الشراكة التوافقية...توافق الشراكة

ئاشتي

الحوار المتمدن-العدد: 3069 - 2010 / 7 / 20 - 01:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تلملم ُأوراقك كاملة،وتحاول أن ترسم لوحة للبؤس الذي يحيط بكل جوانب حياتك،حياتك في صقيع المنفى،وحياتك بين الرمال الحمراء التي تغطي أجواء بلادك شمالا وجنوبا،فلا تجد أكثر من منفى مجهول المعالم يرسم طلاسمه بين عيونك،كي يزرع أرجوحة للتشاؤم في عنفوان اجتهادك بازدهار الأمل (ربما كان واهنا!!)، وبين الواقع الذي خبرته خلال سبعة أعوام،وبين ما هو تشاؤمك وما خبرت،تنثال عشرات الاحتمالات،ومن بين هذه الاحتمالات الأكثر رواجا ومنفعة للبعض الشراكة التوافقية.
تلملم أوراقك كاملة،فليس أمامك من أمر،سوى أن تنتظر التوافق على الشراكة،وهذا التوافق يغرق في منحنيات التنازل عن المكاسب،والتنازل عن المكاسب يغرق في منحنيات المحاصصة،ومنحنيات المحاصصة تغرق في منحنيات عدد المقاعد،وعدد المقاعد يغرق في منحنيات عدد الوزارات،وعدد الوزارات يغرق في مقدار الاستحواذ، ومقدار الاستحواذ يغرق في خسارة المواطن،وخسارة المواطن تغرق في ضياع الوطن!!
تلملم أوراقك كاملة،وأنت تسأل جدران بيتك ألا تكفي أربعة أشهر من أجل التوافق الهش؟(أنت واثق من أنه هش)،ربما حتى الجدران لا تستطيع الإجابة،هي مثلها مثل الذين يسعون من أجل شراكة توافقية،لا يقدمون تنازلات عنها ولا يستوعبون تنازلاتها عن منافعهم،يدورون في فلكها،لأنها حاضنتهم،ويحتضنونها لأنها منقذهم الوحيد نحو شاطئ تحقيق مآربهم ،لهذا يسعون إليها بكل قواربهم،لعلها تكون قوارب نجاة لمطامحهم.
تلملم أوراقك كاملة،وليس لك من أمل، سوى الاستعانة بجدران الصمت،فلا أكثر من الصمت عنوانا للاحتجاج على كل هذا البؤس،ولا أكثر من البؤس عنوانا لهذا التردي الذي يحيط بكل زهور حياتنا التي حلمت بها منذ سبعة أعوام،سبعة أعوام وحكامنا لا يهمهم غير أن يوسعوا ديمقراطية شراكتهم التوافقية!! ما دامت هي توافق في الشراكة.
تلملم أوراقك كاملة،وتفترض( هو مجرد افتراض لا أتمناه أبدا)لو تسنى لك أن تسألهم أحزابا وأفردا،في أن يكونوا هم المواطن الذي هو أنت،وأن تكون أنت هم الأحزاب التي فازت،فما هو موقفهم منك وأنت تضيع في بحر الاستهانة بالثقة التي منحوها لك؟وماذا سيقولون عنك؟؟أنت تعرف بكل تأكيد ماذا تقول عنهم الآن.
• نشرت في جريدة( طريق الشعب) الصادره يوم الثلاثاء 20 تموز 2010

#ئاشتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات