أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي ماضي - هم يبدعون ونحن نتعجب














المزيد.....

هم يبدعون ونحن نتعجب


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 3069 - 2010 / 7 / 20 - 15:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وانأ أتفحص السيكارة الالكترونية التي أبدعها العقل الصيني كواحدة من التقنيات التي تساعد المدخنين على التخلص من الآثار السيئة للتدخين وليس الإقلاع عنه،ووسائل الإنارة البديلة التي تستخدم البطاريات القابلة للشحن والدايود الضوئي (led) الذي يستهلك طاقة قليلة جدا، تبادر إلى ذهني: لماذا هم يبدعون ونحن نتعجب؟!.
علماء النفس التربوي يؤكدون على أن القدرة على الإبداع مستوى من مستويات التعليم ، كما عبر عن ذلك بلوم ورفاقه ، حيث قسموا مجال التعليم في البعد المعرفي إلى مستويات هي:
1. مستوى المعرفة: ويكون المتعلم قادرا على حفظ واسترجاع المعلومات ،ويوصف هذا المستوى بأدنى مستويات التعلم، ويعتمد على ثالوث التلقين والحفظ والاسترجاع.
2. مستوى الاستيعاب:ويكون المتعلم قادرا على التعبير عما تعلمه بلغته الخاصة.
ونلاحظ هنا أن المستويين الأول والثاني محددين بعالم اللفظ إلى درجة كبيرة.
3. مستوى التطبيق: ويكون المتعلم قادرا على تطبيق ما تعلمه والاستفادة منه على ارض الواقع.
4. مستوى التحليل: ويكون المتعلم بعد بلوغه هذا المستوى قادرا على أن يفكك المعرفة إلى مكونتها الأساسية ،ومعرفة العلاقة السببية التي تربط المكونات بعضها مع البعض الآخر.
5. مستوى التركيب: ويكون المتعلم بعد بلوغه هذا المستوى قادرا على بناء وتكوين معارف جديدة من المعارف الموجودة لديه، ويوصف هذا المستوى بمستوى الإبداع والاختراع ، وهو من مستويات التعليم العالية ، تتبلور فيه قدرة المتعلم على إيجاد الحلول للمعاضل كطرح أفكار غير مسبوقة أو الإشارة إلى علاقات غير مكتشفة.
6. مستوى التقويم: يكون المتعلم في هذا المستوى (وهو أعلى مستويات التعلم )قادرا على الوصف وإصدار الأحكام على ما تعلمه.
تحليل وحدة دراسية.
نقل لي صديقي الذي رافق والده الى انكلترا في ثمانينيات القرن الماضي ، واحد من دروس الفيزياء التي تلقاها والخاص بدراسة الفيض المغناطيسي كيف ان المدرسة زودت كل تلميذ بقطعة من المايكا(نوع من العوازل البلاستيكية) ومغناطيس مستطيل الشكل وبرادة حديد وملاحظة مفادها: ضع المغناطيس أسفل المايكا ورش برادة الحديد وسجل ملاحظاتك ، ثم طلبت من كل واحد منا ان يقرا ملاحظاته،وقامت بكتابة جميع ملاحظات الطلبة على السبورة ، ثم طلبت منا ان نختار من مجموع ما مدون على السبورة الأفضل والأنسب لوصف التجربة، والمرحلة الأخيرة عرضت لنا فيلما فيديويا عن التجربة بشكلها العلمي الدقيق.
الملاحظ ان هذه الوحدة الدراسية احتوت على المستويات الستة التي جاء بها بلوم ورفاقه ، ولكن بترتيب مختلف ، فبدأت من مستوى التطبيق العملي، ومستوى التحليل معا ، ثم مستوى إبداع (تركيب )وصف لغوي مناسب لنتائج التجربة ، ثم مستوى التحليل من خلال مقارنة الأوصاف التي أبدعها التلاميذ أنفسهم ومن ثم مستوى التقويم بركنيه الوصف والحكم ، ومن ثم التقويم النهائي من خلال المقارنة مع الحقائق العلمية .
و بداية الوحدة الدراسية من مستوى التطبيق قد تكون باعثا للسؤال ب(لماذا) تجاوزت الوحدة الدراسية الترتيب الهرمي المتسلسل لمستويات المعرفة بلووم ورفاقه!
انأ أرى أن الوحدة الدراسية كانت تراعي الطبيعة البشرية. اثبت التجارب التي أجرها العلماء ان المعرفة التي يمارسها المتعلم بحواسه تكون ذا فائدة اكبر بكثير من تلك التي يتلقها بطريقة التلقين ، كما أن أساس الذكاء الإنساني ,الحركة غير المسيطر عليها والتي تصحب الطفل الوليد منذ لحظته الاولى ،والتي يعبر عنها بياجيه بنظريته للتعلم ب(سكيما) scheam) ) فيقول ان حركة مص الأصابع(سكيما) تتفاعل مع سكيما النظر لتتحول إلى سكيما المسك والاخيرة تتطور الى سكيما التفحص، وهكذا يتطور الذكاء الإنساني ، فأساس الذكاء هو الحركة التي تقابل العمل ،لذلك ترى ان الوحدة الدراسية انطلقت من التطبيق(العمل) إلى المستويات الأخرى،محاكاة للطبيعة البشرية.
من يتابع مناهجنا التعليمية في مراحلها كافة بما فيها الجامعية سيلاحظ إنها تعتمد على الثالوث اللعين التلقين، والحفظ، والاسترجاع أي أننا نمارس التعليم بأدنى مستوياته، المستويين الأول والثاني وفقا لتصنيف بلووم ورفاقه، لذلك:
• تعبر شهادة الإعدادي المهنية أدنى مستوى من شهادة الإعدادي العلمي او الأدبي.
• لم يبدع العقل العراقي أثناء فترة الحصار الاقتصادي على الرغم من حاجاته الكثيرة والحاجة أم الاختراع كما يقول المثل الشائع.
• نحن بلد يعلم أبناءه الكلام فبين روزوخون وآخر خطيب ،او شاعر او كاتب ،مع تقديري واعتزازي بالجميع.
أنا على يقين أن العقل العراقي لن يبدع طالما استمر منهجنا التعليمي على هذه الوتيرة ، يتبنى المنهج التقليدي والمفهوم الضيق الذي يعتمد على التلقين والحفظ والاسترجاع، إننا بحاجة إلى نهضة شاملة في مجال التعليم والمناهج وطرائق التدريس إذا أردنا أن نبني عقلية عراقية قادرة على الإبداع ، لتكون بمصاف البلدان المتحضرة.



#علي_ماضي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنطق الثنائي وحملات الانتخابات الاعلامية.
- التاثيرات المحتملة لنتائج انتخابات مجالس المحافظات السابقة ع ...
- قراءة في خلاف مجلس النواب حول قانون الخدمة والتقاعد للعسكريي ...
- هل نجح المجتمع العراقي في تشكيل راي عام فاعل وموضوعي؟
- قراءة لدور المدرسة في منظومة التربية العراقية(1)
- رأي في جاهزية القوات العراقية بعد انسحاب القوات الامريكية ال ...
- تأملات في انتفاضة الشعب الايراني
- سيدي الناخب.....صوتك باق
- منتظر الزيدي بين ثقافة العنف والخوف
- توقيع الاتفاقية الأمنية مكسب سياسي وعلامة استفهام اجتماعية
- قضية....ورسائل
- اثر التعلم الشرطي في تكوين الاوهام
- لمحة من تجذر العنف في لا وعي المجتمع العراقي
- تساؤلات في رحاب عاشوراء
- السنا بحاجة الى مراجعة مناهجنا الدراسية؟
- رسالة الى الأحزاب الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط
- قراءة في إستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
- هل للمرأة دور في عراق ما بعد التغير؟
- الوضع الامني في جنوب العراق(1)
- إلى الاستاذ عماد البابلي مع التحية


المزيد.....




- حزمة استثمارات قطرية في مصر بقيمة 7.5 مليار دولار
- زيلينسكي يدعو ترامب لزيارة أوكرانيا: ستشهد بنفسك التهديد الذ ...
- بي بي سي ترصد آثار الحرب على البنية التحتية في السودان
- الصليب الأحمر: إسرائيل تحتجز مسعفاً فلسطينياً مفقوداً في هجو ...
- إصابة مجندة إسرائيلية في عملية دهس بالخليل وفرار المنفذ
- في لحظة دولية فارقة... لوكمسبورغ تحتضن أول اجتماع أوروبي رفي ...
- في قلب بيروت.. التياترو الكبير شاهد على ويلات الحرب الأهلية ...
- وفاة الكاتب ماريو فارغاس يوسا الحائز على جائزة نوبل للآداب ع ...
- شاهد ما حدث في غابات اسكتلندا بسبب حرائق هائلة
- بنغلاديش تعيد حظر السفر إلى إسرائيل


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي ماضي - هم يبدعون ونحن نتعجب