة..!
-
من المبتغى: السلطة أم الحكومة..؟!
-
العراق: نظرة حول المشاركة في الإنتخابات..!
-
عمال العراق في يوم العمال العالمي..!(*)
-
التيار الديمقراطي وآفاقه المحتملة..!
-
عادت حليمة...!
-
كُردستان..!(*)
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|