أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - «الديجتال» الخادع














المزيد.....

«الديجتال» الخادع


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 3070 - 2010 / 7 / 21 - 01:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لوهلةٍ يبدو شعار «موت الايديولوجيا» جذاباً ومبهجاً، كأنه احتفاء بسقوط الجمود العقائدي والدوغما الفكرية على أنواعها، لكن بقليل من التمحيص سنجد أن من يرددون هذا القول يريدون إزالة الحدود بين القيم والأفكار، فبعض من عرفوا في أزمنة سابقة بأنهم من غلاة الأيديولوجيين، الذين اختاروا لأنفسهم موقعاً قصياً، لا بل الموقع الأقصى الذي لا بعده سوى السقوط في الهاوية، باتوا اليوم من غلاة المنظرين بموت الأيديولوجيا.
وباتت مفردة الأيديولوجيا، التي لا يعدو المقصود بها في أكثر الترجمات مباشرة وحرفية: «علم الأفكار» حين ترد على ألسنتهم أشبه بالشتيمة توجه لمن لايزالون يرون أن الأفكار تتصارع، وأن الحوار ذاته شكل من أشكال السجال الجدي بحثاً عن الحقيقة، وأن بين الفكرة ونقيضها توجد فواصل وحدود لا يمكن محوها بممحاة من يريد إقناع نفسه، والآخرين معه، أن كل الأفكار كلها واحدة، لا يوجد بينها ما يفرق.
على ضفة أخرى فان بعض المناضلين السابقين المبتهجين بالتحاقهم بالعربة الأخيرة في قطار العولمة، إذا ما استعرنا التعبير الوارد في الصفحات الأخيرة من كتاب فرنسيس فوكوياما: «نهاية التاريخ وخاتم البشر» يرددون قولاً مشابهاً ليثبتوا لنا أنهم الآن في خانة «الديجتال» بالقياس لرفاقهم الذين باتوا، في نظرهم، «دقة قديمة»، لأنهم مازالوا على ثوابتهم.
الحدود بين الحق والباطل لن تزول أبداً مهما سعى هؤلاء لإيهامنا بالوهم الذي تلبسهم، بعد انتقالهم للموقع المريح، لأن هذه الحدود مرتبطة بموضوع العدالة الاجتماعية، التي ستظل تلهم أفئدة وأذهان وضمائر الساعين من أجل التغيير.
وفكرة التغيير لن تفقد وهجها ومشروعيتها طالما كانت هناك أراض يحتلها غزاة ومستوطنون، وطالما كانت لقمة العيش الكريمة عصية على ملايين البشر الذين يصنعون الخيرات المادية لتنعم بها القلة وتحرم منها الأغلبية.
لن تنتفي الحاجة إلى التغيير، القائم على برنامج اجتماعي سياسي تاريخي ينطلق من الإيمان بمبدأ المساواة، يعول على دور الدولة في تنظيم الحياة الاقتصادية والخدمات العامة وخلق فرص عمل، والوقوف إزاء سياسة السوق المتطرفة، ونقد الأفكار البالية والتقاليد المتحجرة وتبني موقف إيجابي من النقلات التي يمر بها المجتمع الإنساني في زمن العولمة، ولكن من موقع الانحياز لفكرة الحق، ورفض هيمنة ثقافة الإمتاع الرخيصة والاستهلاك والتحكم الضار لمنطق السوق في مصير الثقافة الجادة.
في العملية المعقدة التي نمر بها يحدث فرز بين اتجاهات محافظة فكرياً وثقافياً، وأخرى تنزع إلى التجديد والتغيير، وبالتأكيد فإن المثقفين ينتمون إلى القوى الأكثر إدراكاً لقيمة المعرفة في التحرر الإنساني، ولأهمية حرية التفكير والتعبير ورفض الطائفية والمذهبية والتعصب والتطرف الاقصائي التكفيري.
مهما بدا الوضع معقداً وسوداوياً وحاملاً للبعض على تغيير جلده، على جري الحرباءة، فإن التطورات التي تختمر في ثنايا مجتمعاتنا العربية تدفع، في الأفق التاريخي المنظور نحو تبلور مواقف أكثر وضوحاً من قضية الحقوق والحريات، ومن الدور المناط بمؤسسات المجتمع المدني.
سيحمل المستقبل فرزاً فكرياً وسياسياً بين قوى التغيير الديمقراطي والقوى المراهنة على الأمر الواقع، وفي هذا هناك من الأدوات ما يمكن التعويل عليه: المعرفة ومستوى التعليم، الخبرة السياسية والمصالح الحيوية للناس.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نشأت الفكرة الوطنية في البحرين؟
- رحيل محمد حسين فضل الله
- حكايات قاسم حسين
- هل علينا أن ننسحب من المشهد السياسي؟
- خليجنا بلا نفط
- إدوارد سعيد والجامعة
- رافعة الوحدة الوطنية
- أطفال أذكياء.. مجتمعات غبية
- لتفادي المجلس الطائفي
- فارس آخر يترجل
- البحرين بحاجة إلى الصوت الآخر
- قافلة الحرية وبلاغة الرسالة
- ديمقراطية 1973 في صور
- ديمقراطية 1973 في صور
- إعادة الجمال المفتقد لبيئة البحرين
- أطروحات أحمد زويل
- حملة «أنا مو طائفي»
- لكي لا تسرقنا التفاصيل
- عبد الواحد عبد الرحمن ورفاقه
- الأصل في البحرين هو التنوع


المزيد.....




- تزامنا مع جولة بوتين الآسيوية.. هجوم روسي -ضخم- يدمر بنية ال ...
- نشطاء يرشون نصب ستونهنج التذكاري الشهير بالطلاء البرتقالي
- قيدتهم بإحكام داخل حقيبة.. الشرطة تنقذ 6 جراء -بيتبول- وتحتج ...
- مستشار ترامب السابق: روسيا قد تسبب مشاكل للولايات المتحدة في ...
- كاتس تعليقا على تهديد حزب الله لقبرص: يجب أن نوقف إيران قبل ...
- طريقة مجانية وبسيطة تثبت فعاليتها في منع آلام أسفل الظهر الم ...
- كيف تتعامل اليابان مع الكميات الكبيرة الصالحة للأكل من بقايا ...
- أوكرانيا تنشئ سجلاً لضحايا الجرائم الجنسية الروسية
- كشف فوائد غير معروفة للدراق
- السيسي يطالب الجيش بترميم مقبرة الشعراوي بعد تعرضها للغرق


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - «الديجتال» الخادع