أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - تسع كلمات قتلت العراق














المزيد.....

تسع كلمات قتلت العراق


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 23:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



عندما يشرع المشروعون بصياغة دستور اي دولة فانهم يضعون نصب اعينهم القيم الاجتماعية والثقافية والحضارية للامة كمداخل رئيسية لصياغة بنود القانون الاساس بما يعزز وحدة الشعب ووحدة الاقليم الذي تعيش فيه تلك الامة ، اما شكل الحكومة فانه المتغير الذي لا يؤثر على بقاء او زوال الدولة، فالحكومات تذهب والدول تبقى ، الا اذا كانت هذه الدول كائنات مختبرية تم انشاؤها لسبب معين ويتم زوالها بزوال السبب الذي وجدت من اجله ، وينطبق هذا الحال على جميع الامارات والمشيخات والممالك الواقعة في جنوب العراق بدون استثناء لانها وجدت بسبب النفط وستزول بزواله ، وحبذا لو قدم لنا المعترضون على هذا القول توضيحا لما يميز القطري عن العماني او السعودي عن البحريني او الكويتي عن الاماراتي حضاريا او ثقافيا او اجتماعيا ؟؟
لقد ظهر اسم العراق تاريخيا قبل الدعوة الاسلامية وظهور النبوة الصحراوية ، وربما مراجعة بسيطة لارشيف الشعر الجاهلي ستكشف ان اسم العراق قد ورد واضحا جليا بدون تحريف او لحن في قصائد بعض شعراء قبل الاسلام ، اما الاسم السومري لهذا البلد الامين فقد ظهر منذ ما ينوف على 5000 عام بشكل " اوروك" ، تلك المدينة التي علمت الانسان ما لم يعلم ، واذا كان ابراهيم السومري ابا للانبياء كما يقر الاسلام بماذا يغرينا الاسلام ويمنينا ؟؟
ان كلمة الله ومعناها انما كانت اختراعاً عراقياً خالصاً اخترعه الشامانات في معابد سومر لابتزاز مزارعي اور وتخويفهم بغضب رب المدينة ان لم يقدموا له نصيب من غلالهم ، فهذا الرب قادر على تحويل مجرى الانهار عن حقولهم فيدمرها الجفاف او يحول مجرى الانهار الى حقولهم فتغرق ، في حين كان سبب حدوث ظاهرتي الجفاف او الفيضان متعلق بدورة المناخ التي ضربت مناطق واسعة من غرب اسيا وكانت السبب الحاسم في نهاية الحضارة السومرية ، لقد جعلت موجة الجفاف تلك كثيرا من السومريين بدون ارض يزرعونها لذا لجأ حكام اور الى استغلال الشامانات لتخويف المزارعين كي يقدموا للمعابد ضريبة الرب متمثلة بغلال حقولهم ، وكانت هذه الغلال توزع بطريقة متساوية بين اولئك الذين فقدوا اراضيهم مقابل عملهم في شق الانهار واعلاء اسوار المدينة واستصلاح الاراضي واقامة السدود ، فالمعبد السومري كان من اجل غاية اقتصادية وسياسية وليس من اجل العبادة ، واستحضارا لتحريم الاستمناء في الاسلام " والذين هم لفروجهم حافظون ، الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين ، فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون " نجد ان سبب التحريم مموه بحجج غير مقنعة ، في الوقت الذي حرم الاستمناء في قانون المملكة الاشورية بنص واضح ، وكانت عقوبة الموت تلحق بكل من ضبط يستمني وبحق كل حامل كان حملها كاذبا لان الاثنين يكونان قد حرما المملكة من مقاتل يدافع عنها ، واذا كان الاسلام يقر بجلاء بان ابراهيم السومري هو ابو الانبياء كلهم فبماذا اغرانا الدعاة والغزاة والرواة طوال 1419 عام ؟؟؟؟
ان قراءة بسيطة سريعة للمادة الثانية من الدستور العراقي ستجعل كل ذي عقل وضمير وطني يدعو الى الغائها او تعديلها كي تتناسب والواقع العراقي المتعدد الاديان والاعراق والثقافات ، حيث تنص الفقرة الفقرة اولا على مايلي:
الاسلام هو دين الدولة الرسمي وهو مصدر اساس للتشريع !!!!
بتسع كلمات لا اكثر تمت مصادرة وطن وشعب وتاريخ وحضارات ، وهذه الكلمات التسع اعيدت صياغتها الاف المرات منذ 14 قرنا ولكن جوهرها بقي يدعو الى القتل والسلب باسم الرب الاسلامي ، فاذا كان تعريف الدولة ينص على انها كيان سياسي وقانوني منظم يتمثل بمجموعة بشرية اومجاميع عدة تقيم على ارض محددة ومعلومة وتخضع لتنظيم سياسي واجتماعي وقانوني تفرضة سلطة عليا تتمتع بحق استخدام القوة ، فكيف استطاع المشرع الذي سطر الكلمات التسع السابقة ان يجعل من الاسلام دينا رسميا للدولة العراقية ؟
ربما كان يدور بخلد المشرع اللون الواحد للمليشيات الدينية التي ورثت العراق بطريقة السطو المسلح الواسع النطاق ، فتجربة العراق هي اول حادثة بالتاريخ الحديث يتم فيها السطو على بلد كامل من قبل عصابات مسلحة بالحقد على الاخر والمتخمة بجوع ابدي للغنائم شأنها شأن مرشدها الاول الذي علمها ان عرض وارض ومال الذميين حلال زلال على اتباعه . اما الفقرة ثانيا من المادة الثانية فانها تنص على : "يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراقي " ، اما الفضلة الملحقة بهذا الكلام عن ضمان حقوق المسيحيين والايزيديين " والصابئة " فانها فضلة للتمويه على اللغة العدائية التي صيغت بها هذه المادة ، فاذا كان الدستور سيعمل من اجل الحفاظ على الهوية الاسلامية في العراق كيف سوف يستطيع ما يقرب من 3 ملايين عراقي غير مسلم من التعبير عن طموحاتهم في ارض اجدادهم ؟؟ فالاسلام الطاريء على ارض العراق يتصدق بعبارات مجاملة في دستوره كي يطمئن اهل الارض الاصليين ؟
لقد افتتح الاسلام تاريخه في ارض العراق بمذبحة " نهر الدم " فجزت رقاب الاف من الاراميين الذين اقاموا قلاعهم الحضارية في كل بقعة من بقاع العراق شمالا وجنوبا ، ومنحوا الاسلام حرفهم الكتابي وقواعد لغتهم وعلومهم ومعارفهم اللاهوتية ، فما كان جزاؤهم من دين الحق الا القتل والتشريد والمصادرة والعبودية ، وعلى هذا النحو استمر ناعور الدم الاسلامي يغرف من دماء ابناء ارض الرافدين 14 قرنا من الزمان ، فهل حان الوقت كي يظهر " فرنانديز عراقي " يقول للبدو المسلحين بالخصيات المقدسة : كفى خذوا نسلكم المقدس واتركونا نعمر بلادنا التي دمرتم ونعيد لشعبنا الذي روعتم الامان والسلام ، وهل حان الوقت كي يقف المثقف العراقي وقفة نبل وشرف للدفاع عن مستقبل احفاده ، فقبل 5 قرون فعلت اسبانيا هذا وعلينا ان نصحو من نومنا الابدي ، وها انا ادعو لطرد الاسلام من ارض اجدادي فهو دين سلب ونهب واغتصاب وتدمير وكراهية ولصوصية عانينا منها منذ 14 قرنا . وادعو الى كتابة دستور عراقي لا يجعل من اي دين دينا رسميا ، فالانسان اقدس الموجودات على الارض فليكن دمه وماله ومستقبله هو الدستور الاقدس.



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هذه الطغمة المقدسة ؟
- 11 شجرة خارج السياج
- السيد لا يحب الازهار
- انا حمار الجنة
- فنتازيا الوجع
- 337 +316 = صفر
- استكماتزم
- تلغراف عاجل الى الله
- انه الكاكا يا عراق
- مصرع الرافدين
- انفلونزا الاسلام
- العراق الفيدرالي ام العراق الفيودالي
- بنادق ثقافية
- معركة الطف قطب العبودية
- خرافة النسب المقدس
- جبل ام مغسلة ؟
- باي باي بلاد الرافدين
- الحرباويون
- لا تفتونا آجركم الله
- رأسي طبل التوتسي


المزيد.....




- الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
- هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال ...
- الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
- الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا ...
- الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم ...
- الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس ...
- الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن ...
- حماس تشيد بالدور المحوري للمقاومة الإسلامية في لبنان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - تسع كلمات قتلت العراق